عند الحديث عن موسيقى الروك أند رول أو ميتال فنحن نتحدث عن تاريخ عريق من الألحان والكلمات القوية، تاريخ عريق من الفرق التي ساهمت في قولبة ذوقنا الموسيقي منذ السبعينيات والثمانينيات إلى يومنا هذا. ونبرز في السطور التالية عددًا من أبرز الحقائق عن موسيقي الميتال و التي تعرضت لظلم الجميع و خاصة ممن لا يحبون الموسيقى الصاخبة: أولاٌ: جاءت موسيقي الميتال من خلال عدة تطورات في موسيقي الروك، و خاصة بعد أن تطور النجم العالمي إلفيس بريسلي، ثم تبعه نجم الروك الراحل جيمي هندريكس، الذي لم يبالي بقوة الصوت عندها واجه الكثير من الرفض إلى أن أصبحت موسيقى الروك والميتال ترتبط بهذا الصوت المميز والمعروف، و قال أحد النقاد عن موسيقى هندريكس أن موسيقاه ثقيلة كأنه يمطر جمهوره بوابل من المعدن الثقيل، ثم جاء اسم "الميتال"، علي يد أول باند " ستبنولف"، و الذي كان شبيه جداٌ لأغاني فريق أيه سي/دي سي الذي ظهر لاحقاً في السبعينات، و جاءت تلك التسمية حينما استخدموا فقرة كتبها المغني مارس بونفاير " Heavy Metal Thunder"، في منتصف عام 1968. لكن البداية الحقيقية لموسيقى الميتال جاءت على يد الفريق البريطاني "بلاك ساباث" الذي تأسس في مدينة برمنجهام البريطانية و انتمى أغلب سكان تلك المدينة للطبقات العاملة نظرا لكثرة المصانع بها آنذاك، و قد تعرض عازف الفريق توني أيومي لحادثة تسببت في بتر أطراف أصابعه اليمنى أثناء عمله بأحد المصانع و قام بتركيب أطراف صناعية ليتمكن من العزف على الجيتار، فكان يصدر نوتات ثقيلة بعزفه نتيجة ذلك، تزامن ذلك مع ظهور موضة أفلام الرعب في تلك الفترة، فقرر الفريق تأليف موسيقاهم بتلك الطريقة لتحاكي موسيقاهم الموسيقى التصويرية لأفلام الرعب، و كتابة كلمات تحاكي أجواء الرعب و الخيال العلمي، بالإضافة لكلمات أغاني تعبر عن مشاكل و هموم الطبقة العاملة التي قدموا منها و كذلك كتابة كلمات ذات طابع سياسي و اجتماعي. و اسم الفرقة "بلاك ساباث" مأخوذ من فيلم رعب بنفس الاسم صدر عام1963. و بذلك، أصبح فريق بلاك ساباث أول فريق ميتال. انطلقت بعدها موجة سميت ب"الموجة الجديدة لموسيقىى الهيفي ميتال البريطانية" في أواسط السبعينات و التي طورت أسلوب بلاك ساباث، و أشهر فرقتين ممن أفرزتهم تلك الموجة هما أيرون مايدن، و ساكسون.د، و ما زالا يقدمان العديد من الأعمال و الحفلات حتى الآن. بدأت بعض الفرق في أمريكا برفع صوت الباص، و اتجه بعضهم إلي وضع الكثير من مكبرات الصوت مع زيادة سرعة العزف على آلتي الجيتار و الدرامز متأثرين بأسلوب الموجة الجديدة لموسيقى الهيفي ميتال البريطانية مع سرعة عزف الموجودة لدى فرق موجة البانك روك، و اشتهرت فرقة ميتاليكا القادمة من لوس أنجلوس بهذا الأسلوب في ساحة الميتال، و ظهرت عدة فرق برز منهم ثلاثة فرق تدعى الأولى سلاير، والثانية ميجاديث، و الثالثة أنثراكس، و عرفت الفرق الأربعة جميعها باسم الأربعة الكبار نظراً لما حققوه من نجاح فني و تجاري ساحق، و سمي النمط الذي قدموه باسم الثراش ميتال. كتبت العديد فرق الميتال الكثير من كلمات أغانيها يدعون فيها الشباب لكسر حاجز الخوف و التخلص من القلق و تحدي السلبيات، و مقاومة التنمر و معاداة الحروب و و محاربة التشدد الديني، و مجابهة الفساد السياسي و الدعوة للسلام، كما انتقدت أغاني الميتال سلبيات المجتمع. الهيد بانجز: أشهر حركات الميتال هيدز، و معروفة أيضاٌ بالعامية "البنجرة"، و هي عبارة