رغم مرور أكثر من 40 يوماً على طرحه فى دور العرض السينمائية، لا يزال فيلم «علاء الدين» التجسيد الحى لنسخة ديزنى الكارتونية التى صدرت عام 1992، محتفظاً بسحر قصته، وروعه كادراته وزوايا تصويره بشهادة مرتادى السينما ممن أقبلوا على مشاهدته، حيثُ يقترب الفيلم من تحقيق المليار دولار الأولى فى شباك التذاكر العالمى، وذلك بعد أن تخطت إيراداته حاجز ال900 مليون دولار؛ ليدخل قائمة الأعلى إيراداً فى تاريخ ديزنى مقارنة بالأفلام التى أعادت طرحها من مكتبتها لأفلام الرسوم المتحركة. وكانت ديزنى قد أعلنت فى بيان رسمى لها، أن الفيلم تم إدراجه ضمن أفضل ستة أفلام من إنتاجها بعد «الجميلة والوحش»، و«أليس فى بلاد العجائب»، و«كتاب الأدغال»، و«قراصنة الكاريبى». وبذلك تكون «ديزنى» نجحت فى أن تهيمن على صناعة السينما فى هوليوود. فى فيلم «علاء الدين» نجح كل من الممثل الأمريكى ويل سميث، بعد فترة توقف تقارب العامين ونصف العام عن الشاشة الكبيرة والممثل الكندى ذو الأصول المصرية مينا مسعود، والممثلة والمغنية البريطانية نعومى سكوت بمساعدة المخرج البريطانى جاى ريتشى فى إحياء النسخة الكارتونية من الفيلم إلى أذهان الجمهور والتى تربى عليها أجيال عديدة. وحرصت شركة الإنتاج العملاقة «ديزنى» أن تتفادى تكرير الأخطاء ذاتها، فى النسخة الحية من فيلم «علاء الدين»، فقد عقدت جلسات للتشاور مع مجلس استشارى اجتماعى مؤلف من باحثين ومُبدعين وناشطين، شرق أوسطيين وشرق آسيويين ومسلمين أيضًا وذلك بالاستعانة ببعض الزخرفات الإسلامية فى حجرة جعفر وكانت هناك محادثات حول تصوير علاء الدين فى المغرب، وأن يكون ذلك هو المكان المناسب لمدينة «أغرابا» إلا أننا استقررنا فى النهاية على مدينة الأردن. وأوضح مخرج الفيلم جاى ريتشى فى تصريحات صحفية سابقة له، أن الفيلم الجديد مختلف إلى حد ما عن القصة نفسها الواردة فى فيلم الرسوم المتحركة والتى تدور حول شخصية علاء الدين وحبه للأميرة ياسمين، موضحا أن النسخة الحية من الفيلم أطول بنصف ساعة. وأشار ريتشى إلى الاستعراض الهام بالفيلم وذلك عندما يستخدم علاء الدين واحدة من أمنياته الثلاثة ليصبح أميرًا يدعى على، يتأكد الجنى من منحه مدخلًا رائعاً إلى مدينة « أغرابا» وهو يتوجه إلى القصر ليفوز بيد ياسمين. وقد وجد استطلاع رأى أجرته شركة Comscore فى PostTrak أن 67٪ من المستفيدين قالوا إنهم «سيوصون أصدقائهم بمشاهدة الفيلم». وقال 39٪ إن حنينهم الأصلى لشخصية علاء الدين كان السبب الرئيسى الذى دفعهم لمشاهدة الفيلم، وهى نسبة عالية تعكس حب رواد السينما للنسخة الكارتونية لفيلم «علاء الدين» وشخصياته. ووفقاً لمجلة «فارايتى» الأمريكية المعنية بأخبار السينما العالمية، الفيلم من تأليف جون أوغست وإعادة صياغته بواسطته ريتشى لأنه كان يريد أن يدخل بعض التعديلات على الفيلم لتقديم فيلم بحلة جديدة لأجيال اليوم. وأكدت المجلة الأمريكية أن الموسيقى التصويرية والأغانى الموجودة فى الفيلم، ترشحه بقوه لأوسكار أفضل أغنية فى حفل توزيع جوائز الأوسكار المقرر انطلاقه مطلع العام الجديد. وأشادت «فارايتى» بالمخرج ريتشى الذى نجح فى تحويل الأفلام المتحركة التعبيرية إلى صورة حية مذهلة وكأنه استخدم عصا سحرية لصنع محمصة خبز. لا تزال «علاء الدين» هذه هى القصة المذهلة الملهمة التى تدور حول شاب فقير يدعى علاء الدين