ربما يعلن اليوم أو غدا اسم الرئيس الذى سيحكم مصر، وقد يكون الفائز هو د.محمد مرسى أو الفريق أحمد شفيق، والمفترض أن نلتزم بالتهدئة فيما نكتبه هذه الأيام، والمنطقي أن نطالب بعض المواطنين بنزع الكراهية من صدورهم وتقبل نتائج الانتخابات مهما كانت ، وعلينا ان نبارك للرئيس الذي اختارته الأغلبية، والطبيعي أن نوجه هذه الفئات المتصارعة والكارهة لبعضها البعض إلى الالتزام وضبط النفس، والعقل يقول إننا يجب أن نعرفهم أن الديمقراطية تقوم على التعددية والقرار فيها للأغلبية، والحقيقة في الظرف الذى تمر به البلاد حاليا علينا من الواجبات الكثير لكى نمنع صداماً أو صراعاً قد يقع بين القوى المؤيدة لمحمد مرسى والقوى المساندة لأحمد شفيق، لكن والحال على ما نراه فى ميدان التحرير، وعلى ما نسمعه ونشاهده فى الفضائيات من بعض من يسمونهم النخب، فلا تهدئة ولا ضبط نفس ولا التزام بديمقراطية ولا تقبل لصناديق الانتخابات ولا لقرار الأغلبية، ولترفع الأقلام ولنترك للجميع الفرصة كاملة لكى يتقاتلوا إن شاءوا، الميدان تحت أرجلكم وخصومكم على تخومه فلتسفكوا دماء بعضكم البعض، افعلوا ما تريدون بأنفسكم وسنجلس فى بيوتنا نراكم وأنتم تتساقطون ودماؤكم تسيل على الأسفلت، وبعد ان تنتهوا من القتل والإصابة والصراخ، وبعد ان تخرجوا الكراهية التى بداخلكم، سيدخل الميدان عمال النظافة يجمعون بقايا المعركة فى أكياس القمامة وليس فى صفحات التاريخ. وفى الصباح ستكتب الصحف بعض السطور وستنشر بعض الصور لمن قتلوا، ومن أصيبوا، ومن صرخوا، ومن سبوا، ومن هتفوا، ومن خطبوا وحرضوا، وبجوار هذه الأخبار ستنشر تصريحات لبعض قيادات الطرفين يرفضون فيها العنف وإراقة الدماء، ويطالبون بالهدوء والالتزام بالشرعية وبالقانون، وقد تنشر بعض الأخبار التى تشير إلى إلقاء القبض على بعض الذين استخدموا العنف، وبعض الذين حاولوا اقتحام بعض مؤسسات الدولة، وبعض الذين حاولوا إشعال النيران ببعض المنشآت، وقد نرى فى المساء بعض المعتصمين، ونقرأ فى الصباح أنهم أصدروا بيانا هددوا فيه بالعودة إلى الميدان، وسنستمع فى الفضائيات إلي بعض من النخب الموالية للفريقين، والأخرى التى تلعب على الطرفين، يؤولون الوقائع حسب أجندتهم، ويؤكدون على تسمية من قتلوا بالشهداء، وسيتاجرون بدمائهم وبجروح من أصيبوا بالمعركة، ويعلن بعض النخب تضامنهم مع حقوق الشهداء وأنهم سوف يعتصمون بميدان التحرير حتى تصرف الحكومة لأسر الشهداء والمصابين حقوقهم المالية والأدبية، وربما يعلن بعض النخب إقامة دعاوى قضائية ضد المجلس العسكرى يتهمه فيها بالتسبب فى استشهاد بعض الشباب، وتجرى المذيعة أو المذيع مداخلة على الهواء مع أحد القيادات التي ينطوى تحت جناحها الضيوف، ويؤكد عبر المحمول أن جماعة المرشح المنافس هم الذين بدأوا العنف، وأنهم كانوا يحملون أسلحة بيضاء وحمراء، ويطالب النائب العام بإلقاء القبض عليهم، ويعلن القيادي عبر الفضائية أنهم يمتلكون الوثائق والأدلة والأفلام التى تؤكد قيام أنصار مرشح الخصم بسفك دماء أولادهم، وربما يذكر خلال المكالمة أن مرشحهم لن ينسى هؤلاء الشهداء عندما يجلس على كرسى الحكم، وقد يسخن أحد النخب بالأستوديو ويطالب باجتماع عاجل للقوى السياسية المدنية والدينية وإصدار بيان يدينون فيه الأحداث، وينددون بسلبية الحكومة وبطء قراراتها، كما سيطالب آخر الأحزاب والقوى والحركات السياسية بأن تلتف حول مرشح الثورة ضد مرشح الفلول، وقد نستمع في قناة أخرى نفس النخبة يطالبون الشعب المصري بمساندة الثورة، وإجبار المجلس العسكري على إصدار قرارات ديمقراطية ثورية تمكن أحد الفريقين من السيطرة على سلطات الدولة، وقد يتدخل بعضهم ويتهم القضاء بالفساد ويطالب بتطهير القضاء، وقد يتصل أحد القضاة ويعلن تأييده لأحد المرشحين وينتقد بشدة حكم الدستورية، ويصف الحكم بالسياسي والمحكمة بتأويل النصوص، وقد يتلقى البرنامج اتصالا من إحدى السيدات، تصرخ فى المذيعة أو المذيع وفى الضيوف: خربتم البلد ربنا ياخدكم، قولى: أمين... آمين.