أشباح بروكسل.. عندما تجمع الرواية بين تفاعل الحضارات والتسامح مع الآخر

شهدت ورشة الزيتون الإبداعية مساء أمس الاثنين ندوة نوقشت خلالها رواية " أشباح بروكسل" للكاتب محمد بركة.
ناقش الرواية نخبة من النقاد والمبدعين منهم:
د. محمد السيد اسماعيل ، د. محمد ابراهيم طه،أ. عيد عبد الحليم، الشاعر والناقد شعبان يوسف ،ا. اماني الشرقاوي ،ا.سمية التركي، د.رافت الخولي ، ا.اسامة ريان، ا.عمرو الشامي، ا.فتحي سليمان، ا. هشام العربي، الكاتب الصحفي خيري حسن، وآخرون .
وأدارت الندوة الكاتبة الصحفية أ.حنان عزيز.
بداية تحدث الناقد د.محمد السيد إسماعيل ، مثنيا على أسلوب الرواية واستخدام الكاتب للغة المجازية التى تقترب كثيرا من اللغة الشعرية.
مؤكدا ان الكاتب محمد بركة قد قدم تيمة الأنا والآخر عبر روايته " أشباح بروكسل" بطريقة تختلف عن رواية "عصفور من الشرق" لتوفيق الحكيم و "موسم الهجرة للشمال" للطيب صالح.
مضيفا أن الكاتب استخدم بمهارة تقنية الحكي المستوحى من ألف ليلة وليلة، بأسلوب يحفل بالتشويق.
بينما قال الشاعر والناقد عيد عبدالحليم ، إن رواية "أشباح بروكسل" تجبرنا على أن نتساءل أين نحن من تحولات العالم من حولنا ومازلنا نستخدم اسلحة قديمة في مواجهة مشاكلنا.
مضيفا أن الرواية تزخر بالكثير من الاضاءات ، خاصة على مستوى الشخصيات، فشخصية كارلا تلقائية ومنفتحة تشبه شخصية سوزان في رواية " الأيام" طه حسين، مستدركا : لكن
تبقى الشخصيات التي تحمل الانسانية والتنوير قليلة.
مؤكدا أن الرواية تضعنا في المواجهة مع ظاهرة الارهاب وخاصة ذلك الذي يستخدم من الدين مبررا.
وعن اللغة ، فيقول " عيد" إن لغة السرد تحمل الكثير من ملامح اللغة الشعرية ، كما ان الكاتب يستخدم المجاز بأشكال متعددة بتخليق صورة دينامية متلاحقة خيالية.
مردفا أن الرواية قد أعادته لنوع مختلف ومميز من الروايات.
" مستوى الرواية في البساطة والسلاسة مذهل"...هكذا استهل الروائي د.محمد ابراهيم حديثه ، مؤكدا أن بساطتها دفعته للانتهاء منها في بضع ساعات فحسب. ليكتشف انها رواية سيرة ذاتية لانها مكتوبة بضمير المتكلم وظروف البطل تتماهي مع الكاتب وظروفه.
مضيفا ان الكاتب يستخدم المشهيات فعندما نتساءل عن سبب انفصاله عن زوجته فلا نجد.
فيما اكد انها ايضا يمكن ادراجها تحت ادب الرحلات فكل احداثها دارت خارج البلد وبها توصيف جيد للاماكن وجغرافيا المكان.
وعن استخدام الكاتب للوصف، يؤكد " ابراهيم" أن الكاتب برع في وصفه لهيئة الشخصيات، ورسم صورة واضحة لهم، فهيئة لارا السحاقية وملابسها الذكورية وعدم وضعها للزينة ، كلها دلالات على سحاقيتها..وهو
ما وصفا موجزا ودقيقا.
وأضاف " ابراهيم" ان " أشباح بروكسل" هي رواية معلوماتية جدا، فهي تقدم وجبة دسمة من المعلومات عن المجتمع البلجيكي و طريقة الحياة هناك والسكن والدولة وهوياتها والصراعات الداخلية بها.
كما يرصد الكاتب العالم المتسامح مع الاخرين بهوياتهم المختلفة، فيما يرصد ايضا هذا العالم حين يكشر عن انيابه حين يهدده الارهاب.
الرواية هي تفاعل بين الحضارات؛ فالراوي متسامح تجاه هذه الثقافة ولم يعلق أو يرفض علاقة المرأة بالرجل وتحديدها وسيطرتها على تلك العلاقة فهو بالعكس مفتون بتلك الحضارة، وهو هنا ما يؤكد أن الراوي نموذج للمثقف.
وعن الاسلوب، يرى د.محمد ابراهيم ، أن الكتابة مشهدية، فأنت تقرأ وكأنك ترى.
وعن السرد ، فيصفه بالهاديء.
مختتما أن الكاتب متسامح مع الحياة ويؤكد اننا نحيا في عالم ثالث مختلف ويتمنى بداخله ان نصير يوما مجتمعا وعالما راقيا كالغرب.
يذكر أن رواية "أشباح بروكسل" صدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب 2019، وشاركت بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في يوبيله الذهبي.
وتتناول الرواية حياة الجاليات العربية في أوروبا ، وتحديدا في العاصمة البلجيكية بروكسل ، من خلال مراسل صحفي مصري يصطدم بواقع مختلف عن تلك الصورة الوردية التي نرسمها جميعا للحياة في أوروبا حيث التطرف الإسلامي يعبر الحدود و العرب يتفننون في خداع السلطات المسئولة.
يعمل محمد بركة كاتبا صحفيا بالأهرام، من مواليد مدينة دمياط عام 1972، له سبعة إصدارات أخرى تتنوع بين المجموعة القصصية والرواية، وهي كالآتي:
"كوميديا الانسجام" مجموعة قصصية 1999.
"3 مخبرين وعاشق" مجموعة قصصية 2001.
"الفضيحة الإيطالية" رواية 2005.
"عشيقات الطفولة" رواية 2013.
"ماريا" رواية 2017.
"عشيقة جدي" مجموعة قصصية 2017.
"الزائر" رواية 2016.