فنان يمتلك تاريخا فنيا طويلا قدم خلاله أعمالا سينمائية ودرامية تركت أثرا واضحا فى الفن المصري؛ ارتبط اسمه مع المشاهد بشهر رمضان؛ حيث اعتاد الجمهور على متابعة مسلسل له خلال الشهر الكريم. إنه الفنان القدير نور الشريف الذى يعد من أبرز نجوم رمضان؛ حيث تحقق أعماله نسب مشاهدة عالية خلال رمضان؛ ويطل الشريف على جمهوره هذا العام بمسلسل "عرفه البحر" الذى يجسد فيه شخصية صياد. يحدثنا الشريف خلال هذا الحوار عن سر عرض العمل على محطة واحدة فقط؛ ومدى تأثر نجاح المسلسل بعد المنافسة مع أعمال كبار النجوم على نفس المحطة... هل أنت راضٍ عن عرض "عرفة البحر" على قناة واحدة فقط ؟ لا أهتم بهذا الأمر؛ فعرض المسلسلات على القنوات مهمة المنتج وحده نظراً للمنافسة الكبيرة بين القنوات والفضائيات المختلفة ؛ وكل منتج يبحث عن العائد المادى المناسب له والعرض الحصري على قناة واحدة يحقق للمنتج هذا العائد؛ لأن انتشار المسلسل على المحطات والفضائيات يقلل من سعر بيعه رغم أنه يحقق انتشارا للعمل ولكننا أصبحنا فى زمن المنافسة. هل ترى أن عرض المسلسل وسط مسلسلات كبار النجوم على نفس القناة لن يؤثر على نجاحه؟ بالتأكيد لن يؤثر؛ فهذا مفيد للفنان وللقناة نفسها خاصة اذا حقق العمل النجاح المنشود وسط منافسة الكبار؛ وبالتالى فإن ذلك النجاح له طعم مختلف، وبالنسبة لنجاح مسلسلي أو مسلسل غيري فهو في علم الغيب مع وجود هذا الكم الكبير من المسلسلات والأمر متروك للقدر وبمعنى أدق "إنت وبختك". كيف يقيم نور الشريف المنافسة الدرامية فى رمضان؟ الجمهور دائما يسعى لمتابعة نجمه المفضل أو النجم الأكثر شعبية بالنسبة له؛ واعتقد أن النجاح سيكون متوقفاً على نسبة من الحظ مما يعرض أعمالاً أخرى للظلم. ولكن كل هذا الكم سيؤدى إلى ظلم كبير لبعض الفنانين وبعض الأعمال المميزة؛ خاصة أن هناك ما يقرب من 60 مسلسلا سيتم عرضها؛ وهذا يعنى أن المشاهد يحتاج إلى ما يقرب من يومين فى اليوم الواحد حتى يرى كل الأعمال، وهذا ما يفوق المنطق؛ ولذلك فمن المستحيل متابعة هذا الكم من المسلسلات. وأرى ان انتقاء العمل الجيد والمشاهدة الحقيقية ستحدث بعد رمضان وليس خلاله؛ ولكنى لا أنكر أن هناك أعمالاً جيدة لم تحظ بالمشاهدة التى تستحقها فى رمضان وسيكون التقدير المناسب لها بعد انتهاء المولد الدرامى فى رمضان . وماذا يتابع نور الشريف من وسط هذا الكم الهائل من المسلسلات ؟ قدرتي الذهنية تتحمل مشاهدة ستة أعمال فقط في رمضان لا أكثر، ويأتي على رأس تلك المسلسلات أعمال شوقي الماجري وحاتم علي وباسل الخطيب؛ لأنى اعتبر ان اسم المخرج أهم فى البداية من اسم نجم العمل، ولا ننسى دراما الشباب خاصة مسلسل "ذات" المأخوذ عن رواية صنع الله إبراهيم لما له من طعم ومذاق خاص . كما أن اهتمامي بالمشاهدة يكون بقدر بحثي عن القنوات التى لا تعرض أى إعلانات كثيرا؛ لأنها أصبحت مستفزة جدا وأصبح كل عشر دقائق من المسلسل هناك ما يوازيها من إعلانات؛ مما يفقدك التركيز والاستمتاع؛ ولذلك ألجأ لقنوات محددة وغالبا المشفرة وسأضطر لمتابعة المسلسلات المتبقية فى قنوات أخرى . وهل كانت الاستعانة بمؤلف ومخرج من الشباب مغامرة أم ثقة فى نجاح العمل ؟ أنا مؤمن بأن المنافسة أفضل سلاح للتطور لأنك عندما تستعين بكاتب شاب يشعر المؤلف الكبير بالقلق ويتحفز للمنافسة والتواجد بصورة جيدة ؛ وعلى مستوى الفن أعتبر نفسى أكثر فنان قدم فرصا للعديد من الممثلين الشبان الموجودين على الساحة حاليا ؛ وأصبح معظمهم من المشاهير فى وقتنا هذا؛ فنحن نتذكر جيدا ما قدمتهم فى عدد من أعمالى مثل مسلسل "الدالى" الذى قدمت فيه تسع مواهب شابة وكذلك فى أعمال درامية مثل "الحاج متولى" و"لن أعيش فى جلباب أبى". أيضا إذا عدت إلى تاريخى ستجد أننى عندما قدمت فيلم "دائرة الانتقام" بدأت بالمخرج سمير سيف لأول مرة؛ ثم فيلم "ضربة شمس" كان أول إخراج لمحمد خان؛ ثم "زمن حاتم مهران" و كان أول إخراج لمحمد النجار؛ ولذلك أرى ان الفنان الجيد هو من يساهم فى تقديم جيل موهوب . هل تؤيد فكرة عرض مشاهد للثورة في أعمال فنية سواء درامية أو سينمائية ؟ الثورة المصرية حدث جلل و عظيم؛ لذلك أرى أن عرض مشاهد من أحداثها في أعمال فنية أمر غير منصف لهذه الثورة العظيمة؛ ومن الظلم التعرض لها في الوقت الحالى؛ خاصة انها سرقت وقفز عليها عواجيز السياسة وأصحاب الافواه الفارغة .