هل مصر خلت من الرجال ومن الكفاءات؟، هل لم يعد بين الثمانين مليونا سوى عشرين شخصية يتولون جميع المناصب فى البلد؟، هل هذه الشخصيات هم العباقرة الأفذاذ ؟، هل البلد لم يعد به سوى قيادات الأحزاب والقوى السياسية التى تصلح لتولى جميع المناصب؟، ما قيمة هؤلاء لكى يجمعوا بين عضوية البرلمان والشورى واللجنة التأسيسية ويحملون الحقائب الوزارية؟، هل قمنا بالثورة ضد الحزب الوطنى لكى يأتى حزب أسوأ منه؟، هل خرجنا نطالب بالمساواة والعدالة الاجتماعية لكى يركب البلد عشرين نفرا فقط؟، هل هذه هى الديمقراطية والشورى ودولة الخلافة المنشودة؟، هل هؤلاء ينزل عليهم الوحى من السماء ؟. مع كل التقدير والاحترام للشخصيات التى أذكر اسمها هنا، والتى أغفلتها لضيق المساحة من الأحزاب والقوى السياسية الأخرى، فمن يتابع مجلس الشعب أو اللجنة التأسيسية أو ترشيحات الوزارة، سيكتشف أن هناك بعض الأسماء تتكرر هنا وهناك، على سبيل المثال لا الحصر فى حزب الحرية والعدالة: حسين أحمد إبراهيم، وأسامة ياسين، وحسن البرنس، وصبحى صالح وهم أعضاء بمكتب الإرشاد فى جماعة الإخوان، وأعضاء فى البرلمان، وأعضاء فى اللجنة التأسيسية، وتم ترشيح بعضهم لتولى حقائب فى حكومة الدكتور هشام قنديل، لماذا؟، ما المميزات التى تجعلهم يتولون كل هذه المواقع؟، وهل جماعة الإخوان ليس بها رجال تصلح غيرهم؟، وهل أعضاء الجماعة قد شاركوا فى الثورة لكى يتولى حفنة جميع المناصب المتاحة؟. محمد عبدالمنعم الصاوى من الشخصيات التابعة لجماعة الإخوان، عضو فى البرلمان، وعضو فى اللجنة التأسيسية، وتم ترشيحة لتولى وزارة الثقافة فى الحكومة الجديدة، وقد سبق ورشح لنفس الوزارة فى حكومة د. عصام شرف، ما مميزات الصاوى؟، الله اعلم، أذكر واقعة جمعتنى به لأول مرة عن بعد، وأتذكرها جيدا لغرابتها، فى الاجتماع الخاص بوضع الأسماء النهائية لعضوية اللجنة التأسيسية، اتصل به أحد الحضور وعرفه باختياره فى اللجنة وطلب منه الحضور، وصل إلى مقر الوفد أثناء انعقاد المؤتمر الصحفي، دخل الصاوى على الكاميرات مباشرة، وأمسك الميكرفون وألقى كلمة وكأنه كان مشاركا مع المجموعة فى اختيار الأسماء، ومدح الأسماء التى اختارها دون ان يعرف من هم، كما أكد نزاهة المجموعة التى اختارت الأسماء مع أن معظم الأسماء كانت مجاملة. أبوالعلا ماضى، وعصام سلطان، ود. محمد محسوب وهم قيادات حزب الوسط الإسلامى، أعضاء فى البرلمان، وأعضاء فى اللجنة التأسيسية، والله أعلم من منهم سيحمل حقيبة من حقائب هشام قنديل؟، ما المميزات التى جعلتهم يتولون كل هذه المواقع؟، وهل حزب الوسط ليس به شخصيات غيرهم؟، وهل من الديمقراطية أن يكوشوا على جميع المناصب؟، وهل شاركوا فى الثورة لكى يستحوذوا على كل شىء؟، وأين نصيب باقى أعضاء الحزب؟، وهل حزب الوسط ليس به من يصلح لشيء؟. عماد عبد الغفور، وأشرف ثابت، ويونس زكريا، ويسرى حماد، وبكار، وعادل عزازى قيادات فى حزب النور، وأعضاء فى البرلمان والتأسيسية، وبعضهم مرشح لوزارة قنديل، ويتردد ان بعضهم أو آخرين من قيادات الحزب سيتم تعيينهم فى منصب نائب الرئيس، هل الخلافة الإسلامية لن تقام فى مصر سوى بهؤلاء؟، هل مبدأ الشورى الذى يسعون إلى تثبيته فى الدستور لن تقام أركانه سوى بعقولهم؟. أظن أن اغلب الأحزاب المصرية القديمة والحديثة «بلا استثناء» سرت على نفس النهج، رشحوا بعض قيادات الحزب أو بعض المقربين لرئيس الحزب إلى البرلمان وللجنة التأسيسية، وسيتم ترشيحهم فى الأغلب إلى حقائب وزارية، لماذا؟، هل لافتقار هذه الأحزاب إلى كوادر؟، هل لأن الاختيار يقع على أهل الثقة فقط؟، هل لأن هذه الشخصيات تتميز بالعبقرية؟، هل لأن هذه الأحزاب ليس بها رجال؟، وهل هذه الديمقراطية والتعددية التى صدعوا رؤوسنا بها؟، لماذا كانوا ينتقدون نظام الرئيس مبارك؟، ولماذا اتهموه بالديكتاتورية والتكويش وعدم إتاحة الفرصة لغير المقربين من الرئيس وأولاده؟، هل قمنا بثورة لكى نطيح بمجموعة من الشخصيات كانوا يكوشون على المناصب لكى نأتى بمجموعة أقل منهم؟، هل كتب على الشعب المصرى أن تديره شلة باسم الديمقراطية أو باسم الله؟.