أعرب الأزهر الشريف عن تقديره للدور الذي تلعبه تركيا لحل أزمة سوريا والوقوف إلى جانب شعبها في "محنته ونضاله من أجل الحرية". جاء ذلك خلال استقبال شيخ الأزهر أحمد الطيب لوزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو والوفد المرافق له اليوم على هامش زيارته التي يقوم بها حاليا لمصر. وقال شيخ الأزهر إن "الوضع في سوريا كارثي، والأزهر يدين هذه المجازر البشعة ضد الإنسانية التي يرتكبها النظام السوري ضد الشعب الأعزل"، ووجّه في الوقت نفسه "الشكر إلى الحكومة والشعب التركي على وقوفهم مع الشعب السوري في محنته". وعبّر الطيب عن تقدير الأزهر للدور الذي تقوم به تركيا في ترميم العديد من المساجد التاريخية المصرية مثل الجامع الأزهر، ومسجد الإمام الشافعي، ومسجد الإمام الحسين، والسيدة زينب، وقبر النبي دانيال بالإسكندرية. وشدد على أهمية تعميق أواصر التعاون بين الأزهر الشريف، والمدارس، والكليات الدينية بتركيا سواء على مستوى المناهج، أو تبادل الزيارات بين المدرسين. من جانبه، أعرب وزير الخارجية التركي عن تقديره لدور الأزهر ومكانته العالمية، مؤكدًا أن الأزهر "رمز الوسطية والاعتدال والسماحة في العالم أجمع". وأكد داود أوغلو على دور الأزهر في الحفاظ على سلمية الثورة المصرية بعد نجاحه في "جمع كافة التيارات السياسية والحزبية على كلمة سواء في رحابه، في فترة حرجة من تاريخ مصر الحديث". وشدد على أن "مصر محظوظة أن حباها الله بالأزهر الشريف على ترابها". وفي وقت سابق من اليوم، التقى داود أوغلو مرشحي الرئاسة السابقين عمرو موسى وحمدين صباحي بمنزل السفير التركي، بحسب مصادر مقربة منهما. وفي لقائه مع عمرو موسى، أكد أوغلو أن تركيا تهتم بتقوية علاقتها بمصر، مشيرًا إلى أن الرئيس التركي عبدالله غول زار مصر 5 مرات، وتناول اللقاء التجربة الديمقراطية في تركيا. وفي لقائه مع حمدين صباحي، أكد وزير الخارجية التركي على عمق العلاقة التاريخية مع مصر وشعبها، معتبرًا أن تاريخهم كان مشتركًا لفترات طويلة، "مما يؤهلهم لبناء علاقات مستقبلية متكاملة ونشيطة لمصلحة شعبيهما"، بحسب بيان صادر عن المرشح السابق في الانتخابات المصرية. وقدم أوغلو خلال اللقاء التهنئة لمصر وشعبها على نجاح أول تجربة انتخابات رئاسية حقيقية. كما هنأ صباحى على نجاح تجربته الانتخابية قائلا: "بشكل شخصي أهنئك على تفوقك والنتيجة المذهلة التي حققتها"، مرجعا ذلك إلى أسلوبه في التواصل مع الجماهير، مشيرًا في الوقت ذاته إلى إعجابه بشعار (واحد مننا) الذي رفعه المرشح السابق الذي جاء في المركز الثالث في الانتخابات المصرية. من جانبه، أشار صباحى إلى أن العلاقات المصرية الخارجية يجب أن تكون قائمة على الدائرة العربية والدائرة الإسلامية والدائرة الأفريقية. وأهدى وزير الخارجية التركي صباحي كتابه "العمق الاستراتيجي"، وأبدى صباحي إعجابه به، كما دعا صباحى بدوره داود أوغلو لقراءة كتاب "شخصية مصر" للكاتب جمال حمدان.