لا حرمة لمشاهد التليفزيون في رمضان ولا احترام!، وقد تواطأت إرادات عدة علي هذا المشاهد الذي لا يجد مفرا من النجاة بعدم المشاهدة حتي لو كان الذي يشاهده هو راغب فيه!، إذ كيف يتابع المشاهد أي عمل تليفزيوني والإعلانات السخيفة تطارده فتدهس رغبته في متابعة ما يري!، وهي إعلانات لا فن فيها ولا متعة تتحقق من مشاهدتها، وهذه أقصي استجابة من جانب المشاهد للمعلن الذي يكرر إعلانه السخيف مرتين وثلاثاً وأربعاً خلال المسلسل الواحد والبرنامج الواحد!، وبعض هذه الإعلانات مستفز فيما ينص عليه من ثمن السلعة وبلد منشأها وغير ذلك من مصاريف الشحن!، ثم تتلخص فائدة الإعلان كله في حاجة ليست ضرورية!، أو هي سلعة تناسب مجتمعات غيرمجتمعاتنا!، ولشدة زحمة الشاشة المتخمة بالمسلسلات والبرامج ومئات الإعلانات، فإن شاشة التليفزيون قد أصبحت تعد «كمينا إعلانيا» لمشاهد التليفزيون، فقد عمدت القنوات التي تذيع المسلسلات إلي ان تنهي آخر حلقة في أي مسلسل بإعلان ما أن ينتهي حتي تتوالي تترات أسماء العاملين من الطواقم الفنية في المسلسل!، فيتجرع المشاهد كأس الإعلان السخيف حتي آخر قطراته!، وحتي لا يفر أحد من المشاهدة الإجبارية للإعلان الذي ضاق به!، أما البرامج علي سخافتها فقد أصبحت هي الأخري مصيدة لمقاطعتها بفاصل إعلاني، مما يجعل المشاهد يضمر غيظه إلي حد الرفض للمشاهدة التليفزيونية!، وقد ألجأ هذا بعض الذين أعرفهم إلي تحويل الشاشة الناطقة إلي شاشة صامتة عندما تلوح بادرة موشح إعلاني!، فلا يعيد المشاهد الصوت إلي الشاشة إلا بعد ذهاب الغمة الإعلانية! ولقد اتضح لنا أن للتليفزيون المصري رئاسات وأسياداً غير الذين نعرفهم!، وتنشر أسماؤهم وصورهم في وسائل الإعلام!، هذه الرئاسات وهؤلاء الأسياد هم الذين ينتجون الإعلانات والمسلسلات والبرامج التي أصبحت برعاية «أي حد»!، يكتب الكتاب آراءهم فيما تعرض الشاشات!، فيبدو ما يكتبونه وكأنه صراخ في وجه الريح!، وتخرج بعض الآراء «الصريحة» علي سبيل الخطأ فيما يقدم من المسلسلات، ولكن الاستمرار في تبني أفكار مسلسلات من نوع ما نشاهده يؤكد ان هناك من فرضوا أفكار المسلسلات وإعلاناتها مقدما قبل أن يلقي أحد نظرة عليها من المنوط بهم ذلك. لقد أصبح الجهاز تليفزيون السوق والسوء!