محافظ القاهرة: توسيع نطاق المبادرات والمشروعات التي تنهض بالمرأة    نراهن على شعبيتنا.. "مستقبل وطن" يكشف عن استعداداته للانتخابات البرلمانية    متحدث الحكومة: نتجنب تخفيف الأحمال وندعو المواطنين لترشيد الاستهلاك    الكهرباء: خفض الإضاءة بالمباني الحكومية والشوارع لمواجهة زيادة الأحمال وحرارة الطقس    «سياحة النواب» توصي بوقف تحصيل رسوم من المنشآت الفندقية والسياحية بالأقصر    نتنياهو لشبكة ABC: اغتيال خامنئي سيؤدي لتهدئة التوترات    "الإسعاف الإسرائيلي": 22 قتيلًا وأكثر من 400 مصاب منذ بداية الحرب مع إيران    وزير خارجية إيران: نتنياهو مجرم حرب خدع رؤساء الولايات المتحدة ل3 عقود    كأس العالم للأندية| ذا صن تسلط الضوء على صدام ميسي وياسر إبراهيم في افتتاح المونديال    الجيش الإسرائيلي: هدف الحرب مع إيران ضرب برنامجها النووي    بدأت بمشاهدة وانتهت بطعنة.. مصرع شاب في مشاجرة بدار السلام    ثقافه النواب تناقش الاستثمار الثقافي بالهيئة العامة للكتاب    ورش فنية متنوعة لتنمية مواهب الأطفال بأبو سمبل    خبير علاقات دولية: التصعيد بين إيران وإسرائيل خارج التوقعات وكلا الطرفين خاسر    وائل جسار يجهز أغاني جديدة تطرح قريبا    "كوميدي".. أحمد السبكي يكشف تفاصيل فيلم "البوب" ل أحمد العوضي    ما الفرق بين الركن والشرط في الصلاة؟.. دار الإفتاء تُجيب    حالة الطقس غدا الثلاثاء 17-6-2025 في محافظة الفيوم    طبيب يقود قوافل لعلاج الأورام بقرى الشرقية النائية: أمانة بعنقي (صور)    وزير العمل يستقبل المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب- صور    محافظ الدقهلية يتفقد أعمال إنشاء مجلس مدينة السنبلاوين والممشى الجديد    لمست الكعبة أثناء الإحرام ويدي تعطرت فما الحكم؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    ما هي علامات عدم قبول فريضة الحج؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    أمين الفتوى يوضح حكم الجمع بين الصلوات في السفر    سي إن إن: إيران تستبعد التفاوض مع واشنطن قبل الرد الكامل على إسرائيل    العثور على جثة شاب مصاب بطلق ناري في ظروف غامضة بالفيوم    الرئيس النمساوي يبحث مع زيلينسكي سبل إنهاء الحرب "الروسية الأوكرانية"    التضامن تعلن تبنيها نهجا رقميا متكاملا لتقديم الخدمات للمواطنين    «لترشيد استخدام السيارات».. محافظ قنا يُعّلق على عودته من العمل ب «العجلة» ويدعو للتعميم    إلهام شاهين توجه الشكر لدولة العراق: شعرنا بأننا بين أهلنا وإخواتنا    تقرير يكشف موعد خضوع فيرتز للفحص الطبي قبل الانتقال ل ليفربول    التعليم العالي تعلن حصاد بنك المعرفة المصري للعام المالي 2024/2025    افتتاح توسعات جديدة بمدرسة تتا وغمرين الإعدادية بالمنوفية    البنك المركزي يطرح سندات خزانة ب16.5 مليار جنيه بسعر فائدة 22.70%    عضو ب«مركز الأزهر» عن قراءة القرآن من «الموبايل»: لها أجر عظيم    البنك التجارى الدولى يحافظ على صعود المؤشر الرئيسى للبورصة بجلسة الاثنين    مفوض الأونروا: يجب ألا ينسى الناس المآسي في غزة مع تحول الاهتمام إلى أماكن أخرى    بعد عيد الأضحى‬.. كيف تحمي نفسك من آلالام النقرس؟    