ما زال البريطانيون والعالم مبهورين بليلة افتتاح الألعاب الأوليمبية، ومخرج الحدث داني بويل الذي حصد الثناء والإعجاب الذي يتوارد عليه من كل الاتجاهات. قبل أربع سنوات، وحين شاهد البريطانيون العرض الصيني الباهر أحسوا بالخوف من المغامرة القادمة، كما تقول صحيفة الأوبزرفر في افتتاحيتها. وحين بدأ العرض حبس العالم أنفاسه، وفي نهايته تنفسوا الصعداء، ثم علت صرخات الاستحسان. جند بويل لعرضه عشرة آلاف شخص، وقد حقق في نهايته الهدفين اللذين يصبو إلى تحقيقهما كل عرض افتتاحي للألعاب الأوليمبية، كما تقول الصحيفة: هذان الهدفان هما جعل دافعي الضرائب الذين تحملوا نفقات العرض واستعدادات الألعاب فخورين، ونيل إعجاب وتصفيق الجمهور الذي يشاهد العرض في أنحاء العالم. كان هناك الكثير من الإبهار في حفل الافتتاح.. داني بويل حقق هذين الهدفين إذن، كما تقول الصحيفة، واستعرض التاريخ البريطاني بثرائه وتنوعه وأثره في العالم، لكن هل هذه الأضواء وهذا الإبهار البصري يكفي لنسيان الواقع البعيد في كثير من جوانبه عن هذه اليوتوبيا الباهرة؟ ماذا عن الطوابير الطويلة لختم جوازات السفر في المطارات؟ وماذا عن الاضرابات وتعطل إشارات قطارات المترو؟ لكن، تعود الصحيفة لتجيب عن تساؤلاتها، في الاستعدادات للألعاب سارت الأشياء المهمة على ما يرام: صمم مهندسون معماريون عالميون المرافق الأوليمبية ونفذوها وأنجزوها قبل الوقت المحدد وضمن الميزانية المحددة، هذه بريطانيا التي لا تزال تنجز أشياء عظيمة، مع أن مديري البنوك فيها يحصلون على حوافز مالية ضخمة. هذا البلد يستطيع أن يجند حماس الشباب، حين الحاجة، ويترجمه إلى تنظيم عمليات معقدة.