تعتبر الزراعة العضوية أحد أهم الأنظمة الزراعية التي تعتمد على زراعة النباتات دون الحاجة إلى استخدام الأسمدة الزراعية الصناعية والمبيدات الكيميائية، حيث يتم استخدام الأسمدة البيولوجية والتي يمكن الحصول عليها من بقايا المخلفات الحيوانية والنباتية. وفي ضوء أهمية الزراعة العضوية، وافقت لجنة الزراعة والرى والأمن الغذائي بمجلس النواب، على مشروع قانون تنظيم إنتاج وتداول المنتجات العضوية، المقدم من الحكومة، وكذلك من النائب عبد الحميد الدمرداش، وذلك بهدف دعم خطة الدولة في إنتاج غذاء صحي، وذلك من خلال التقليل من استخدام المبيدات والأسمدة المخلقة، واستبدالها ببدائل الأسمدة العضوية المنتجة من بقايا المحاصيل الزراعية والاستفادة منها. وفي هذا الصدد أكد حسين عبدالرحمن أبوصدام، نقيب الفلاحين، على أن موافقة لجنة الزراعة بمجلس النواب على قانون تنظيم إنتاج وتداول المنتجات العضوية بدلًا من استخدام المبيدات والأسمدة، بأن المنتجات العضوية تحتل أهمية كبيرة في المنتجات الزراعية، حيث يتم الإعتماد على المكافحة العضوية للأمراض من خلال الزراعات العضوية، بالإضافة إلى أنها تعمل على تغذية التربة الزراعية. وأضاف أبو صدام، في تصريح خاص ل "بوابة الوفد"، أن الزراعات العضوية لها العديد من المميزات للمواطنين، ولكن قد يواجه الفلاحين صعوبة في هذه الزراعة، بسبب قلة إنتاجيتها وهو ما يعتبر خلافًا لرغبة المزارع في زيادة حجم إنتاجيته الزراعية، مشيرًا إلى أن الزراعة العضوية تعتمد على عدم استخدام أى نوع من المبيدات. ولفت نقيب الفلاحين، إلى أن العائد الإقتصادي من المنتجات العضوية ليست كبيرة، وفي ظل الزيادة السكانية للدولة المصرية سيؤدي ذلك إلى إرتفاع اسعار المنتجات الزراعية بالأسواق. ومن جانبه أشاد الدكتور مجدي نزيه، أستاذ ورئيس قسم وحدة التثقيف الغذائي بالمعهد القومي للتغذية، بموافقة لجنة الزراعة بمجلس النواب على قانون تنظيم إنتاج وتداول المنتجات العضوية بدلًا من استخدام المبيدات والأسمدة، مؤكدًا على أن هذا القرار سيعمل على حماية الإنسان من مشكلات خطيرة تسببت فيها المبيدات والأسمدة الزراعية. وأضاف نزيه، أن المبيدات الزراعية هي السبب وراء كثرة الإصابة بأمراض السرطان وأمراض الكلي، مما يشير إلى أهمية وجود الزراعة العضوية، خاصة وأنها لا تحتوى إلا على مكونات زراعية خالصة دون تدخل في نموها من خلال الأسمدة. واوضح أستاذ ورئيس قسم وحدة التثقيف الغذائي بالمعهد القومي للتغذية، أن الأسمدة مواد كميائية مما يجعل آثار الضرر التي تحدثه بالإنسان تراكمية ولا تظهر إلا مع مرور الوقت، متوجهًا بالنصح بضرورة غسل المنتجات الزراعية غير العضوية بالماء جيدًا وهو ما يعمل على تقليل محتوى الأسمدة فيها. وفي نفس السياق قال الدكتور مصطفى السعدني، أستاذ الاقتصاد الزراعي، ووكيل كلية الزراعة جامعة دمنهور، إن موافقة لجنة الزراعة بمجلس النواب على قانون تنظيم إنتاج وتداول المنتجات العضوية بدلًا من استخدام المبيدات والأسمدة، يدل على أهمية الزراعة العضوية في المنتجات الزراعية، مؤكدًا على أن الزراعة العضوية إنتاجيتها قليلة ولا تتناسب مع التعداد السكاني الكبير للشعب المصري. وأضاف السعدني، أن الزراعة العضوية هي زراعة خالية من المبيدات والأسمدة، ولكن تختلف الزراعة العضوية على حسب الإنتاجية، خاصة وان إنتاجيتها قليلة لعدم إستخدام أسمدة، لافتًا إلى أن المنتجات العضوية تتميز بارتفاع أسعارها العالمية، ومع إتجاه الدولة لهذه الزراعة يمكن تصديرها ولكن لابد من زراعتها على مساحات كبيرة لزيادة حجم الإنتاجية.