وفود دولية رفيعة المستوى تتفقد منظومة التأمين الصحي الشامل بمدن القناة    إيراد فيلم ريستارت فى 16 يوم يتخطى إيراد "البدلة" في 6 شهور    اليوم .. محاكمة 15 متهمًا بالانضمام لجماعة إرهابية في مدينة نصر    تخفيف عقوبة 5 سيدات وعاطل متهمين بإنهاء حياة ربة منزل في المنيا    النائب حازم الجندي: مبادرة «مصر معاكم» تؤكد تقدير الدولة لأبنائها الشهداء    العربية: إيران تعتقل عشرات الجواسيس المرتبطين بإسرائيل    توقيع عقد ترخيص شركة «رحلة رايدز لتنظيم خدمات النقل البري»    محمد عمر ل في الجول: اعتذار علاء عبد العال.. ومرشحان لتولي تدريب الاتحاد السكندري    «فيفا» يوجه رسالة جديدة للأهلي وإنتر ميامي بمناسبة افتتاح المونديال    القبض على 3 متهمين بسرقة كابلات من شركة بكرداسة    إخطار من الليجا.. إسبانيول يؤكد دفع برشلونة للشرط الجزائي لخوان جارسيا    الجالية المصرية فى لندن تحتفل بعيد الأضحى    لا تطرف مناخي.. خبير بيئي يطمئن المصريين بشأن طقس الصيف    محافظ أسوان: 14 ألف حالة من المترددين على الخدمات الطبية بوحدة صحة العوضلاب    الينك الأهلي: لا نمانع رحيل أسامة فيصل للعرض الأعلى    أسعار الفراخ اليوم.. متصدقش البياع واعرف الأسعار الحقيقية    إصابة 3 أشخاص بطلقات بندقية فى مشاجرة بعزبة النهضة بكيما أسوان    انتصار تاريخي.. السعودية تهزم هايتي في افتتاحية مشوارها بالكأس الذهبية    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية للموظفين والبنوك والمدارس (تفاصيل)    الشرطة الإيرانية: اعتقال عميلين تابعين للموساد جنوب طهران    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى الشهر الكريم .. ناس شقيانة.. وناس كسلانة

الشمس تشرق على الجميع.. والرزق يسع كل الناس.. لكن.. هناك من يشقى ويجتهد ويسعى.. فينعم بلذة العمل.
وهناك من «يستسهل مد الإيد» لانتزاع كسب سهل لا يكلفه سوى دعوة هى «حرفة» ولا تخرج أبدا من القلب..
ويأتى شهر رمضان فيتجسد المعنى الحقيقى للعمل.. فيعظم أجر «الشقيانين».. ويكبر ذنب «الكسلانين»..
صورتان قد تجدهما جنبا إلى جنب.. فى مشهد واحد.
رجل يشقى فى نار رمضان ورغم عناء الصيام ولهيب الشمس ولوعة الجوع وعذاب العطش.. فتسقط قطرات عرقه شهادة عزة وكرامة وإيمان حقيقى.
وآخر يتخذ من الشهر الفضيل وسيلة لابتزاز الصائمين فيمد يده ويمطرهم بالدعوات.. طمعا فى أن يخرج الصائم ما فى جيبه تأثرا بالحالة الرمضانية التى تحض على فعل الخير والإكثار من الصدقات.
التسول ظاهرة مؤسفة طوال العام لكنها فى رمضان تتخذ أساليب تتناسب مع الأجواء وينشط محترفوها فى مهاجمة المارة وراكب السيارات والواقفين فى انتظار أى وسيلة مواصلات.. يستخدمون كل وسائل جذب الانتباه والشفقة بإدعاء الإعاقة واختلاق قصص، هى أقرب للنصب منها إلى التسول.
على الجانب الآخر تبقى صورة «الأيدى الساعية للرزق.. والوجوه الشقيانة».. من أجمل اللوحات الرمضانية المشرقة.
