كشفت مستندات رسمية قيام الهيئة القومية لسكك حديد مصر باستيراد ماكينات "الباور" المسئولة عن تكييف عربات القطارات الفاخرة، غير مطابقة للمواصفات القياسية. وكشف تقرير الإدارة العامة للمعامل المركزية بالهيئة، الصادر بتاريخ 2 يونيو الماضى أن عينات عربات توليد القوى التى خضعت للتحليل أثبتت عدم مطابقتها للمواصفات الميكانيكية واختبار الصلابة. وعلمت "المصري اليوم" فى عددها الصادر اليوم الاثنين أن عدداً من المهندسين أرسل مذكرة إلى رئيس مجلس إدارة الهيئة تفيد بوجود عيوب بماكينات "الباور" الجديدة، أهمها أن طفايات الحريق كلها مفصولة مما قد يعرض الماكينات للحريق، بالإضافة إلى تعطل عوامات المياه، ووجود فلاتر الجاز في مكان يصعب فكها، إلى جانب عدم تحمل الماكينة والكنترول لدرجات حرارة الصيف المعتاد فى مصر. وأكد أحد مهندسي ورش الفرز بهيئة السكة الحديد أن أسباب تعطل تكييف القطار الذي استقله الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء يوم الجمعة الماضي هي عدم مطابقة الماكينات الخاصة بعربات القوى للمواصفات القياسية. وقال: "فوجئنا أثناء تسلم الماكينات الخاصة بعربات القوى بأنها غير مطابقة للمواصفات فقمنا بإرسال شكوى إلى رئاسة الهيئة تفيد بوجود أعطال بعربات القوى والتي ستؤدي إلى إحداث أعطال بتكييف العربات إلا أن أحداً لم يستجب ما دفعنا إلى إرسال شكوى إلى إدارة الفحص التى قامت بإرسال عينة للمعمل الفنى لتقرير صلاحية الماكينات من عدمه، ليثبت التقرير بعدها أن الماكينات مطابقة فيزيائياً وغير مطابقة ميكانيكياً، بما يفيد أنها لا تصلح للاستخدام والتركيب، ورغم ذلك تم تركيب الماكينات. وذكر أحد مهندسي توليد القوىأن إدارة الهيئة تجبرهم على عمل "عمْرات" لقطع غيار غير مطابقة للمواصفات، وهو ما يعرضهم للمساءلة القانونية في حالة وقوع أعطال. من جانبه أشار أحمد رأفت، مهندس بورش الفرز إلى أن الأسباب الرئيسية لمشاكل عربات القوى هى استيراد قطع غيار غير أصلية وغير مطابقة فنياً، وتم الكشف عنها وأثبتت تحاليل الخواص الميكانيكية عدم مطابقتها لقطع الغيار الأصلية، مما يسبب تلفها، وتوريد قطع غيار مستعملة بنفس العقد مثبتة بمحاضر الفحص بالورشة على الرغم من أنه سبق التفتيش على هذه المهمات بالخارج.