رأت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية إن زيارة الرئيس المصري "محمد مرسي" لطهران تتماشى مع المشاعر الشعبية من أجل صياغة سياسة خارجية مستقلة عن الأجندات الغربية أو دول الخليج النفطية التي اتبعها النظام السابق، مؤكدة أن زيارة مرسي تهدف إلى التخلص السريع من سياسة الرئيس السابق "حسني مبارك" بعد أن أطاحت به ثورة شعبية. وأضافت الصحيفة أنه من المبكر جدًا تقييم الآثار المترتبة على زيارة الرئيس "محمد مرسي" لطهران وحضور قمة "عدم الانحياز" أو إلى أي مدى ستطبع العلاقات مع طهران، ولكن المحللين يعتقدون أنها ستعيد مصر مرة أخرى إلى الساحة السياسية الإقليمية. وقال أستاذ العلوم السياسية "مصطفى كامل" "هذا يشير حقا إلى الاستجابة لأول مطلب شعبي ووسيلة لزيادة هامش المناورة للسياسة الخارجية المصرية في المنطقة، وبقرار مرسي حضور القمة بعد القطيعة السياسية التي دامت عقود، اظهر أن سياسة مصر الخارجية نشطة مرة أخرى في المنطقة." وأضاف "كامل" أن هذه الزيارة تعد وسيلة أيضا لنؤكد لدول الخليج أن مصر لن تلتزم وتتقيد ببساطة بقبول رغباتهم والوضع المتدن". وبعد سقوط مبارك في الثورة الشعبية في العام الماضي، أعرب المسئولين عن رغبتهم في تحسين موقف مبارك القوي المعاد لإيران، ففي يوليو الماضي، ألقى وزير الخارجية المصري السابق "نبيل العربي"، الذي يرأس جامعة الدول العربية الآن، رسالة تصالحية للجمهورية الإسلامية إيران، قائلا "إيران ليست عدوا"، كما أشار إلى أن مصر ما بعد مبارك ستسعى لفتح صفحة جديدة مع كل دول العالم، بما في ذلك إيران. ولفتت الصحيفة أنه في عام 2006، أثار إعلان زعماء الشيعة ولائهم لإيران أكثر من بلدانهم غضب الرئيس السابق مبارك وشاركه رأيه زعماء عرب آخرين ومسؤولين، بما في ذلك الملك "عبد الله الثاني" ملك الأردن الذي حذر من الهلال الشيعي وزيادة توغله في المنطقة. وقال "محمود عزت"، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، والتي كان ينتمي إليها الرئيس، "إن النظام القديم اعتاد تحويل أيا من منافسيه إلى شبح، ونحن لا نريد أن نفعل مثل مبارك والمبالغة في الخوف من إيران". وأضاف "لكن في الوقت نفسه، لا ينبغي أن نأخذ طموحات الإيرانيين على محمل الجد، وبقدر ما أنهم لا يريدون لنا أن نتدخل في أعمالهم، نحن لا نريد لهم التدخل في عملنا"، مشيرا في ذلك إلى الجماعة الإيرانية "المشروع الكبير لنشر الإيمان الشيعي."