جامعات الفراولة.. يوم تحت الشمس ب 80 جنيها
تحت أشعة الشمس الحارقة يقاومن العطش والحر فى نهار رمضان باحثات عن قوت يومهن..جامعات الفراولة بمزارع الإسماعيلية لا يعرفن للراحة سبيلًا حتى فى شهر الصيام.. العمل الشاق فى جمع محصول الفراولة يبدأ عقب صلاة الفجر وحتى الثانية ظهراً تتخللها دقائق من الراحة داخل عشة من الخوص.
العمل فى رمضان عبادة وهو السبيل لهن لتوفير متطلبات الحياة... هكذا قلن ل«الوفد» وهن يواصلن عملهن دون توقف.
داخل مزرعة الفراولة بإحدى الأراضى الزراعية التابعة لمحافظة الإسماعيلية انحنت «أم عمر»، 42 سنة امام طرح الفراولة لتستكمل عملها فى جمع المحصول الذى بات مزهراً ومدليا بحباته الحمراء على الأرض. وفى طاولة بلاستيك كانت ترص ما تقوم وزميلاتها بجمعه وهن يتمتمن بالحديث تارة وتارة يستمعن لآيات الذكر الحكيم التى تصدر من هاتف المشرف عليهن... دقائق معدودة بين كل ساعة عمل يسترحن فيها من حرارة الشمس داخل عشة من الخوص يقمن خلالها بالوضوء والصلاة ثم يعاودن العمل محتميات من أشعة الشمس بقبعات كبيرة من خوص وقماش تحجب عن وجوههن ورءوسهن القليل من أشعة الشمس.
تقول «أم عمر»: شغالين فى الصيام وغير الصيام. الشغل ملوش علاقة بالجو حار ولا بارد. وتابعت «العطش بس هو اللى ممكن يتعبنا بس مش بيوقفنا عن الشغل.وربنا بيعين الواحدة مننا .
وشاركتها الرأى وداد، 35 سنة أرملة والتى اكدت ان العمل مهما كان شاقًا ومرهقًا لكن فيه شرف وبادرت «الايد الشغالة ايد بيحبها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم »وأضافت «اشتغل واتعب عشان عيالى ولا امد ايدى واستنى حد يخبط على بابى. أنا عندى ولدين فى المدارس وهم بيشتغلوا فى الصيف بعد الامتحانات. وأنا علمت عيالى ان الشغل مش عيب طالما بشرف » وقالت شقيقتها سعدية 46 سنة «كل جنيه بنجيبه بيكون بعرق وتعب. احنا مش قاعدين على مكاتب ولا فى مراوح احنا شغالين والطين فى إيدنا والشمس فوق دماغنا وبنقول يارب».
وتنتشر فى قرى الإسماعيلية مزارع الفراولة والتى بدأ موسم حصادها منذ منتصف مارس الماضى وتستمر حتى نهاية مايو الجارى.ويعمل فى جمع الفراولة الآلاف من العاملين والعاملات مقابل أجر يومى يتراوح ما بين 80 إلى 100 جنيه يومياً.
بائع جرائد: أسير 15 كيلو يومياً لتوزيع الصحف
أكثر من 15 كيلو مترًا يقطعها عم «إبراهيم » بائع الجرائد سيراً على الأقدام يومياً داخل الشوارع ساعياً وراء رزقه.من حى لحى يجوب إبراهيم الذى قارب على الستين من عمره شوارع المدينة تحت اشعة الشمس الحارقة.
من السادسة والنصف صباحاً تبدأ رحلة إبراهيم اليومية وتستمر حتى الثانية ظهراً تتخلها دقائق قليلة من الراحة تحت ظل الأشجار ولأداء صلاة الظهر ثم يعاود استكمال رحلته حتى يعود لمنزله بعدما ينتهى من بيع الجرائد التى يحملها بين ذراعيه ويقطع بها المسافات الطويلة.
