كثير من الأجانب اهتموا بحال بدو جنوبسيناء وألفوا كتبا كثيرة عنهم لدرجة أن استاذا في احدي جامعات هولندا ألف كتابا عن هجمات قبائل جنوبسيناء. واتفقت دراسات الأجانب علي ان بدو جنوبسيناء أقوياء كالجبال.. رحالة كالماء والهواء.. أحرار للأبد.. لايخونون.. يعطون عمرهم لمن يثقون فيه.. وهم طيبون مع الطيبين ولكنهم يتحولون الي أسود شرسة اذا ما سخر منهم أحد أو أخطأ في حقهم.. و فوق هذا فهم «ملهمش» في الكلام وانما يجيدون الأفعال. هذه هي طبيعة البدو.. فماذا فعلت به الحكومة؟.. محمد عيد أحد عوائل قبيلة القرارشة يقول: الحكومات السابقة لا تعتبر محافظة سيناد مدنية وتتعامل مع أهلها كأنهم عبيد ليس لهم حقوق وانما عليهم السمع والطاعة.. ولهذا حرموهم من تمليك أراضيهم ومنازلهم.. من تولي وظائف قيادية في المحافظة.. وعند تبني المحافظة عددا من المساكن توزعها بنسبة 70٪ للموظفين والمحاسيب و30٪ لأبناء العاملين والبدو. ويضيف «لا يستطيع بدوي فتح كشك في دهب ونويبع وطابا وشرم الشيخ والطور إلا بموافقة جمعية المستثمرين التي يسيطر عليها رجال أعمال من خارج سيناء، ونصيب أبناء البدو من التعيينات في المحافظة لا تتعدي 3٪ ويبدو أن المسئولين يريدون محو كل ما هو بدوي في سيناء لدرجة ان أحد الأشخاص في شرم الشيخ اقام مخيما لتقديم الأكل البدوي والفن البدوي والحياة البدوية وأقبل السياح علي هذا المخيم فما كان من الحكومة إلا أن أغلقته وقالت لصاحبه إذا أردت العودة للعمل فحول المخيم إلي فندق وإلا سيظل مغلقاً للأبد. ويضيف الشيخ خالد أحد عوائل قبيلة العليقات: كل الوظائف القيادية في جنوبسيناء يتولاها أشخاص من خارج المحافظة، بدءا من المحافظ ومساعديه وحتي رؤساء المدن ونوابهم ورؤساء الأحياء.. الكل ليس من أبناء سيناء، ولهذا لا يجد أبناء جنوبسيناء أحداً يتحدث باسمهم سوي نواب مجلسي الشعب والشوري. ويروي «خالد» واقعة لها معان كثيرة فيقول في الأيام الأولي لثورة يناير شكل الحاكم العسكري لجانا شعبية تتولي تأمين الشوارع والمنازل والممتلكات العامة، وقال انه سيتم تسليم اعضاء هذه اللجان أسلحة حتي يقوموا بدورهم علي أكمل وجه وصدرت كشوف بأسماء أعضاء هذه اللجان وكانت المفاجأة أن جميع من تضمنتهم هذه الكشوف ليس فيهم بدوي واحد وانهم جميعا غادروا جنوبسيناء مع بداية الثورة خشية الانفلات الأمني. وأغلب الظن أن الحكومة تري أبناء البدو «ملهمش» في التعليم ولهذا رفضت اقامة جامعة في جنوبسيناء.. حتي فريق كرة القدم الوحيد في المحافظة والذي يلعب في دوري الدرجة الثالثة ترفض المحافظة مد يد العون للفريق ورفضت تخصيص أرض لتحويلا الي ملعب يتدرب عليه الفريق.