تعليقا على إسقاط سوريا طائرة استطلاع تركية، رأت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن الصراع في سوريا بدأ في التوسع بشكل مخيف، وأصبح يدل على أن الأمن الإقليمى أصبح على حد السكين. وأشارت الصحيفة إلى أن مثل هذا الحادث عمل على تطور الأوضاع بين بلدين تربطهما علاقات ليست بالوطيدة منذ فترة طويلة، فاستنكرت تركيا هذا الحادث وقامت بتصعيده على وجه عالمي وعرضته على حلف شمال الأطلسي التي تُعد أحد أعضائه، وباتت تهدد برد عسكري ضد أي قوات سورية تقترب من الحدود الطويلة بين البلدين، وقامت بمراجعة قواعدها العسكرية لمحاولة الاشتباك. وأضافت الصحيفة أن هذا تطور ينذر بالخطر، فمنذ بداية الانتفاضة ضد الرئيس السوري "بشار الأسد"، كان هناك قلق من أن العنف قد يثير صراعا أوسع نطاقا في المنطقة، فالعلاقات بين تركيا وسوريا متوترة منذ فترة طويلة، مع المنازعات المتكررة عبر الحدود، المياه، ودعم دمشق لمتمردين أكراد، ومؤخرا تدفق اللاجئين السوريين. وطالبت أنقرة التحالف الآن بموجب المادة 4 من معاهدة حلف شمال الأطلسي التي تسمح لأي دولة من الدول الأعضاء للمطالبة باجتماع حلف شمال الاطلسي في حال شعورها بتهديد سلامتها الإقليمية واستقلالها السياسي أو الأمني. ولفتت الصحيفة إلى أن هذه تُعد المرة الثانية في تاريخ حلف شمال الأطلسي أن تقوم إحدى الدول الأعضاء بالاستناد إلى المادة (4)، وفي استجابة للدعوة، أدان حلف الناتو الهجوم السوري "بأشد العبارات" وقال إن الحلف المكون من 28 عضوا سيقف جنبا إلى جنب مع تركيا وفقا لروح التضامن القوي، مؤكدة أن الحادث يُعد مثالا آخر على عدم اكتراث السلطات السورية للمعايير الدولية. ورأت الصحيفة البريطانية أن إحالة القضية إلى حلف شمال الأطلسي يُعد "سيف ذو حدين" بالنسبة لتركيا، حيث أنه ساعدها على استجماع قوة من التحالف، لكنه يرتبط أيضا بأنه على أنقرة اتخاذ المشورة من أعضاء حلف شمال الأطلسي، الذي يعترض البعض منهم على التدخل العسكري في سوريا.