ويقول إبراهيم هيكل 58 عاماً بائع جرائد «مواعيد العمل لا تختلف فى رمضان عن باقى السنة.فمواعيد اصدار الجرائد ثابتة لا تتغير وبالتالى مواعيدى فى العمل هى الأخرى ثابتة وتحت أى ظروف مناخية أعمل وأجوب شوارعها يومياً قد تتجاوز ال15 كيلو مترًا سيراً على الاقدام»
وتابع «لما الحرارة بتشد بقعد استريح تحت شجرة فى أى ميدان شوية ممكن اريح ويغلبنى النوم واقوم بعدها بنص ساعة مرتاح واكمل مشاويرى لحد ما اخلص الجرايد اللى معايا. ووقت الراحة المعروف عندى مع اذان الظهر بدخل المسجد أتوضأ واصلى وأريح شوية وبعدها بقوم اكمل شغل »، وتابع «رغم انى مريض قلب وسبق أن قمت بعملية جراحية فى القلب الا ان العمل هو السبيل الوحيد لأكفى بيتى وأقوم برسالتى تجاه زوجتى وبناتى.» وقال «أنا مش عايز ولادى يحتاجوا حاجة وبسعى على رزقى وقوت يومى بيومه. النص جنيه اللى بكسبه من بيع الجرنان فيه بركة عن أى حاجة».
وقال «لا المرض ولا الحر ولا الصيام بيمنعونى اشتغل. ورمضان شهر العبادة والعمل عبادة. الصيام فيه مشقة والعمل فيه مشقة والحر فيه مشقة. لكن ربنا بيعين الواحد اللى بينزل يسعى على رزقه وعلى العكس انا بحس انى مبسوط وانا شغال حتى لو فى تعب, ولنا أسوة فى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سائق التروسيكل: بركة رمضان تلازمنى طوال السنة
من الأسواق للمزارع يقضى سيد سائق التروسيكل يومه فى رمضان باحثاً عن رزقه...10 ساعات من العمل المتواصل تحت أشعة الشمس تتخلها ساعة راحة وتمتد لساعات الليل ليستكمل عمله بجد واجتهاد.
ويقول سيد 32 سنة « انا بشتغل شغل حر بس متقيد فيه بمواعيد لان العمل التزام وجد واجتهاد. مش هينفع أتأخر فى نقل الحمولة عشان دي أرزاق ناس تانية مرتبطة بيا. وأضاف «انا بأطلع الصبح من بيتى الساعة 9 وممكن قبل الميعاد ده خاصة فى أيام الأسواق. وبريح ساعة من 2 ل3 وبعد العصر بنزل اكمل شغل لحد قبل الفطار بشوية وبالليل بعد التراويح بنزل اشتغل شوية من 9 ل11. وبرجع بيتى اريح وانام شوية
لحد ميعاد السحور ».
ويقول «انا شغال فى نقل الخضراوات من المزارع للأسواق. وبعد الفطار بشتغل فى نقل مستلزمات البناء من المتاجر لمواقع العمل» وتابع: «والشغل فى رمضان صعب شوية عشان الحر والصيام بس ربنا بيعين الواحد وبيقدره. بعدين العمل عبادة وربنا فرض علينا الصيام فى رمضان عشان يعلمنا الصبر لكن فى ناس بتفهم الصيام انه نوم وراحة وده مفيهوش بركة » ويضيف «أنا أوقات بحس بالتعب بس التزاماتى مع أسرتى وابويا وامى وابنى بتخلينى انسى الراحة. والبركة اللى بتحل عليا فى رمضان بتفضل ملزمانى السنة كلها».
ويضيف «الشغل فى رمضان بيزيد والرزق بيزيد معاه عشان الحركة التجارية بتكون منتعشة عن باقى السنة وبالذات فى الأسواق عشان نقل الخضار والفاكهة من المزارعين للتجار وبنطلع على الطرق السريعة وده بيعرضنا للمخاطر لكن ربنا بيحفظ.
ويقول «رغم ان الشغل فى رمضان كتير بس فى ناس كتير بتتكاسل عن الشغل وفى ناس تانية للأسف بتفطر بحجة الشغل وطبعاً الصنفين حالهم عجيب».
عمال النظافة.. جهد إضافى فى شهر الصوم
«نبدأ العمل مبكراً كى ننهى مبكراً قبل حمية الشمس» هكذا قال صلاح السيد 39 سنة عامل نظافة وهو يتحدث عن ساعات العمل فى رمضان.
