تخطيط محكم ومدبر وراء تنفيذ هذا العمل الإرهابي الجبان لقتل ضباطنا وجنودنا علي الحدود ولم يكادوا بعد ينتهون من إفطارهم بعد صيام، خططته أصابع سوداء ونفذته أياد مأجورة لزعزعة الأمن عن حدودنا، وتشتيت انتباهنا عن جهود الاستقرار والتنمية بالداخل، ولحرق قلوب الأمهات علي فلذات أكبادهن من خيرة شباب مصر، وسرقة فرحة العيد التي باتت علي الأبواب، تخطيط محكم تهاونت مع بوادره المخابرات العسكرية المصرية والجيش عندما تجاهلت تحذيرات نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل قبل أيام بوجود عمليات وشيكة في سيناء وعلي الحدود واستدعاءه كل الإسرائيليين، فيما تعاملت مخابراتنا مع هذا التحذير كبالونة فارغة. ولم يتم التحسب لجدية هذا التحذير بزيادة التأمينات أو حتي اليقظة المستمرة حول وداخل نقاط الأمن في رفح وسائر النقاط العسكرية علي الحدود، بل المثير للدهشة هو تباري المسئولين لإعلان أن سيناء آمنة ولا خوف، وتم تفسير تحذيرات نتنياهو تفسيرا اقتصاديا وليس أمنيا ذا خلفية ارهابية وقيل إن التحذير مبعثة رغبة نتنياهو في ضرب السياحة في مصر خاصة سيناء ورفح، واستقطاب المواطنين الإسرائيليين للسياحة الداخلية في إسرائيل، وقد مللنا من نغمة التصريحات المصرية المتكررة بأن سيناء آمنة من الإرهابيين أو مهربي السلاح أو المخدرات، الحقيقة أن سيناء ليست آمنة، وأنها تهدد أمننا ما لم يتم وضعها تحت السيطرة الأمنية المشددة، وسد كل الثغرات التي يتم من خلالها تصدير التهديدات لمصر. وهذا الاعتداء الإرهابي الجبان لم يأت مصادفة بعد تحذيرات نتنياهو، ولم يأت مصادفة بعد التقارب غير المسبوق التي حدث مؤخراً بين الرئيس محمد مرسي وبين حركة حماس وزيارة إسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس المستقيلة للقاهرة، ولم يأت الحادث أيضاً مصادفة بعد وعود مصر بفتح المعابر أمام الفلسطينيين قريباً، وتسهيل دخولهم بلا تأشيرات، وهو الخبر الذي يزعج إسرائيل من قبيل رغبتها في إبقاء الحصار الخانق علي سكان غزة للأبد، وذلك رغم رغبتها الخفية في التخلص من مشكلة غزة وازاحتها إلي سيناء، كما أن الهجوم لم يأت مصادفة بعد التلويح باتفاق بين مصر وغزة لإنشاء منطقة تجارة حرة، رغم ان تنفيذ هذا يحتاج لمراحل طويلة لإتمام المصالحة الفلسطينية حتي يتم تنفيذ الاتفاق بين فلسطين ككل وليس حركة حماس وحدها، بجانب خطوات اخري تتعلق بالجوانب الأمنية والاقتصادية، إلا ان المشروع في النهاية حال تنفيذه سيكون نتائج إيجابية وأخري سلبية، فهو سيفتح أسواقاً للمنتجات المصرية في غزة ويغنيها عن الاعتماد علي المنتجات الإسرائيلية، وستجد غزة فيه متنفساً تجاريا ومعبرا يخفف عنها حدة الحصار، أما السلبيات فهي التهديدات الأمنية وعمليات التهريب للاسلحة وغير الاسلحة التي يمكن أن ترد الينا عبر تلك المنطقة الحرة، المهم أن العديد من الاسباب تجمعت قبل أيام، لتصنع منها خيوط المؤامرة الدنيئة علي جنودنا علي الحدود، وهي مؤامرة حاولت جهات عديدة أن تنسبها إلي نفسها عبر بيانات مجهولة الهوية وأخري مغرضة منها، بهدف تفريق دماء ابنائنا بين القبائل، والابتعاد بنا عن البحث وراء الحقيقة، حقيقة المستفيد الاول والفعلي من هذا الهجوم الجبان. فيما يتهم أهالي مدينة رفح تنظيم «جلجلة» الجهادي الفلسطيني، ويؤكدون ان هذا التنظيم يحركه الموساد الإسرائيلي، مستدلين بتصريحات إسرائيل وتحذيرها مواطنيها من الوجود في سيناء لنية جماعات فلسطينية متطرفة تنفيذ عمليات إرهابية، متسائلين: «كيف عرفت إسرائيل ذلك؟».. كما أعلنت «صفحة» الجيش السوري الحر علي تويتر مسئوليتها عن الحادث انتقاما من مصر لسماحها بعبور معدات حربية لدعم بشار وذلك عبر قناة السويس، وجهات أخري جهادية وإسلامية أعلنت مسئوليتها، هذا أمر غريب ومثير للتساؤلات، ولعلنا لو توجهنا بالسؤال الي «نتنياهو» لعرفنا حل اللغز، فلديه الأسرار الحقيقية وراء هذا الهجوم. إن القراءة المتأنية في هذا العمل الجبان، إنما يصل بنا إلي أن إسرائيل هي المستفيد الأول، أولاً لتؤكد للعالم صدق مخاوفها من سيناء ومن الأنفاق السرية ومن رفع القيود علي المعابر، ولتجد لها من الذرائع القوية للنزوج والتغلغل داخل سيناء تحت مزاعم حماية أمنها، أما التصور الثاني الذي يردده الخبثاء هو أن بعض أعداء الرئيس محمد مرسي في الداخل لهم يد ولو أصبع واحد في هذا الهجوم، بهدف أرباكة وتشتيت انتباهه عن جهود التنمية والإصلاح بالداخل ولإظهاره بصورة الفشل، ولإبعاده عن أي تقارب مع حماس، وآخرون شطح خيالهم بعيدا وقالوا إن هناك اصابع خفية لأنصار مرسي في الحادث للانتقام من الجيش الذي ينافس مرسي سلطاته، وإظهاره بالضعف، وهي سيناريوهات خائبة ومستبعدة علي الأقل بالنسبة لي، لأني اسير بقوة نحو أن ما حدث هو أحد «مخططات الموساد الإسرائيلي لإثارة الرعب في سيناء لاحتلالها، وعلينا ضخ مزيد من قواتنا المسلحة في منطقتي الشيخ زويد ورفح، وتكريس الأمن بصورة قوية في سيناء وإغلاق أنفاق التهريب في أسرع وقت وعزائي لأسر الشهداء ودماءهم لن تذهب هباء.