والذى يجسده «مينا مسعود» يمتلك مصباحاً سحرياً وسجادة سحرية، ويشرع فى مخطط للفوز بقلب الأميرة ياسمين التى تجسدها «نعومى سكوت». وقد أعرب الممثل الأمريكى الشهير ويل سميث عن سعادته بنجاح الفيلم، مشيراً إلى أنه كان متخوفاً فى البداية من شخصية جنى مصباح علاء الدين، فبقدر ما يبدو أن الدور سهل الأداء، إلا أن الصعوبة تكمن فى كيفية الخروج برؤية جديدة مستقلة عن أداء روبين ويليامز الكلاسيكى. وبحسب ما أوردته المجلة الأمركية، لوحظ أن سميث خرج كثيراً عن النص فى بعض المشاهد الكوميدية والعاطفية التى تعتمد على الحوار، كما فعل من قبله روبين ويليامز الذى خلق حالة استثنائية بأدائه الارتجالى الذى أبهر ديزنى وقتها، ما أجبرها على تغيير النص وفقًا لارتجال ويليامز. ووفقًا ل«فارايتى» فإن معظم أحداث الفيلم تم تصويرها ما بين بريطانياوالأردن. أما مجلة Vanity Fair التى أجرت حواراً مع سميث قال إنها أول بطولة له فى فيلم من إنتاج شركة ديزنى التى أعادت إشعال شغفه بالتمثيل مرة أخرى بعد توقف لأكثر من عامين، ووصف سميث الفيلم بعد أول يوم عرض له انه إحدى أعظم تجارب حياته المهنية. وأكد سميث انه سعيد بإتاحة الفرصة أمامه لإظهار مجموعة متنوعة من المهارات مثل الغناء والرقص والتمثيل بجانب المؤثرات الخاصة معًا فى فيلم واحد حيث يبدو الأمر كما لو كنت أتدرب على كيفية القيام بذلك على مدار الثلاثين عامًا الماضية من أجل هذا الدور. ولا يقتصر الفيلم على شخصية الجنى وعلاء الدين وياسمين وجعفر الشرير بل هناك شخصيات أخرى ستحبها فى الفيلم وأولها شخصية القرد «أبو» وهو صديق علاء الدين وتم تصميمه ليشبه القرد من نوع كابوتشى وتم إنشاء الشخصية بالكامل بواسطة الكمبيوتر حيث يعزف على الطبول ويلصق التمر تحت قبعته، وعلى العكس فان صديق جعفر الشرير الببغاء المخلص «لاجو» ويحاكيه الممثل الصوتى «آلان توديك» وهو ببغاء يطير ليخبر جعفر بالأحداث أما شخصية النمر «راجا» وهو الحارس الشخصى للاميرة ياسمين وهو الذى يلقى الرعب فى العاشقين الخاسرين. أما شخصية جعفر، مستشار السلطان ويقوم بدوره الممثل مروان كنزارى. الذى لديه طموحاته الشريرة وله أطماع فى الحصول على المصباح السحرى الذى يحتوى على جنى ويل سميث، ويرتدى جعفر ملابس سوداء وحمراء وذهبية، يأتى بصوت عميق ويحاول عدة مرات تنويم السلطان ليطيع أوامره. أما عن كراهيته لعلاء الدين لأنه لفت نظر ياسمين، بالاضافة إلى رغبته المطلقة فى أن يصبح أقوى شخص على وجه الأرض. وشخصية جعفر تظهر بوضوح فى الأحداث الأخيرة من الفيلم إذ إنه يريد أن يصبح سلطانًا لأنه مصاب بجنون العظمة. وتختلف قصة الفيلم عام 2019 عن القصة القديمة فبعد أن توافق ياسمين على الزواج من جعفر لحماية والدها يقوم علاء الدين بخداع جعفر ليصبح جنيًا، ويحرر علاء الدين الجنى، بعد أن يغير القوانين فى مدينة «أغرابا» حتى يمكن تزويج علاء الدين وياسمين. جدير بالذكر أن قصة علاء الدين بدأت عام 1992 بفيلم رسوم متحركة وهو رقم 31 فى سلسلة أفلام والت ديزنى مبنى على التراث العربى لقصة علاء الدين والمصباح السحرى من الف ليلة وليلة. كما أن العديد من الشخصيات وعناصر المؤامرة مبنية على نسخة عام 1940 من فيلم «لص بغداد» وطالته بعض التغييرات منها تغيير الصين إلى مدينة «أغربة» وهى مدينة عربية خيالية وكان الفيلم من اخراج جون موسكر ورون كليمنتس.