"مقدس أشرف" فتاة باكستانية زوجّها والدها، وهي في عمر الستة عشرة من رجل صيني جاء إلى باكستان يبحث له عن عروس. لم يمر سوى خمسة أشهر فقط، حتى عادت العروس القاصر إلى بلدها مرة أخرى حاملا، لتخبر عائلتها أنها تريد الطلاق من هذا الزوج "السيء". في تحقيق أجرته وكالة "أسشيوتيد برس" الأمريكية، كشفت أن هناك عددا كبيرا من العائلات الباكستانية "تبيع" بناتها إلى رجال صينين مقابل الزواج منهم، عن طريق سماسرة، ومساعدة من رجال الدين المسيحي. وأوضحت الوكالة الأمريكية "أن هناك سوقا للعرائس في باكستان، يديره عدد كبير من السماسرة بمساعدة من رجال دين مسيحيون، يستهدفون العائلات الفقيرة، ويغرونها بالمال للحصول على بناتهن وتزويجهن للرجال الصينيين الباحثين عن عرائس". لكن بمجرد أن تتزوج الفتاة ويتم تهريبها إلى الصين تكتشف غالبيتهن أن الزوج "الشاري"، مجرد رجل فقير، حيث يتم عزلهن في مناطق ريفية نائية، ولا تعد أي منهم قادرة على التواصل، أو التعبير عن أبسط رغباتها كشرب الماء، وذلك بسبب اختلاف اللغة. في تصريحات خاصة لأسوشيتيد برس، اتهم "إعجاز علم أوغسطين"، وزير حقوق الإنسان والأقليات في مقاطعة البنجاب الباكستانية، الحكومة الصينية وسفارتها في باكستان بالتغاضي عن هذه المشكلة، مؤكدا استصدارهم للتأشيرات بسهولة أو تعقيد". من جانبها، نفت وزارة الخارجية الصينية هذه الاتهامات، قائلة، "إن بكين لا تتسامح أبدا مع هذه الطريقة في الزواج وتعتبرها غير قانونية". عرض وطلب: وناشدت منظمة حقوق الإنسان في كل من الصينوباكستان، السلطات بضرورة اتخاذ اجراءات فورية لإنهاء تهريب العرائس، ما اعتبرته "عبودية جنسية" لهن. واعتقلت وكالة التحقيقات الفيدرالية الباكستانية، أمس الاثنين، 8 مواطنين صينيين وأربعة باكستانيين، أثناء استكمال إجراءات الزواج". تعتمد الصين سياسة "الطفل الواحد" لكل عائلة، وهو ما تسبب في حدوث خلل وعدم توازن بين الجنسين في البلاد لصالح الذكور. أمام هذه الأزمة، اعتمد رجال الصين على الزواج من فتيات فيتنام، ولاوس، وكوريا الشمالية أيضا، وخلال العام الماضي، ازداد عدد فتيات باكستان المتزوجات من الصين، من خلال سياسة "العرض والطلب". أحد النشطاء المسيحيين، وصحفي ويدعى سليم إقبال، قال في تصريحات للوكالة الأمريكية، إنه منذ أكتوبر الماضي فقط تزوجت ما بين 750 و1000 فتاة باكستانية من رجال صينيين". ويرى الأهالي في باكستان أن البنات يمثلن عبئا أكبر عليهم مقارنة بالأولاد الذكور، حيث تتكفل الأسرة بدفع المهر للبنت، وكذلك تكاليف حفل الزفاف أثناء الزواج، وغالبا يسيء الزوج إلى زوجته في حال لم يكن المهر غير مناسب. أما في حال العريس الصيني، فهو الذي يتكفل بكل شيء، إذ يقدم المهر، ويدفع تكاليف الزفاف كاملة. مسألة شرف: "وعدنا بدفع 5000 دولار، لكنني لم أر شيئا حتى الآن".. هكذا أوضحت نسرين والدة العروس الباكستانية مقدس أشرف إلى وكالة الأنباء الأمريكية، إسوشيتد برس. وأضافت نسرين، "اعتقدنا في البداية أننا سنوفر لنا ولابنتنا حياة أفضل". يؤكد الصحفي الباكستاني، أن متوسط المبلغ الذي يتم دفعه إلى العائلة والبائع الوسيط والقساوسة، يتراوح ما بين 3500 إلى 5000 دولار. كما يوضح أوغسطين، وزير حقوق الإنسان، أن العشرات من القساوسة المسحيين، يتلقون أجورا من أجل البحث عن عرائس للرجال الصينين". تقول مقدس أشرف، أن زوجها كذب عليهم، وأكد أنه يملك ثروة ماطية طائلة، لكن بعد سفرها معه إلى الصين في أوائل ديسمبر الماضي، وجدت نفسها تعيش في منزل صغير، مكون من "غرفة واحدة للمعيشة وغرفة نوم". وتوضح أشرف لأسوشيتد برس، أن زوجها لم يكن يسمح لها بالخروج من المنزل، وعندما طلبت منه ليلة عيد الميلاد أن تذهب إلى الكنيسة، صفعها وكسر هاتفها". تحكي سيمبال، فتاة باكستانية، أن عائلتها زوجتها عندما كانت تبلغ من العمر 18 عاما، قائلة، "جلست في غرفة كبيرة، لاختيار العريس، بعدما دخل تقدم إليّ 3 رجال صينيين، وطلب والدي أن اختار واحد فقط". وتوضح العروس الباكستانية، أنها عندما أخبرت والدها بعدم رغبتها في الزواج، قال لها "إنها مسألة شرف لنا". لكن سيمبال هربت مع اختها التي أراد والدها تزويجها بنفس الطريقة إلى أحد اللاجئين.