جاء صوتها هادئا عبر الهاتف وهي تعرض لقائمة الأطعمة التي يقدمها مشروعها الصغير "خيرات المطبخ السوري"، بالتعاون مع 12 أسرة سورية لاجئة بمدينة 6 أكتوبر، غرب القاهرة. صاحبة المشروع التي تحب أن يطلق عليها لقب "أم البراء" قالت إن "هذه المبادرة تمثل لنا حل مادي لي ولأسرتي وكذلك 11 أسرة من الأسر السورية التي تشارك في إنتاج عدد كبير من أصناف الأطعمة السورية الشهيرة مثل الكبة والمقلوبة وتبيعها للأسر المصرية". وتابعت "ولأننا ليس لنا كيان قانوني نستطيع من خلاله إنشاء مطعم له ترخيص نظرا لكوننا لاجئين فإننا نتغلب على هذا العائق من خلال الترويج لقوائم طعامنا الشهي عبر حساب خاص على الفيس بوك أو بالهاتف". كما يخشى القائمون على المشروع الذي بدأ ينتشر مؤخرا من الإعلان عن أسمائهم الحقيقية أو هوياتهم خوفا من بطش نظام بشار الأسد لباقي أقاربهم داخل سوريا، بحسب أم البراء. ووصفت القائمة على المشروع أغلب الأسر المشاركة به بأنهم "عزيز قوم ذل" لأنهم كانوا من عائلات ميسورة الحال قبل قدومهم إلى مصر لكن ضرورات اللجوء خارج وطنهم اضطرتهم إلى العمل والمشاركة في هذا المشروع. وعن آلية العمل في المشروع، قالت أم البراء "نتواصل مع زبائنا ومعظمهم من العائلات المصرية التي تهوى الطعام السوري، عبر بريد إليكتروني خاص ورسائل الهاتف المحمول ثم نقوم بتوصيل الطلبات إلى المنازل". ويستعد "خيرات المطبخ السوري" في شهر رمضان الكريم لتجهيز مزيد من الأصناف الشعبية السورية التي يحبها المصريون خلافا للكبة والمقلوبة، مثل "شيش برك"، وأيضا أصناف الحلويات مثل البقلاوة، والسوكسيه، والرقائق بالقشطة، وفقا لصاحبة المشروع. ويقطن حوالى 132 أسرة سورية في مدينة 6 أكتوبر، جاءوا من مدن سورية مختلفة مثل حمص، وحماة، ودومة، هرباً من أعمال العنف هناك، بحسب "إبراهيم الديري" "منسق اللاجئين السوريين. ولا يوجد إحصاء رسمي لعدد اللاجئين السوريين في مصر، لكن الديري أوضح أن عدد السوريين في القاهرة الكبرى وضواحيها يقترب من 9 آلاف لاجئ يمثلون حوالى 820 أسرة، مشيرا إلى تزايد عدد اللاجئين السوريين القادمين من دمشق وحلب في الآونة الأخيرة خاصة مع تدهور الأوضاع في بلادهم.