عن هز الرأس من الأعلي للأسفل بصورة سريعة، و يعود سبب تلك الحركة هو الشعر الطويل المرخيّ الذي يتطاير أثناء القيام بها، كما ترمز هذه الحركة إلى "الموافقة و الاستمتاع" بما تقدمه الفرقة، فبما أن حفلات الميتال لا تعتبر تحديداً حفلات راقصة، جائت هذه الحركة كتعويض عن الرقص و التمايل الموجود في أغلب الأنماط الموسيقية الأخرى، و أول من ابتكر تلك الحركة فرقة "موتورهيد" البريطانية تحديداً مطرب الفريق ليمي كيلمستر. والجدير بالذكر، أن فريق موتورهيد قدم عدة أعمال مع إتحاد مصارعة المحترفين المعروف باسم "الدبليو دبليو اف" في التسعينات حينما رغب الاتحاد في تقديم موسيقى تلائم خشونة و عنفوان رياضة المصارعة، فتعاقدوا مع العديد من فرق الميتال ليقدموا افتتاحيات عروض المصارعة فحصلت موتورهيد على تلك الفرصة، و كان المصارع أولتيمت واريور علي علاقة وطيدة بالفرقة، فعندما يدخل إلى الحلبة كان يمسك في حبل و يهز رأسه "الهيد بانجز" أخذها عن ليمي كيلمستر، و أحبها جمهوره فسرعان ما انتشرت انتشارا كبيراً. قدمت فرقة موتورهيد أشهر أعمالها في عالم مصارعة المحترفين على الإطلاق، ألا و هي أغنية The Game التي استخدمت كأغنية دخول المصارع تريبل إتش. إشارة القرنين و المعروفة باسم "المسم"، و هي إيماءة يد تضم الكثير من المعاني في ثقافات متنوعة، و دائماٌ ما يكون شكلها بمد كل من السبابة و الإصبع الأصغر، و ضم الوسطى و إصبع الخاتم مع الإبهام سوية، فهذة الحركة هوجمت كثيراٌ، فعندما يواجه أحدنا أحداثاً سيئة أو ربما لذكرها فقط, فإن هذه الإشارة حسب الاعتقاد ترد الحظ السيء أو العين الحاسدة و هي كمفهوم شبيهة بالتعبير الشائع الإمساك الخشب أو لمس الحديد في بعض المناطق، و هذه الحركة منتشرة في ثقافات العديد من البلدان كالبرازيل، وكوبا، و إيطاليا، والبرتغال، و إسبانيا، و الأوروغواي، والتي تعبر عن شخص زوجته سيئة أو خائنة. و كانت ايضاٌ تستخدم هذة الحركة في الحضارات القديمة مثل الفينيقيون، الذين كانوا يضعون هذه الإشارة في مقدمة السفن أثناء رحلاتهم التجارية لدفع الحظ السيء و الشر عنهم و إحساساً منهم بالسلام و التوفيق أثناء تأديتهم أعمالهم، و كانت تستخدم هذه الإيماءة أيضاً عندما يرى عربة دفن الموتى على سبيل المثال أو عند مواجهة أي شي يدل على الحظ السيء. و أول من استخدم تلك الحركة في عالم موسيقى الميتال هو المطرب الراحل روني جيمز ديو حينما حل مكان أوزي أوزبورن كمطرب لفريق بلاك ساباث، فأراد أن يجد طريقة يتفاعل بها مع جمهوره دون أن يقلد أوزي أوزبورن، حيث كان الأخير يرفع علامة السلام في الحفلات من أجل التفاعل مع الجمهور، فاستلهم ديو حركة تلك الحركة من جدته الإيطالية لتنتشر بعدها بين معجبي الروك و الميتال. و لا يزال الميتال صامداٌ بالرغم من الأنواع الجديدة للموسيقى التي ابعدت الميتال قليلاٌ عن الساحة مثل الراب، و الموسيقى الإلكترونيك، وأيضا لا تزال بعض فرق الثمانينات تقدم فنها و تصدر ألبومات جديدة إلى الوقت الحالي. أما في العالم العربي، تعد مصر من أقوى ساحات الميتال في العالم العربي على الرغم من معاداة الجهات المتشددة دينيا للميتال، كما أن هناك دول عربية مثل: تونس، و الجزائر، و المغرب، و لبنان و التي تعد من أكثر البلدان حاليا التي يتمتع بها الميتالهيدز بحرية اقامة الحفلات و تنظيم المناسبات، و أصبح في لبنان عدد لا بأس به من الفرق الجديدة تأخذ فقط بعض الوقت لصقل هذة المواهب.