جملة نرددها كثيرا بعد ثورة ينايرالمجيدة ( كسرنا حاجز الخوف ) هكذا فهمت الحرية بالعكس ، فوصلت إلى الجموع أنها حرية بلا ضوابط ، فالشعب الذى كان مقيدا بالجنازير مكمم الأفواه هاقد كسر الأغلال والقيود فانطلق كالحصان الجامح يدمر كل من يحاول أن يلجمه حتى لو أطاح بدولة القانون ، لنتحول فى غفلة إلى شريعة الغاب السطوة فيها للأقوى ، إبتعدنا كثيرا عن المسار ، وأصبح العنف شعار المرحلة ، ومانحن بصدده الآن لمحزن وموجع ومن الصعب تجاوزه ، كم حادث تم تدبيره لخطف السائحين أى الزائرين ضيوف مصر الأعزاء ، الأبرياء الذين قطعوا مئات الأميال جوا وبحرا بحثا عن الشمس والنيل وطيبة المصريين ، بدو سيناء لايتفاهمون ، يرون قوتهم فى إنتشار السلاح الذى يعاقر كل دار وتعداه إلى الأسلحة الآلية التى تحصد اكبر عدد من الأرواح لمواكبة تطور العصر ، لم يعد يمر علينا أسبوع حتى نصدم بخطف بعض السائحين وفى سبيل ذلك لايفرقون بين رجل وإمرأة ، شاب وكهل ، من دول أوروبا أو شرق آسيا أو الأمريكتين ، الكل سواء طالما النتيجة واحدة وهو مطالبة الأجهزة الأمنية بسرعة الإفراج عن بعض المجرمين من أقاربهم أو عشيرتهم ، ولأنهم أهل الجود والكرم فهم يتعاملون مع الضحايا بلطف فى بادئ الأمر ، ثم يبدأون فى التصعيد التدريجى بالضغط عليهم إلى أن تتحقق مآربهم ، منذ اكثر من ثلاثة أيام وبدو سيناء من قبيلة ( الترابين ) يحتجزون سائحين أمريكيين ومرشد سياحى مصرى ومازالوا مصرين على عدم إطلاق سراحهم إلا إذا تم الإفراج عن تاجرى مخدرات من قبيلتهم ، فى أى دولة متحضرة يحدث هذا ؟ ليست المرة الأولى التى تتهدد فيها حياة الآمنين ويتم ترويعهم على أرض المحروسة ، إن الإستهتار بالقانون وصل مداه ، لم يعد يقيم الخارجون عن القانون وزنا للدولة طالما منابع السلاح مفتوحة تنهمرعليهم من كل حدب وصوب فيستقوون بها ولامانع من عودة القتلة ومهربى المخدرات والسلاح والآثار إلى صفوف الأسوياء ليعاودوا إستكمال أنشطتهم الإجرامية فى نشر الخراب وتغييب عقول الشباب وتدميرها ، والآن نصرخ من الخسائر المتلاحقة لقطاع السياحة المصدر الأهم للدخل القومى والذى تراجع بشدة ولم يتعاف حتى الآن رغم مضى عام ونصف على الثورة وانتخاب رئيس جديد للبلاد ، نصرخ من أن تركيا تشهد حاليا إرتفاعا رهيبا فاق كل التوقعات فى معدلات السياحة مما ترتب عليه زيادة فى إرتفاع متوسط دخل الفرد، بسبب تدفق السياح الذين كانوا من نصيب مصر فحولوا وجهتهم إلى (استنبول) حيث الطبيعة الخلابة وحسن المعاملة والأمان ، ونحن مازلنا فى التحرير مازلنا نعتصم من أجل إثبات الوجود لأن نفرا يجر أتباعه أينما ومتى أراد ولم نخرج بمليونية للعمل وتعويض مافقدناه ، يصرخ أصحاب البازارات والفنادق أغلقت أبوابها والشواطئ خالية إلا فيما ندر ، والجميع لديه إلتزامات مادية وأسر تدهورت حياتها المعيشية والسؤال هل بعد خطف السائحين وإرهابهم سيلوح فى الأفق خير ؟ لاأعتقد بعدما تسبب هذا السلوك المنحرف فى تدمير سمعة مصر أمام العالم ، فلم نعد بلد الأمن والأمان ، ومهما كانت حضارتنا وتاريخنا الذى نتغنى به ليل نهار دون توفير الحماية للسياح فلا أهمية لهما وليذهب السائح إلى أرض الله الواسعة حيث يستمتع بوقته مطمئنا ، يقضى أيامه فى التجوال بحرية لايخشى لصا يتبعه فيسرق حقائبه أو من يتحرش بإمرأته أو سائق يضحك عليه ويضاعف الأجرة ، والأهم أن يعود سالما الى وطنه محملا بالهدايا والذكريات الطيبة فينقل لأقرانه الصورة المثالية عن فن التعامل مع الضيوف ، إلى متى نهادن الخاطفين حتى تجرأوا وبدأوا يملون شروطهم ؟ إلى متى نتلقى التحذيرات بالتصعيد إذا لم ننصاع لأوامرهم ؟ لن نلوم ثورة التغيير نلوم عدم تفعيل أحكام القانون الرادعة