كما العديد من المهن التقليدية الأخرى تواجه مهنة صناعة الحصير من القصب في تركيا خطر الاندثار. التقينا بالسيدة نجية توركان آخر من تبقى من صانعي الحصير التقليدي في منطقة سماف بولاية كوتاهيا التي تحدثت عن اندثار هذه المهنة مع انتشار الحصير البلاستيكي. وبدأت نجية صناعة الحصير منذ أن كانت في العاشرة واستمرت في هذه المهنة لأكثر من 50 عاما. تتذكر نجية الأيام الذهبية لصناعة الحصير التي كانت تعتبر فنا تشتهر به سماف، وكان حصيرها يباع في أسواق الولايات التركية المختلفة. مع السنوات قل الطلب على الحصير التقليدي بسبب انتشار الحصير البلاستيكي كما أصبحت الحرفة أكثر صعوبة مع جفاف بحيرة سماف وبالتالي اختفاء مصدر من مصادر القصب اللازم لصنع الحصير. تقوم نجية الآن بصناعة الحصير للسياح وتقوم كذلك بصنع مصليات من الحصير، ولكن هذا أيضا سينتهي قريبا كما تقول، فمن ناحية لا تتوفر المادة الخام لصناعة الحصير بسهولة ومن ناحية أخرى لا يوجد من يرغب في تعلم هذه المهنة من الأجيال الجديدة. اتخذت نجية قرارا بترك المهنة بعد أن تنتهي كمية القصب المتوافرة لديها بعد خمس أو ست سنوات. وهي تشعر بالحزن لفراق هذه المهنة التي كفلت لها عيشها و مكنتها من تربية أبناءها وأحفادها ولكن ما من خيار آخر أمامها.