وصفت صحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية انخفاض الأسهم في البورصة المصرية وفقدها اليوم ل11,3 مليار جنيه بعد ارتفاع أسهمها والمكاسب التي جنتها عقب اعلان "محمد مرسي" رئيسا للجمهورية بأنه انتهاء لشهر عسل الاقتصاد المصري. وقالت الصحيفة إن البورصة المصرية هوت مرة أخرى بعد إعلان "مرسي" أمس عودة البرلمان الذي تم حله من قبل المحكمة الدستورية العليا، والذي أدخله في معركة شرسة مع المجلس العسكري. وتابعت الصحيفة قائلة:"إن الأسهم المصرية، شهدت هبوطا هائلا، ووصلت نسبة الانخفاض إلى 4,5% اليوم الإثنين، مما أدى إلى ضياع ما يقرب من ثُلث المكاسب التي تحققت منذ 24 يونيو عندما تم إعلان "مرسي" أول رئيس منتخب ديمقراطيا للبلاد. وهبط المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية "إيجي اكس 30" بنسبة 4,15% ليصل إلى 4698.52 نقطة، فيما خسر مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة "إيجي اكس70" نحو 3.96% من قيمته لينهي التعاملات عند مستوى 418,58 نقطة. وأضافت الصحيفة البريطانية أن استمرار الصراع على السلطة بين الإسلاميين والجيش لم يكن مفاجئا، ولكن المستثمرين أخذوا بعين الحذر سرعة تحركات الإخوان المسلمين من أجل الاستفادة من فوز "مرسي". ومن ناحية اخري، قالت الصحيفة إن التأخر في اتخاذ القرارات اللازمة لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد المصري، بما في ذلك الشروع في مفاوضات قرض الانقاذ مع صندوق النقد الدولي، أدي إلى انخفاض قيمة الجنيه المصري إلا أن تدخلات البنك المركزي ساعدت على الحفاظ على قيمته. من وجهة نظر المستثمرين، أصبح هاما جدا أن تصل الحكومة المصرية إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي على القرض، أو أن يكون قادرا على تأمين تمويل خارجي من أي مكان آخر، وعلى هذه الخلفية يتابع المستثمرون عن كثب زيارة الدكتور "مرسي" للمملكة العربية السعودية يوم الاربعاء، في انتظار نتيجة هذه الزيارة وتأثيرها في الوصول إلى مساعدات إضافية من المملكة الغنية بالنفط. وجدير بالذكر أن الواردات المصرية شهدت ارتفاعا كبيرا أسرع بكثير من الصادرات خلال الربع الاول من هذا العام، وادى ذلك لوجود عجز في الميزان التجاري السنوي وصل إلى ما يقرب 3٪ من الناتج المحلي الإجمالي مقارنة ب2٪ في نفس الفترة من عام 2011. واختتمت الصحيفة قائلة: "إن احتياطى النقد الأجنبى الآن أصبح وضعه حرجا للغاية حيث أنه بالكاد ما يغطي واردات ثلاثة أشهر، وكشف البنك المركزي المصري أن احتياطيات النقد الأجنبي بلغت 5,15 مليار دولار في نهاية يونيو، مؤكدة أن مصر في حاجة لسرعة الخروج من هذه الأزمة ولا يمكن تحقيق ذلك إلا إذا تمت التسوية بين الجنرالات والإسلاميين.