رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن فوز د. محمد مرسي برئاسة مصر كأول رئيس مدني بعد نحو 50 عاما رغم أنه علامة بارزة وعلامة فارقة في الربيع العربي، إلا أنه يعتبر نصر منقوص، وذلك بسبب وجود الكثير من العوائق التي ستقف أمامه أهمها على الإطلاق المجلس العسكري الذي لايزال يسيطر على الكثير من الامور. وتحت عنوان "فاز مرسي ولكن سلطة الجيش باقية"، نشرت الصحيفة مقالا للكاتب "إيان بلاك" جاء فيه في النهاية لم يبق سوى مرشح واحد، رغم أن التوتر والترقب استمر لآخر لحظة، وأن فوز محمد مرسي علامة بارزة في فترة حافلة أعقبت الثورة وعلامة فارقة في الربيع العربي". وقال إن فوز ممثل جماعة الإخوان المسلمين -أقدم حركة إسلامية في العالم- في أول انتخابات حرة ونزيهة في اكبر دول العالم العربي سكانا، سيكون نصرا واسع الصدى في المنطقة المضطربة، ولكنه نصر "معيب ومشروط". ويضيف إن مرسي أول رئيس مدني لمصر منذ إطاحة جمال عبد الناصر ورفاقه من الثوار الأحرار بالملكية، ولكن اكبر مشكلة تواجه مرسي هي أن العسكر ما زالوا موجودين، وهم السلطة الحقيقية خلف العرش". ولكن يرى أن مصر تغيرت كثيرا منذ الإطاحة بمبارك في فبراير من العام الماضي، ويقول إن توقع المصريين أصبح كبيرا وأصبح من المستحيل العودة إلى "المربع الأول"، وإن الاستقطاب السياسي واضح للغاية في مصر، ويظهر جليا في حصول أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد مبارك، على نحو 48 % من الأصوات، حيث واجه الكثير من المصرين في الانتخابات "خيارا بين نقيضين غير مستساغين". ويرى الكاتب إنه رغم أن هذه الانتخابات كانت حرة ونزيهة، إلا أن تزوير النتائج في عهد مبارك استبدل بإستراتيجية أكثر حنكة، حيث يصف مصريون حل البرلمان الذي سيطر عليه الإسلاميون والإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره المجلس العسكري مؤخرا بأنه "انقلاب ناعم" يضع "سلطة غير مسبوقة" في يد المجلس العسكري، ونظرا لذلك فإن "سلطة مرسي محدودة للغاية". ويضيف إن فحوى التفاوض الذي بين الإخوان والمجلس العسكري خلف الكواليس ليس معلوما إلى الآن، ولكن "سيكون من المدهش أن يتخلى أعضاء المجلس العسكري عن امتيازاتهم ومخصصاتهم المالية وسلطة شن الحروب وإدارة السياسة الخارجية والسيطرة على الأمن الداخلي".