ارتدى منتخب تونس ثوبا جديدا مع طى صفحة الدور الأول - دور المجموعات - بنهائيات الأمم الأفريقية، وبدأ انطلاق دور ال16 في مواجهة غانا، حيث جاء أداء نسور تونس مختلفا عن الأداء في اللقاءات الثلاثة الأولى في مشوار البطولة أمام أنجولا وماليوموريتانيا. تونس تجمعت لديها عوامل حفزتها وغيرت من طريق سيرها في مشوار البطولة، وظهر النسور مختلفين تماما عن الدور الأول الذين تأهلوا من خلاله للدور الثاني بدون فوز، ومن خلال 3 تعادلات فقط 1-1 أمام أنجولا، وبنفس النتيجة أمام مالي وسلبيا مع موريتانيا. ولم يكن الأداء مرضيا في المواجهات الثلاثة لدرجة جعلت جماهير تونس تبدى سخطها وترضى مسبقا بالأمر الواقع وخروجها مبكرا من أقرب الأدوار مثل مصر وصيف البطولة السابقة والكاميرون حامل اللقب والمغرب المرشحين للفوز باللقب في نسخته ال32. بدأ البلجيكي آلان جيريس، المدير الفني للمنتخب التونسي، "حفّظ" لاعبيه قبل موقعة غانا طريقة اللعب التي تتسم بالانضباط التكتيكي، وساعده اللاعبون في تطبيق الطريقه بالتنظيم الدفاعي والهجومي الذى لم يظهر ملامحه في اللقاءات الثلاثة بالدور الأول. من المؤكد أن جريس- في الأيام الثلاثة بعد لقاء موريتانيا والتي ظهر فيها النسور خلال المواجهة بعشوائية ومرهقين – صحح أخطاء اللقاءات الثلاثة مع جلسات نفسية لعب من خلالها على وتر تأهل الجيران الجزائر لدور الثمانية، والروح القتالية التي اتسموا بها طوال مشوار البطولة، وآخرها أمام غينيا والفوز بالثلاثة، وأنهم ليسوا أقل منهم، أو مدغشقر وليدة المشاركة في أول أمم أفريقيا ،خاصة أن المنافس غانا ليس في المستوى الذى كانت عليه قبل 5 سنوات، واكتساح مصر بالستة في كوماسي، والتأهل لكأس العالم 2014 لتراجع الأخوان جوردان وأندريه أيوا ومبارك واكاسوا وصامويل أوسو. ظهر التمركز الجيد والتغطية لرباعي الدفاع التونسي، خاصة قلبي الدفاع ديلان برون، وياسين مرباح، وظهيري الطرف أسامة الحدادى، ووجدى كشريدة، مع الرقابة اللصيقة للأخوان. وقيام الداهية فرجاني ساسي بدور "المايسترو" دفاعا وهجوما مع الارتداد لمساعدة الدفاع كخط دفاع أول، وشكلت تحركات الزئبقي طه ياسين الخنيسي، ويوسف المساكنى أرباكا للدفاع الغاني. ومن العيوب التي كشفتها مباراة غانا، انه رغم كل هذه الإيجابيات كان في الإمكان أن تخرج تونس مع الدقائق الأخير للوقتين الإضافيين، حيث أهدر جوردان إيوا فرصتين، بسبب ضياع التركيز والإجهاد الذى حل باللاعبين، خاصة الدفاع فوجد جوردان نفسه مرتين في مواجهة المرمى ودون ضغط، وسدد بغرابة شديدة بعيدا عن التهديف، وهو نفس الشيء الذى كان وراء إطاحته بالفرصتين، حيث نال الإجهاد من الجميع. ويبقى سؤال يردده الكثيرون: هل نسور قرطاج قادرين على التحليق في سماء البطولة حتى نهايتها؟، فالقلق ينتاب جماهير تونس خوفا من الاستهتار بالمنافس "مدغشقر"، الخميس، باستاد السلام لوجود فوارق فنية بين المنتخبين وفي التاريخ. فهل تتفوق الخبرة والتاريخ أما أن المنتخب الملجاشي سيواصل مغامراته ويسقط النسور في موقعة السلام!!