ويضيف: «مواعيد العمل فى رمضان لا تختلف عن أى شهر. فالجهات الحكومية وغيرها من المؤسسات قد تغير ساعات العمل لكن عمال النظافة يعملون فى اوقاتهم الرسمية فى الثامنة صباحا».
وتابع «فى رمضان ابدأ عملى فى السابعة حتى استطيع ان انهى اكبر قدر من العمل قبل صلاة الظهر وعقب الصلاة استكمل ما تبقى» ويضيف: «العمل فى رمضان يتزايد بسبب زيادة المخلفات الناتجة عن المنازل وعن المحلات التجارية وهو ما يجعل المجهود مضاعفًا غير كل الشهور ولكن الله يعيننا عليه».
وأضاف «العمل فى رمضان قد يكون مرهقًا ولكنه يهون علينا طول ساعات الصيام فأنا أخرج من البيت عقب صلاة الفجر وأمضى ما يقرب من 9 ساعات فى العمل. وعندما أعود للمنزل اخلد للنوم حتى موعد الإفطار واعاود النوم مرة أخرى بعد التراويح حتى السحور.
ولا يخفى «صلاح» دهشته ممن يرفضون العمل فى رمضان بحجة الصيام. ويقول: رمضان شهر مبارك وهو الأولى منا ان نراعى فيه ضميرنا ونعمل بجد واجتهاد حتى يقبل الله منا الصيام.
وأضاف: «لا نعرف فى رمضان إجازة سوى يوم واحد فى الأسبوع نختارها فى أى يوم بالتناوب مع الزملاء حتى لا يتوقف العمل».
ويشاركه الرأى السيد أحمد 45 سنة عامل نظافة الذى أكد هو الآخر أن العمل فى رمضان لا يختلف عن غير رمضان وأن «طاقية» يرتديها هى الواقى الوحيد له من أشعة الشمس.وتابع «لما بتعب واحس بالعطش برش وجهى بشوية «مية باردة» وبرجع اكمل شغل».
وتابع «احنا منعرفش طريق للراحة ولا النوم فى نهار رمضان. أنا بطلع من بيتى بعد الفجر من مركز أبو حماد محافظة الشرقية وبركب 3 مواصلات عشان أوصل الشغل فى الإسماعيلية وابدأ الشغل على الساعة 8 وبستمر فى شغلى حتى الساعة 2 ظهراً وأعود البيت حوالى الساعة 5 يعنى قبل المغرب بساعة »ويقول «الشغل فى رمضان بيكون كتير. الشوارع بتكون فيها مخلفات وقمامة سواء من المنازل او المحلات والمطاعم وبيكون المجهود مضاعف عشان نقدر نخلص».
طوارئ فى «عالم الشحاتين» خلال رمضان
محترفو التسول يتعمدون اصطناع عاهات لكسب تعاطف الناس
«معاق على كرسى متحرك».. أشهر مشهد فى إشارات المرور
د. مبروك عطية: الإسلام يحب «التعفف» ويحض على السعى للرزق
جنيه يا أستاذ ربنا يسهلك الحال... حاجة لله يا بيه... ربنا يكرمك وتنجح.. رمضان كريم يا باشا... بتعالج وعندى فشل كلوى ساعدونى بحاجة...عندما يصل إلى أذنيك هذه الكلمات يصيبك بعض إحساس الشفقة والرغبة والمساعدة للسائل ولكن هذه الكلمات أصبحت لسان حال كل من يستسهل الحال ويرغب فى تحقيق مكاسب مالية دون تعب ومشقة، إنها الظاهرة التى أخذت فى التمدد والتغول داخل مجتمعنا وتزداد بصورة كبيرة خلال شهر رمضان الكريم إنها ظاهرة «التسول»، فتتعدد طرق التسول فى شهر «رمضان» وتنتشر بين ركاب مترو الأنفاق والسيارات المنتظرة وفى إشارات المرور لاكتساب العاطفة للحصول على المال بشكل سريع وبسيط لممارسة عملهم غير المشروع دينياً وقانونياً وأخلاقياً، وطبقاً لمركز البحوث الجنائية أصدر دراسة توضح إحصاء عدد المتسولين فى مصر لعام 2017 والتى بلغت أكثر من 40 ألف متسول معظمهم من الأطفال ثم أصحاب العاهات وتضيف الدراسة أن أكثر من 90 بالمائة من حالات الإعاقة للمتسولين تم اصطناعها من أجل استغلالها فى ممارسة التسول وترصد«الوفد» طرق وحيل التسول فى شوارع القاهرة الكبرى والقليوبية ومترو الأنفاق وإشارات المرور خلال شهر الصوم والرحمة ومناقشة أثرها على المجتمع.
