يبدو أن الولاياتالمتحدةالأمريكية قررت الدخول على خط الأزمة المندلعة حاليا، بشأن نوايا وخطط تركيا لبدء عمليات التنقيب البحرية قبالة جزيرة قبرص في البحر المتوسط. قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في الإيفاد الصحفي اليومي، إن الولاياتالمتحدة تشعر بقلق عميق من خطط تركيا المعلنة، لبدء عمليات التنقيب البحرية في منطقة تطالب بها قبرص، باعتبارها منطقتها الاقتصادية الخالصة. ونقلت وسائل إعلام تركية عن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، قوله إن سفينة تركية بدأت التنقيب في المناطق التي أصدرت سلطات شمال قبرص تصريحا لها، وهي خطوة من المحتمل أن تثير التوترات مع قبرص واليونان. وتتنازع تركيا والحكومة القبرصية المعترف بها دوليا على الحقوق الخاصة بالتنقيب البحري عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط، وهي منطقة يُعتقد أنها غنية بالغاز الطبيعي. وقالت مورجان أورتاغوس، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "الولاياتالمتحدة تشعر بقلق عميق إزاء نوايا تركيا المعلنة لبدء عمليات الحفر البحرية في منطقة تطالب بها جمهورية قبرص، باعتبارها منطقتها الاقتصادية الخالصة". وقال البيان: "هذه الخطوة استفزازية للغاية وتزيد من التوترات في المنطقة، ونحث السلطات التركية على وقف هذه العمليات، وتشجيع جميع الأطراف على التحلي بضبط النفس". وأي تصعيد بين تركياوالولاياتالمتحدة قد يزيد من توتر العلاقات القائم بالفعل بين البلدين على عدة أصعدة، بما في ذلك الدفاع الصاروخي والعمليات العسكرية في سوريا. وكان جاويش أوغلو قال في فبراير إن تركيا ستبدأ قريبا عمليات التنقيب عن النفط والغاز بالقرب من قبرص، ونقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية عنه قوله، يوم السبت، خلال رحلة إلى شمال قبرص إن عمليات الحفر بدأت. دشنت تركيا سفينة الحفر الأولى لها وتدعى "فاتح"، في أكتوبر، قبالة ساحل إقليم أنطاليا بجنوب البلاد، وقالت إن سفينة ثانية اشترتها ستعمل في البحر الأسود، لكن تم توجيهها إلى منطقة قبرص. وتقول جمهورية شمال قبرص التركية إن أي ثروة بحرية تعود ملكيتها لها أيضا، بوصفها شريكة في تأسيس جمهورية قبرص عام 1960، وجزيرة قبرص مقسمة منذ 1974 إثر غزو تركي أوقد شرارته انقلاب عسكري وجيز بإيعاز من اليونان، وسبق أن أخفقت مساع عديدة لإحلال السلام، بينما أدت الثروة البحرية إلى تعقيد مفاوضات السلام حتى مع قول القبارصة اليونانيين إن ذلك الأمر ليس مطروحا للنقاش. وكانت وزارة الخارجية المصرية، أصدرت بيانا، قالت فيه إن مصر تتابع باهتمام وقلق التطورات الجارية حول ما أُعلن بشأن نوايا تركيا البدء في أنشطة حفر في منطقة بحرية تقع غرب جمهورية قبرص. وحذر البيان الصادر عن وزارة الخارجية، من انعكاس أية إجراءات أحادية على الأمن والاستقرار في منطقة شرق المتوسط، مؤكدا ضرورة التزام أي تصرفات لدول المنطقة بقواعد القانون الدولي وأحكامه. وفيما أبدت اليونان اعتراضها على خطط تركية لبناء قاعدة بحرية شمال قبرص نهاية العام الماضي، أكد وزير الخارجية التركي أنّ بلاده يمكن أن تبدأ بأنشطة التنقيب عن الهيدروكربون (النفط والغاز) شرق البحر المتوسط في وقت قريب. وكان نيكوس أناستاسياديس، رئيس قبرص، المُعترف بها دوليا والعضو في الاتحاد الأوروبي، أشاد في مارس بالإدانة "غير المسبوقة" من جانب الاتحاد الأوروبي لتركيا إثر منعها السلطات القبرصية من التنقيب عن النفط والغاز في مياه المتوسط. وجاء ذلك بعد أن أوقفت سفن حربية تركية سفينة حفر إيطالية قبالة سواحل قبرص، ومنعتها لأسابيع من التنقيب عن الغاز في المياه الاقتصادية الحصرية للجزيرة المتوسطية. وانقسمت قبرص بين سكانها من القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك منذ أن شطر غزو تركي البلاد عام 1974، والجزء الشمالي دولة منشقة لا تعترف بها سوى تركيا، وتخضع باقي قبرص لإدارة حكومة قبرصية يونانية، وهي عضو في الاتحاد الأوروبي وتطالب بالسيادة على الجزيرة بأكملها.