تعج محكمة الأسرة بالحاضرين، تتداخل صراخات وضحكات الأطفال، مع شجار المتنازعين وهمس المهمومين، الحاجب الثلاثيني يحاول إعادة فرض الهدوء إلى جنبات المكان، وبصوت حاد يطلق أولى تحذيراته للجالسين: "هدوء ياحضرات"، وأثناء ذلك جلست "هناء" على أحد المقاعد الخشبية الخلفية بمحكمة الأسرة بزنانيرى فى سكون يشبه سكون الموتى، تسترجع مشاهد معاناتها مع زوجها مصطفى خلال 7 سنوات قضتها تحت قبضته الغاشمة، وكلما علت موجات الذكريات المؤلمة أحكمت السيدة الثلاثينية قبضتها على حافظة المستندات التي حوت أوراق دعوى حبس متجمد نفقة صغيرين. قالت الزوجة: "أرغمني أهلي على الزواج به، كانوا يرونه عريسًا مناسبًا لي، خدعنا بمظهره وسلوكه القويم خلال فترة الخطوبة، واصطدمت بعد أن أغلق علينا باب بيت واحد، بوجه آخر، تحملت غلظته وإهانته لي خلال الشهور الأولي حفاظًا على المنزل" تابعت الزوجة أنها تركت المنزل عدة مرات ولجأت إلى أسرتها تشكوا لهم معاناتها مع زوجها، ولكن دائما ما كانوا ينصحوها بالعودة والحفاظ على منزلها وذلك بعدما يجتمع الأب مع الزوج ويوصيه بحسن معاملة زوجته. استقرت الأمور شيئًا فشيئًا، ورزق الزوجة بطفلتها الأولى نور، والثاني علي، وظنت أن الأب، سيحسن معاملتها وأولادها ولكن إزداد الأمر سواءً، تجددت الخلافات والمشاكل المادية وعليها امتنع الأب عن الإنقاق على أهل بيته. أضافت أم الأطفال: "لجأت إلى محكمة الأسرة وحررت دعوى نفقة بأنواعها، وألزمه القضاء بأن يؤدي لي 700 جنيهًا شهريًا نفقة صغار، ولكنه ضرب بحكم المحكمة عرض الحائط، على الرغم من سعته واقتداره ويساره لطبيعة عمله مدرس ثانوي وراتبه يتجازو ال 20 ألف جنيه من الدروس الخصوصية، وأوضحت أنه امتنع عن دفع متجمد النفقة عن مدة 13 شهرًا، بواقع 9100 جنيهًا، متجمد نفقة صغار. أنهت الزوجة حديثها سريعًا : "فلجأت إلى محكمة الأسرة وطالبت بإلزامه بدفع نفقة لي وللطفلتين وصدر حكما لصالحي، وحين امتنع عن السداد أقمت ضده دعوى حبس بمبلغ متجمد النفقة للحفاظ على أطفالي ولإجبار الأب على تحمل السؤولية والإنفاق على أولاده".