أعلنت محافظة الجيزة، فى بيانها الصادر مؤخراً رفضها للممارسة واستغلال ملابس عمال النظافة فى اعمال التسول خلال شهر رمضان الكريم وتوقيع أقصى العقوبات على المخالفين لتعليمات هيئة النظافة والتجميل.
عدسة «الوفد» رصدت داخل مترو الأنفاق بعض المظاهر المرفوضة حيث وجدنا سيدة ترتدى النقاب الأسود «تتسول» بين ركاب مترو الأنفاق وتحديداً الخط الثانى اتجاه شبرا الخيمة محطة الشهداء، تتجول بين الركاب أثناء صيامهم فى أول أيام شهر رمضان مستخدمة العديد من الحيل الخبيثة لاستقطاب عاطفة المواطنين للحصول على الاموال بحجة بركة شهر رمضان الكريم والدعاء لهم بالتوفيق فى حياتهم العملية.
وفى إشارات المرور رصدنا سيدة ترتدى النقاب بمعاونة
رجل معاق على كرسى متحرك ويحمل فى يده «مصحف» كبير لاستعطاف أصحاب السيارات المتوقفة فى إشارات المرور للحصول على الأموال فأصبح منظر المعاقين وهم يتجولون فى الشوارع والقرب من إشارات المرور منظرا عاديا فى شوارع القاهرة والجيزة ولا يوجد رقابة للحد من الظاهرة الخطيرة.
وتتعدد اشكال وحيل التسول بمنطقة وسط البلد فهناك من يستغل الاعاقة الجسدية والاعضاء المبتورة من جسمه لاستعطاف قلوب المارة للحصول على الاموال فى الشهر الكريم مقابل الدعاء وعند امتناع المواطنين عن تقديم النقود لهؤلاء المتسولين يتعدون عليه بالسباب أحيانا لعدم التعاطف بالاموال.
وتابعت ندى درويش، إحدى المتطوعات لفعل الخير، قائلة: «النشالون والحرامية يستغلون روحانيات شهر رمضان الكريم لاستعطاف المواطنين واستجدائهم للاستيلاء على أموالهم بطريقة غير مشروعة من خلال التسول وادعائهم بالاصابة بالامراض والحاجة الى المال لصعوبة المعيشة وعدم قدرتهم على شراء الدواء لتخفيف آلامهم».
وأوضحت درويش، أن التسول ظاهرة مؤسفة فيها المتسول يشكو ربه ويكذب على المجتمع ويدلس على المتصدقين ويستولى على الأموال وينتهز النصابون والنشالون فرص قدوم شهر رمضان المبارك، لاستعطاف المسلمين فى إخراجهم زكاتهم وصدقاتهم للاستيلاء على أموالهم ولجوء العديد من المتسولين لاستخدام الأطفال فى التسول،لحصولهم على اكبر قدر من المال،وينتشرون أمام المحال والمطاعم الشهيرة، وأبواب المساجد، وإشارات المرور والمواصلات، وتكسو وجوههم ملامح الاحتياج والعوز والمرض ومصطنعى الإعاقة البدنية، وكبار السن الذين يتكئون على عصى.
اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الأسبق، يقول: «التسول ظاهرة اجتماعية سيئة ومن يتسولون فى المواسم وخصوصاً شهر رمضان المبارك وأثناء الامتحانات وعلى ابواب المدارس والجامعات والمستشفيات يستغلون المواطنين باستخراج الصدقات والشفاء وعاطفة الطلاب والأطفال فى جلب المال فى سبيل الدعاء لهم بالتوفيق والنجاح فى دراستهم العلمية.
وكشف «نور الدين»، عن العديد من الأساليب المبتكرة فى التسول بالشوارع المصرية ومنها امراة بصحبة رجل قائلين: نعانى من مرض السرطان ونحتاج ثمن حقنة بمبلغ وقدره، والثانى يدعى أن ابنته مريضة بالفشل الكلوى ويحتاج إلى ثمن غسيل الكلي، والآخر جاء من الأرياف ولا يستطيع الرجوع لعدم توفير ثمن تذكرة القطار، فهذه حيل مبتكرة لزيادة قيمة التسول، مستشهداً بشاب يتجول فى شوارع على كرسى متحرك بمنطقة الدقى فلفت انتباه رجال المباحث بربط الكرسى المتحرك أسفل كوبرى الدقى وتمت عملية التتبع واكتشفنا أنه يتسول بالكرسى المتحرك لاستعطاف المواطنين والحصول على قيمة أكثر للتسول من المواطنين وآخر اليوم يركب تاكسى ويغادر المكان فاتجه رجال المباحث لتلقى القبض عليه ففر هارباً على قدميه وترك الكرسى المتحرك، والنشالون يجتهدون فى إنشاء حيل مبتكرة للتسول فى الشوارع بين المواطنين.
وأوضح «نور الدين»، أن التسول الذى يحدث بمحطات مترو الأنفاق هو مسئولية الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات وأنها تملك رجال مباحث متخصصة للسيطرة على النشالين والمتسولين بالإضافة لجهود المخبرين وتعد تواجد ظاهرة التسول فى مترو الأنفاق ووسائل المواصلات جريمة، وعقوبة التسول جنحة يعاقب عليها القانون بالسجن 3 سنوات».
وطالب مساعد وزير الداخلية الأسبق، بعدم تقديم الزكاة أو الصدقة للمتسول وابتعاد المواطنين عن التعاون بتقديم المال للمتسولين والمتشردين فهم فخ إجرامى ويسعون جاهدين للتسول والسرقة تحت جميع الظروف، ونصح بتقديم الزكاة والصدقة للمحتاجين فى بيوتهم الذين لا يسألون الناس إلحافاً.
وقال الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسي، إن بعض المواطنين من الوارد فقد أموالهم لمواقف محرجة بنسيانهم أموالهم الخاصة فى المنزل أو سرقتها فى الطرقات فيلجأ إلى اسلوب الطلب من المواطنين وهى ظاهرة طبيعية، مضيفاً، أن التسول تحول إلى مرض نفسى خبيث لحب المال والشعور بالثقة الذاتية.
وأوضح «فرويز»، أن الأساليب التقليدية المتبعة من معظم الأشخاص الممتهنين للتسول من أجل كسب تعاطف ضحاياهم، تتمثل فى استغلال العاهات والإعاقات الجسدية والذهنية التى يعانون منها، وادعاء حملهم لبعض الأمراض التى يتطلب علاجها مصاريف باهظة وغير قادرين على كسب الاموال بالعمل لظروفهم الصحية الشاقة.
وتابع «فرويز»، أن المتسولين الأسوياء الذين لا يعانون من أى عاهات أو أمراض، تصل بهم الرغبة فى الكسب السهل إلى استغلال الأطفال وتشويه أجسادهم، خاصة أطفال الشوارع الذين يعانون من إعاقات وتشوهات، وادعاء أبوتهم لهؤلاء الأطفال لاستجداء جيوب الناس، وذلك بالتأكيد يتطلب قدرا كبيراً من المهارة فى الأداء التمثيلى، وتجسيد الشخصيات المثيرة للشفقة والرحمة التى يتقمصونها، بهدف إقناع ضحاياهم بضرورة منحهم المال بكثرة.
