اعتقل الدكتور محمد مرسى ثمانية أشهر أثناء تظاهره فى عام 2005 تضامنا مع القضاة وفى مقدمتهم المستشارين هشام البسطويسى ومحمود مكى فى أزمتهم مع النظام البائد بسبب اعتراضهم على تزوير الانتخابات، مما يؤكد احترامه للقضاء.. واقعة تذكرتها للرد على الهجمة الشرسة التى تجاوزت حدود الأدب واللياقة على رئيس الجمهورية وغير مبررة لتأييد العديد من فقهاء الدستور لقراره بعودة البرلمان وعلى رأسهم الدكتور ثروت بدوى الفقيه الدستورى العالمى الذى أشار إلى أن القضاء المصرى والفرنسى استقرا على عدم قبول الطعن على قرارات رئيس الجمهورية بدعوة البرلمان للانعقاد باعتبارها من أعمال السيادة، بالإضافة إلى أن قراراته من اختصاص القضاء الإدارى.. ولكن بعد هذا الجدل وسيل الشتائم والسباب على شخص الرئيس تنازل الرئيس عن حقه القانونى فى عدم رفع دعاوى ضد من تطاول عليه وتنازل أيضا عن حقه الدستورى ووافق على حكم المحكمة الدستورية ليطفئ نار الفتنة التى أشعلوها أتباع النظام السابق من رجال وسيدات شاركوا فى تعديلات للدستور فى 2007 لإقرار التوريث وتقليص الحريات.. وكان هدف الرجل تفعيل سلطات الدولة إلى حين إجراء الانتخابات. والغريب فى المشهد أن شاركهم بعض ثوار يناير وكُتاب ومفكرون من مؤيدى الثورة، وكذلك من أشباه الثوار الطامعين فى امتطاء الثورة.. نعرف عن هؤلاء اختلافهم أيديولوجيا مع مرجعية الرئيس وفكر جماعة الإخوان المسلمين، لكن يصل الأمر بهم إلى رفع راية العداء وافتعال المواقف وإشعال نار الفتنة بين طوائف الشعب وبين مؤسسات الدولة على صفحات الجرائد وعلى شاشات الفضائيات المشبوهة وغيرها وصم آذانهم عن صوت العقل وسماع الرأى الآخر مع أنهم يتشدقون دائما بحرية الرأى ثم نسمع تجاوز دكتور وأديب يصف قرار الرئيس بالخبل والمرض، وإعلامى كان يشارك فى اكتشاف المواهب الفنية يصرخ فى قناة فضائية ويقول «تجربة بنت 60 كلب»، وتصريحات أخرى تتجاوز مستوى الحدث وتدعو لانقلاب عسكرى وثانية لهدم الدولة، رغم أن الرجل قدم استقالته من جماعة الإخوان ومن رئاسة الحزب ليؤكد لهم أنه رئيس لكل المصريين ويطمئنهم حتى يتركوه يعمل لصالح الوطن ويتخلوا عن حقدهم تجاه فكر الجماعة. ونعلم جميعا أن كثيرا من هؤلاء الضيوف الدائمين على موائد الفضائيات يتقاضون من كل برنامج «الشىء الفلانى» عن الدقيقة الواحدة، يعنى بصريح العبارة «سبوبة» وبحثا عن مناصب ولا يعنيهم البحث عن حلول لمشاكل البسطاء وتعطيل عمل مؤسسات الدولة منذ عام ونصف العام ومحاولة القضاء على حالة الفوضى الدائمة التى أطلقها الرئيس المخلوع.. ولا يهمهم ملايين المرضى فى المستشفيات من الأغذية الفاسدة والإهمال الصحى، وهى تلك المشاكل التى كانوا يتندرون بها لكسب ود الفقراء وتحقيق شو إعلامى. نريد منهم قليلا من الأدب والحياء والاحترام فى النقد مع شخص الرئيس الذى يمثل مصر واحترام للإرادة الشعبية ونتيجة الانتخابات كبقية الدول المتقدمة، ولكم أن تختلفوا معه فكريا أو حتى عقائديا لكن لا يتجاوز الأمر الحقد والعداء والسب! وقد انتقد خبراء الإعلام والاجتماع والقانون برامج التوك شو وما تشهده من ألفاظ خادشة للحياء وتدنى لغة الحوار من أشخاص يعتبرهم المشاهد من صفوة المجتمع ومن الشخصيات العامة، مما يهدد سلوك الأسرة المصرية وتشوه الذوق العام وتدعو للسلوك العدوانى من خلال الصراعات المفتعلة. ومع كل هذه الفوضى وحرب الشائعات أخذ الرئيس على عاتقه المضى فى تحقيق أهداف الثورة ومشروع نهضة مصر، فالتقى برجال الأعمال ووعدهم بتذليل العقبات، والتقى برئيس الجهاز المركزى للمحاسبات أمر بتفعيل دوره الرقابى، ويتابع المحافظين ورجال المرور. وعلى النقيض نرى الإشادة بدوره من وزراء خارجية الغرب والدعوة لدعمه لمواجهة التحديات الاقتصادية. * كل سنة وأنتم طيبون وربنا يهدى أعداء الشعب وأعداء أنفسهم ويلتزمون بالصيام عن السب والقذف ويأكلون بلح الإخوان أبو 16 جنيها وبلح الثورة أبو 22 جنيها.