في ليلة رمضانية مباركة جمعنا مجلس أحد الأصدقاء، ضم نخبة من أهل القلم والفكر المنشغلين بهموم أمتهم العربية والإسلامية، وكعادة المجالس الرمضانية تتعدد فيها الرؤى وكل يريد طرح ما في فكره من آراء. لكن والحق يقال إن موضوع كارثة معبر رفح المسلحة الواقع على الحدود المصرية / الفلسطينية التي وقعت يوم الأحد الماضي والذي راح ضحيتها أكثر من خمسة عشر جنديا مصريا في ساعة الإفطار الرمضاني كانت موضوع الحوار في تلك الليلة. وللمرة الأولى يجمع رواد مجلسنا على اختلاف اتجاهاتهم الفكرية أن الهدف من تلك العملية هو الحيلولة بين النظام القائم في مصر بعد فوز التيار الإسلامي برئاسة الجمهورية وبين السلطة الفلسطينية القائمة في قطاع غزة والتي فازت في انتخابات حرة في مارس 2006، وتولت القيادة الكاملة في غزة في 2007 بعد خلافات سياسية وأمنية فلسطينية فلسطينية (ليس هذا مكان شرحها اليوم) وتم حصارها من قبل إسرائيل وحسني مبارك وحكومته إلى أن سقط الأخير بفعل ثورة 25 يناير. معلوم بأن حكومة قطاع غزة " حماس " لم تلتق بالرئيس المخلوع حسني مبارك مرضاة لإسرائيل وبقيت اجتماعات قيادات حماس مع عمر سليمان مدير المخابرات المصرية في حينه كوكيل تفاوضي مع قيادات حماس نيابة عن إسرائيل، كما أن رواد مجلسنا الرمضاني أجمعوا على أن المستفيد الأول من تلك الكارثة الأمنية هو إسرائيل وفلول النظام السابق. أحد رواد المجلس قال في مصر " زيطة وزنبليطة " بعد وقوع الكارثة اختلط الإعلام الرسمي الصحافة القومية والتلفزيون والراديو مع الإعلام المنفلت " الخاص بكل أنواعه " وراحوا يؤلبون الرأي العام المصري والعربي على الفلسطينيين والرئيس محمد مرسي وحكومته الإسلامية كما يسمونها في مصر وكلهم أجمعوا وبدون تحقيق على أن من قام بتلك العملية الإرهابية هم فلسطينيون إسلاميون من غزة الأمر الذي يدعو إلى تشديد الحصار على قطاع غزة والحد من مرور أهلها عبر الأراضي المصرية وتخفيف الموارد على القطاع أي العودة بالأجواء العدائية ضد سكان قطاع غزة المحاصرين. قال آخر: والله يا جماعة إنني توقعت عملا تقوم به إسرائيل وبعض فلول حسني مبارك ضد تجمعات مصرية عسكرية أو مدنية على الحدود مع إسرائيل بعد ما استقبل الرئيس محمد مرسي السيد إسماعيل هنية وأعضاء المكتب السياسي لحركة حماس في القصر الجمهوري بعد أن كان محرما عليهم ذلك القصر في العهد المخلوع. والهدف هو منع التواصل بين حركة حماس ورئاسة الجمهورية وحصر تواصل حماس بالمخابرات المصرية التي بدورها تتعاون مع المخابرات الإسرائيلية في شأن قطاع غزة لكن هل الرئيس مرسي لا يدرك اللعبة؟! وهل يثق أن المخابرات المصرية ستقدم له تقارير نزيهة ووطنية دون أجندات مخفية عما حدث ؟ أبو نهاش قال: يا ربعي يجب أن تعلموا أن في سيناء حركة وطنية ضد إسرائيل واتفاقية كامب ديفيد التي جعلت السلطات الحكومية في عهد حسني مبارك تضطهد سكان سيناء وتلاحق شبابهم ومشايخ العشاير هناك بتهمة أنهم إرهابيون. إسرائيل قتلت منهم الكثير وإنهم على استعداد للثأر من إسرائيل وأنصار اتفاقية كامب ديفيد لما لحق بهم من ظلم واضطهاد وإهمال، وأنه لا دخل للفلسطينيين إطلاقا فيما حدث لأنهم يعلمون أن الانفراج الذي حصل في العلاقات بين قيادات غزةوالقاهرة سيعود بالنفع على الجانب الفلسطيني الغزاوي، لكني لا أستبعد أن يكون هناك تواطؤ بين المخابرات المصرية (بقايا مخابرات حسني) وبعض قيادات فتح وإسرائيل لمنع التواصل المباشر بين غزةوالقاهرة في العهد الجديد فحدث ما حدث. أبو الدرداء يثني على أقوال ابو نهاش ويقول: لا دخل لحركة حماس ولا لغيرها من الفلسطينيين فيما حدث في معبر رفح بدليل أن أبناء سينا قاموا بتفجيرات في طابا فندق هيلتون عام 2004 وراح ضحية تلك العملية أكثر من 34 قتيلا، وفي عام 2005 تفجيرات شرم الشيخ السياحي وكان ضحية تلك العملية 80 قتيلا وأكثر من 150 جريحا، وفي أبريل 2006 تفجيرات في سيناء ورح ضحيتها أكثر من 22 قتيلا. كل هذا حدث في سيناء ولم تكن حركة حماس قد تمكنت من غزة، وهذا يثبت أنه لا دخل لحركة حماس فيما جرى في معبر رفح هذا الأسبوع. أبو نهاش يصرخ انظروا التلفزيون يا ربع: خبر عاجل، الرئيس محمد مرسي يقيل مدير المخابرات اللواء محمد موافي، ومحافظ شمال سيناء، وقائد الحرس الجمهوري وقائد الشرطة العسكرية ومدير أمن القاهرة ومدير الأمن المركزي والأسباب تعود إلى أن البعض أخفى المعلومات عن الرئيس قبل كارثة رفح، والبعض الآخر أبلغ الرئاسة بأنهم لا يستطيعون تأمين الرئيس عند مشاركته في تشييع جثامين العسكريين الذين استشهدوا في الحادث ونصحوه بعدم المشاركة الأمر الذي أثار غضب الشارع المصري على عدم مشاركة الرئيس. أبو صخر قال: أشهد أن الرئيس محمد مرسي رجل بدأ يأخذ صلاحياته ونتمنى ألا يطول حصار غزة بعد أن تهدأ النفوس وتثبت الأدلة بأن حماس لا دخل لها ولا مصلحة فيما حدث. آخر القول: أتمنى على شعب مصر العزيز أن يعين الرئيس محمد مرسي ووزارته في أداء المهام الجسام الملقاة على عواتقهم وتأكدوا بأنه لا يمكن لأي قوة كانت أن تصلح أوضاع مصر في خلال سنة أولى حكم، لكن بتضافر الجهود من أجل مصر وشعبها يمكن التغلب على كثير من الأزمات، والله المعين نقلا عن صحيفة الشرق القطرية