ذكرت صحيفة " واشنطن بوست " الأمريكية اليوم "السبت"، أن تركيا تعهدت بإتخاذ خطوات ضرورية وذلك عقب إسقاط المقاتلة التركية أمس الجمعة على يد القوات السورية قرب الحدود السورية، مما أدى الى تصاعد التوترات في المنطقة المشحونة بالاضطراب . وأشارت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني - على البيان المقتضب الذي صدر عقب اجتماع الأمن الطارىء والذي حضره رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والذي قال فيه "ان المقاتلة التركية -اف 4- سقطت على يد القوات السورية ، وأن تركيا ستحدد موقفها النهائي عندما يتم الكشف عن الأدلة كاملة وسوف تتخذ الحكومة التركية الخطوات اللازمة بعد ذلك ". وقالت الصحيفة، إن مصير الطيارين -اللذين كانا على متن الطائرة - غير معروف ، وانضمت سفن سورية في عملية البحث عن الطائرة في شرق البحر المتوسط ، حيث يعتقد أن الطائرة سقطت في تلك المنطقة، وكان الجيش التركي قد أعلن في وقت سابق أنه فقد الاتصال مع المقاتلة الحربية والتي كانت تحلق فوق اقليم هاتاي بجنوب تركيا . وأردفت الصحيفة أنه بعد أن تأكدت تركيا -العضو في منظمه حلف شمال الاطلسي "الناتو" - من عملية إطلاق النار على طائرتها الحربية ، أصدر المتحدث باسم الجيش السوري بيان أعلن فيه بأنه تم اسقاط الطائرة في الساعة 40 :11 صباحا وذلك بعد تحليقها على ارتفاع منخفض بالقرب من سوريا . وذكر البيان السوري، أن هدف جوى مجهول انتهك المجال الجوي السوري قادما من الغرب على ارتفاع منخفض جدا وبسرعة عالية فوق المياه الإقليمية السورية ، وبالتالي فإن نظام الدفاعات المضاد للطائرات تصدى مع المدفعية المضادة للطائرات لهذا الهدف. وأشار البيان الى أن المقاتلة التركية كانت تحلق على بعد أقل من ميل واحد عن المياه الإقليمية السورية عندما تم التعرض اليها وسقطت على بعد ستة أميال في المياه الاقليمية السورية. ورأت صحيفة " واشنطن بوست" ، أن الحادث أكد على تصاعد التوتر بالمنطقة في ظل دخول الثورة السورية في نزاع المسلح حيث يخشى الكثير من أن يمتد هذا النزاع الى خارج حدودها، مما قد يهدد وضع الدول المجاورة لها وربما يدفع ذلك الى إجراء تدخل عسكري دولي . وأوضحت الصحيفة ، أن ما يزيد من حدة التوتر أيضا هو أن تركيا تلعب دورا رئيسيا في أمداد المعارضة السورية بالأسلحة الحديثة وذلك بتمويل من المملكة العربية السعودية وقطر وتسهيلات من جانب الولاياتالمتحدة . وأضافت الصحيفة ، أن ما يزيد عن 30 ألف لاجىء سوري قد اتجهوا الى جنوب تركيا خلال العام الماضي ، وأن أحد مخيمات اللاجئين تضم قادة الجيش السوري الحر -المعارض لنظام الأسد - . واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إنها ليست المرة الأولى التي تتوتر فيها العلاقات بين أنقرة ودمشق منذ بدء الانتفاضة السورية ضد حكم الرئيس بشار الأسد والتي اندلعت منذ 15 شهرا، حيث شهدت العلاقات توترا كبيرا عندما أطلقت القوات السورية النار عبر الحدود ضد مخيم للاجئين السوريين في أبريل الماضي ، وهددت تركيا باللجوء الى بند الدفاع المشترك في ميثاق منظمة حلف شمال الأطلسي .