استبعد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان نشوب حرب اهلية في سوريا واعتبر أن امكانية ذلك "ضعيفة". وقال سليمان في حديث الى "جمعية الصحفيين الكويتية" اليوم الثلاثاء: "الحرب الاهلية هي ان يتصادم المواطنون مع بعضهم البعض.. الى الآن في سوريا المواجهات هي بين قوى عسكرية وقوى معارضة، لغاية الآن التوقعات بنشوب حرب اهلية ضعيفة" . واضاف: "حتى ان الارهابيين الذين يفجرون سيارات مفخخة، ما زالوا يستهدفون اماكن تابعة للدولة وتحصد خسائر مدنية ولم يتحولوا الى استهداف تجمعات طائفية او مذهبية ولا نتمنى ذلك، ونحذر من الجنوح الى هذا المستوى". وتمنى سليمان ان يقرر السوريون امورهم بهدوء وان تستقر الامور عندهم على ديموقراطية يختارونها بأنفسهم ونحن معهم في الخيار الذي يتفقون عليه، ولكن لا يمكننا الوقوف مع طرف ضد الآخر. وقال: "المطلوب ايقاف العنف، وان يعتبروا مما حصل في لبنان سابقا.. نحن في لبنان مارسنا العنف ل20 سنة وغرقنا في دوامته وساعدنا السوريون على الخروج منه، لذلك الأولى مساعدة انفسهم وان يتفقوا على النظام والدستور وقانون انتخابي مقبول من الجميع وان يذهبوا الى الديموقراطية لأن ما يحصل الآن هو وقوع خسائر بشرية ومادية، وفي النتيجة لا حل الا بالحوار واعتماد الديموقراطية". واضاف: "انا اتحدث مع الرئيس السوري بشار الاسد، ودائما اشجع على وقف العنف واللجوء الى الحوار والاقدام على الخيار الديموقراطي.. كل ما هو عنف وارهاب ندينه، وكل ما هو غير ديموقراطي لا نحبذه انما نحبذ ما هو ديموقراطي". وحذر سليمان من ان "سوريا المضطربة تجعل لبنان وكل الدول العربية معرضة للاضطراب وكل الجوار كذلك". وتمنى الرئيس اللبناني لو ان الجامعة العربية تستطيع ان توجد رعاية لعملية سياسية في سوريا، كما يطرح الآن المبعوث الاممي والعربي كوفي انان، أي رعاية عمل حواري يوصل الى حلول سياسية تتعلق بالدستور وقانون الانتخاب وتكون لصالح سوريا، وألا يسمحوا لأي تدخل خارجي في الشأن السوري وأعني تدخل عسكري لانه يزيد العنف ويعزز مخاطر الانزلاق الى الحرب الاهلية. وقال: "نأمل الا تصل الى سوريا الى المكان الخطر". وحول الوضع في لبنان قال: "طالما نحن ملتزمون بالطائف (في اشارة الى اتفاق الطائف الذي انهى الحرب في لبنان عام 1989) فلا خوف على لبنان من حروب او فتن اهلية، وكل المظاهر والتحركات التي نشهدها في مناطق متفرقة لن تجتمع لتشكل حالة فتنة في لبنان". وأكد على أنه لن تقع حرب اهلية في لبنان. وقال: "لا حياد في القضية الفلسطينية، نحن مع هذه القضية وضد اسرائيل، ولا حياد في الاجماع العربي والقضايا الانسانية، ولكن في النزاعات التي تحصل داخل الدول العربية وغير العربية، نحن قررنا الحياد عن هذه المواضيع". وحول "الربيع العربي" قال سليمان: "أتمنى ان يكون ربيعا لكنه لم يزهر بعد بشكل كاف، رغم وجود مظاهر جيدة كانتخابات مصر، والمهم المتابعة وكيفية التعاطي مع الهيئات والسلطات الدستورية اذا كان التعاطي صحيحا فهذا امر جيد". وحول الموقف من ايران اجاب: "عندما رغبت ايران بانشاء محور رباعي لأجل سوريا.. لم نستجب.. علاقتنا جيدة جدا مع ايران، وهي علاقة واعدة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي وأما التأثير في الشؤون الداخلية فهذا امر يتعلق بالسيادة اللبنانية وقرارانا الداخلي اللبناني".