وشددت الدكتورة هالة منصور استاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس، على ضرورة التوعية الاجتماعية بين المواطنين لعدم استغلالهم من قبل المتسولين، ومنع تقديم المال للأطفال والرجال والسيدات المتسولين قائلة:إن قانون التسول يجرم أفعال التسول حيث إن بعض المتسولين يقومون بعمل عاهات بأنفسهم أو بالأطفال الذين يقومون بأعمال التسول لصالحهم، كبتر القدم أو اليد أو عمل إعاقة بأى جزء بالجسم لاكساب تعاطف المواطنين والحصول على الاموال بطريقة سهلة».
وطالبت« منصور»،الحكومة بتطبيق قانون التسول وتشديد العقوبة وتجريم الفعل، حيث إن القانون الصادر لهذا الأمر رقم 49 لسنة 1933 بشأن التسول مادة (1) : يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز شهرين كل شخص صحيح البنية ذكراً كان أم أنثى يبلغ عمره خمس عشرة سنة أو أكثر وجد متسولاً فى الطريق العام أو المحال العمومية ولو ادعى أو تظاهر بأداء خدمة للغير أو عرض ألعاب أو بيع أى شئ، ونصحت المواطنين بتقديم الصدقة للأقارب والجيران ومنع تحويل التسول إلى مهنة.
وقال الدكتور مبروك عطية، أستاذ ورئيس قسم اللغويات بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر،إن المحتاجين إلى الصدقة والزكاة هم الذين قال الله فيهم فى سورة البقرة «يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا» وأن الإسلام لا يعترف بالتسول ويحرم ظاهرة التسول بل لا توجد طائفة تتسول على النواصى وفى الإشارات المرورية وأمام المدارس والمستشفيات ومداخل طوارئ المرضى لاستغلال ضعفهم لإعطاء صدقاتهم لتضخم أموال المتسولين ولبناء عماراتهم مجهولة العناوين وكل ذلك يتم تحت مسمى الدعاء للمتبرع وهذا ما يخالف الشريعة الإسلامية التى تحث على العمل والاجتهاد وكسب الرزق بشكل شرعى وليس بشكل محرم وبه تكاسل وتخاذل.
وأوضح «عطية»، عن من لا يستطيع العمل قال رسول الله صل الله عليه وسلم «إن المسألة لا تصلح إلا لثلاث:لذى فقر مدقع،أو لذى غرم مفظع،أو لذى دم موجع» ومعنى الحديث الشريف هو من لا يستطيع العمل لأنه لو لم يكن قادراً على العمل لكان من باب أولى غير قادر على التسول.
قال محمد منير خبير قانونى، إن نص القانون 49 لسنة 1933، من قانون العقوبات يحتوي على عدد من المواد لمكافحة ظاهرة التسول، وحدد فى المادة «1» من قانون العقوبات يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز شهرين كل شخص صحيح البنية ذكرًا كان أم أنثى يبلغ عمره خمس عشرة سنة أو أكثر وجد متسولاً فى الطريق العام أو المحال العمومية، ولو ادعى أو تظاهر بأداء خدمة للغير أو عرض ألعاب أو بيع أى شىء.
وتابع «منير»، أن المادة (6) يعاقب بنفس العقوبة كل من أغرى الأحداث الذين تقل سنهم عن خمس عشرة سنة على التسول، وكل من استخدم صغيرا فى هذه السن أو سلمه لآخر بغرض التسول وإذا كان المتهم وليا أو وصيا على الصغير أو مكلفا بملاحظته تكون العقوبة بالحبس من ثلاثة شهور إلى ستة شهور.
وكشف منير، عن مادة (7) من القانون التسول فى حالة العوز تكون عقوبة الجرائم المنصوص عليها فى هذا القانون الحبس مدة لا تجاوز سنة، قائلا: « إن ظاهرة التسول تندرج تحت بند مخالفات النظام العام بالدولة المصرية ولذلك القانون يعطى الجهات المختصة القبض على من يتم الشك به لعمل التحريات اللازمة وعند اكتشاف جرائم مثبتة فى صحيفته الجنائية يتم التحفظ عليه فوراً».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.