ظهر أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش، أول أمس الاثنين، بعد خمس سنوات من الغياب منذ أول ظهور له في 2015، حيث جلس البغدادي في الفيديو داخل مكان مغلق، ووضع إلى جانبه السلاح، موجهًا حديثه إلى عدد من أعضاء التنظيم، وكأنه يلقي عليهم خطبة حماسية جديدة، بعدما تلقوا الهزائم في معاقلهم بسوريا والعراق. وتوعد زعيم الجماعة بشن هجمات جديدة في العديد من دول العالم، ومؤكدًا أن الجهاد لازال مستمرًا. قال الباحث في الحركات الإسلامية عمرو فاروق، إن "تنظيم داعش الإرهابي يخطط للسير وفق آليات واستراتيجيات جديدة بدأها من سريلانكا بالتزامن مع تفجيرات متعددة نفذها تنظيم القاعدة". وأوضح فاروق، أن "التنظيم سيتجه إلى العمل داخل الغرف المغلقة وفق إدارة مركزية متحركة، متمركزة في آسيا وأوروبا، بهدف تقوية وإدارة الولايات والفروغ وزيادة الرقعة الجغرافية السياسية للتنظيم وخاصة في أفريقيا". وتابع الباحث في الحركات الإسلامية، "هذه الغرف سوف تدير ما يعرف بخلايا التماسيح، وهي الخلايا التي تدين بالولاء فكريًّا وليس تنظيميًا، مثلما حدث مع جماعة التوحيد الوطنية في سريلانكا، متوقعًا تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية في أوروبا خلال الفترة المقبلة". قبل أيام، تلفت أجهزة المخابرات البريطانية، معلومات جديدة، تفيد بسعي تنظيم داعش الإرهابي، لتنفيذ العديد من التفجيرات في بريطانيا وأوروبا، عبر "خلايا التماسيح" التابعة للجماعة. رسائل متعددة وحول دلالات ظهور الفيديو الجديد لزعيم تنظيم داعش الإرهابي، قال الباحث في الحركات الإسلامية "إن الغرفة المغلقة التي ظهر فيها البغدادي، تشير إلى أن تفجيرات الجماعة، تستهدف المدنيين وليست مؤسسات الدولة، وهذا على عكس طريقة أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة الذي عمد إلى الظهور في المناطق الجبلية". وأوضح "أن الإعلان عن ولاية أفريقيا في الفيديو، بمثابة رسالة إلى استعداده لدخول مواجهة مع تنظيم القاعدة داخل أفريقيا في الجهة الغربية والصومال والكونغو، كما أن البغدادي أراد التأكيد على أنه أصبح الزعيم لأغلب التيارات الجهادية في الوقت الحالي". عقب انتهاء كلام زعيم التنظيم في الفيديو المنشور، اقترب أحد أعضاء إلى البغدادي، يسلمه عدة ملفات، تحمل كل منها اسم دولة محددة مسبوقة بكلمة "الولاية"، في إشارة واضحة على استمرار عمل أعضاء التنظيم لتنفيذ مخططاته. إلا أن عمرو فاروق، يرى أن الملف الخاص الذي ظهر في الفيديو عن ولاية تركيا، هو مجرد تكتيك إعلامي و "تشتيت انتباه"، عن دعم أردوغان لهذه الجماعة وأتباعها. وأشار إلى أن تركيا لم تشهد أية تفجيرات إرهابية خلال السنوات الخمس الماضية، كما تعاونت أنقرة مع داعش منذ تكوين الجماعة للسيطرة على البترول والنفط والذهب السوري والعراقي، فضلًا عن استخدام التنظيم في حربها ضد الأكراد". واختتم فاروق حديثه ل"الوفد، قائلًا، "لا أستبعد أن تستخدم إيران داعش لصالحها خلال الفترة المقبلة، سواء لمهاجمة الإسلام السنة، أو الولاياتالمتحدةالأمريكية، متوقعًا قيام حرب بالوكالة لصالح طهران التي ربما تحتضن البغدادي كما فعلت مع زعيم تنظيم القاعدة من قبل أسامة بن لادن".