يصعب في تلك الأيام المباركة البحث عن رمضان الكريم رمضان محمد عليه الصلاة والسلام. قال تعالى «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه» صدق الله العظيم. أما شهر رمضان الذي نزل فيه الإعلان فلم يكن ولن يكون نهباً للناس وعدواناً علي الروحانيات وسداً منيعاً لنزول الرحمات بعرض هذا العدد الرهيب من المسلسلات التي بدأ الترويج لها منذ أكثر من 100 يوم بدأت بوضع عبارة رمضان كريم علي إعلانات المأكولات أو لأبطال التمثيليات التي وضع لها الشياطين توقيتاً جهنمياً من العاشرة صباحاً وحتي الرابعة صباحاً من اليوم التالي تتخللها جميعاً استراحات إعلانية واتفرج في الوقت اللي يناسبك علي كل القنوات ولن تصلي براحتك ولا أن تعبد ربك ولن تزور أصحابك ولن تصل رحمك بل لن تجد وقتاً حتي للوضوء إن لم ينقطع التيار الكهربائى خدمة من السيد وزير الكهرباء لالتقاط الأنفاس للبحث عن شمعة أو حتي فانوس الولاد وهذا يستغرق باقي وقتك فيريحك وتستريح الكهرباء من هذا الهجوم اللعين للعري والرقص بعد خلع لباس الفن الحقيقي. حقاً أيها المنتج والمعلن والمتعاملون معك من بعض الممثلين والممثلات إن لم تستحوا من رمضان فاصنعوا ما شئتم مادامت المليارات هي الهدف المنشود من كسر هيبة هذا الشهر الكريم وتربيته الأخلاقية التي نتلمسها في فرض صيامه وسنة قيامه وفضل روحانياته وعلي الأخص احتياجنا كمصريين للعلم الهادف والعمل الجاد الشامل لأن العلم بلا عمل كزرع بلا ثمر ولا يغرنك تقلب الوجوه من بعض الأقلام وبعض الإعلام في منح هذا الشعب زوراً وبهتاناً دروساً في أصول الإبداع الفنى للتقدم المزور والحرية المنفلتة والغامضة لأن قلم الحق إذا علا عف وإذا دنا سف ونعم لم يكن الحل في أيدى التيارات الهوائية حسبما يتطرق لذهن القارئ فبعضهم نسوا الله فأنساهم أنفسهم حتي إن الإعلانات عن شد حزام الترهل والسباق المحموم علي الفحولة والرجولة وإزالة كل مكروه أصبح يسوق علي بعض القنوات مصحوبة بآيات الذكر الحكيم وهذا قمة الإسفاف بضرب الروحانيات بعرض الحائط وهذا يساهم بدوره في تضخم آلة الإعلانات الجهنمية فهل من العدل أن يساق المشاهد إلي ما لا يرضي الله ورسوله تحت ستار الدين. وأما الرد الجاهز دفاعاً عن مفاهيم الإبداع الشيطانى اقفل جهازك والتفت عما يزعجك والرد وماذا أصنع أيها المبدع المتصابي أنا وأمثالي لفتياتنا وصغارنا أثناء غياب الرقابة العائلية طلباً للرزق أو العلاج أو أداء بعض الواجبات؟ والحل نعم وكل الحل في تجرد هؤلاء من الاستيلاء علي بعض المليارات زوراً وبهتاناً للاتجاه صوب الموميات من الممثلين والممثلات في إنتاج المسلسلات التي تخترق الأسماع والأبصار والأفئدة للمجني عليهم من أمثالنا وذوينا بالزور والبهتان وباسم الإبداع الفني فليس حتي بالتمثيل المحترم وحده يحيا الإنسان بالقيم النبيلة والأخلاق السامية التي يفرضها علينا الدين الحنيف لحل المشاكل حتي رغيف العيش وبث الأمن وتنظيم المرور وإزالة كل القمامة حتي من عقول المدعين لحماية الإبداع والفكر والقيم وليس بالعلم والرقص الماجن وقصص الخيال الهابط في الأزقة والحواري للبحث عن الرذيلة في رمضان بردهم إلي سوء قصدهم وجشعهم للمال بالنص في مشروع الدستور عن حتمية فض تشابك الحريات للجميع وحتي لا توصف فوضى الإعلان مع بعض الإعلام وبعض المسلسلات بحرية الإبداع. فلنفق إلي رشدنا جميعاً لوضع الحق في نصابه وبعيداً عن الانقياد لبعض التيارات ومنها الهوائية التي ستعصف بنا إلي طريق مسدود ودعونا نبحث عن رمضان محمد الكريم وليس دار إعلانات رمضان لتجارة المسلسلات وتنبهوا جيداً أن دوران الآلة بهذه الضخامة ستتجه حتماً إلي جيوب المافيا الطامعة ولو لمص الدماء من عروق مصر وأبداً لن يبقوا لدينا وقتاً حتي للوضوء وأختم استيائى بقوله تعالي: أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله علي علم وختم علي سمعه وقلبه وجعل علي بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله» صدق الله العظيم. محمد حافظ البسيونى