شفيق يا راجل عبدربوه، لا يستطيع أحد أن ينسى هذا الإفيه المسرحى الشهير الذى قدمه نجم الارتجال والتمثيل بالفطرة محمد نجم هذا الكوميديان الذى نجح فى اختراع قاعدة تمثيلية متفردة خاصة فى المسرح، وهى أن النجومية لا تأتى بالكم ولكن الكيف نجح محمد نجم الذى رحل عن عالمنا فى أول أيام عيد الفطر المبارك متأثرا برحلة مرض استمرت سنوات أن يصنع لنفسه مكانة خاصة جدًا فى قلوب جماهيره بأعمال قليلة فى المسرح والسينما، لكنها مؤثرة وما زالت الجماهير تحفظها وتردد إفيهات «نجم» الشهيرة حتى الآن وربما يظل أشهرها علي الاطلاق مسرحيات «عش المجانين» إفيه شفيق يا راجل، عبدربوه.. ومسرحية «عبده يتحدى رامبو» «دول عصابة يابا» «اعقل يا مجنون» «البلدوزر» عدد قليل فى المسرح لكنها ما زالت تضع نجم علي قائمة نجومه، وأحد أبرع وأبدع صناع الضحك الحقيقى دون ابتذال صانع الإفيهات والبهجة والضحكة الحقيقية النابعة من كوميديا الموقف يرتجل ليجمل الجملة، مبدع فى صناعة «الإفيه» كان نجمًا قادرًا على استخدام كل حواسه لاستخلاص ضحكة من القلب، وفى السينما رغم مشواره القليل، لكنه عندما ابتعد عن الكوميديا فى بعض الأعمال كان فنانًا عميقًا، ومؤثرًا حتى فى جديته كوميديان رائع خاصة عندما ظهر مع الراحلة وردة ورشدى أباظة فى «حكايتى مع الزمن» وفيلم «قمر الزمان» مع نجلاء فتحى، وفيلمه الشهير «مولد يا دنيا» مع عفاف راضى ومحمود ياسين وعبدالمنعم مدبولى. رحل محمد نجم دون أن ينصفه الوسط الفنى، ولا حتى الوسط الثقافى، ظل الجميع يتابع رحلة عنائه فى الحياة والمرض، دون أن يقدم له دعمًا حقيقيًا أو يعطيه تكريمًا يدعم آثار حالته النفسية التي تدهورت ليس بفعل المرض، ولكن بفعل الجحود لهذا الفنان الجميل الذى ظل يحمل مسرحًا باسمه، رحل ليترك فراغًا كبيرًا بأعماله المسرحية التي ما زالت وستظل تضحك الجمهور من القلب ليس هذا فحسب لكنه سيترك فراغًا كبيرًا فى معنى الوفاء والعطاء والتكريم الذى اندثر فى زمن الشللية والمصالح.. والذى يخدم الباقين فى القمة فقط، لكن عندما ينزل النجم من على قمته يتخلى عنه الجميع.. رحل «ملك الإفيهات» وبقيت أعماله.. وعلي كل الجهات المعنية سواء فى المسرح والسينما أن تتوارى خجلاً من تجاهل هذا الفنان الكبير فى رحلة مرضه.