ابنى الحبيب خالد سعيد اسمح لى يا خير الرجال وأشرف الأبطال أن أضع خدى على ثرى قبرك الطاهر وأبكى حتى ينبت العشب من دموعى. لن أبكى حزنا عليك يا أعظم وأظهر من أنجبته أرض مصر كنانة الله فى أرضه؛ سأبكى فرحًا بك ولك بعد أن رأينا ورأى العالم معنا أن دمك الطاهر لم يذهب هباء تشرب الرمال، وأن دولة البغى والفلول قد سقطت اليوم مرة ثانية وأخيرة ولن تقوم لها قائمة بفضل تضحيتك العظيمة وتضحية الآلاف من زملائك الأبرار الأطهار. أكاد أرى علي البعد السحيق وجهك الجميل الباسم يطل علينا من جنة الخلد وأنت محوط بزملائك الشهداء الابرار وسط النبيين والصديقين والشهداء، أعترف لك يا أشرف الرجال أننى أشعر بشىء غير قليل من الغيرة منكم وكان حلمى الأسمى أن أكون بينكم أسعد بخدمتكم فى رحاب الحق تبارك وتعالى خدمة الأب الحنون لأبنائه الذين سطروا لأنفسهم ولبلدهم أشرف صفحات الفخار، وأستأذنك يا ولدى الحبيب أن أرفع تحية عاطرة للمرأة العظيمة التى حملتك فى أحشائها تسعة أشهر. وهدهدتك صغيرًا. ورعتك كبيرا إلي أن قدمتك فداء لمصر. أرفع لها التحية وأنا راكع أمامها. وأدعو المولى سبحانه أن يتقبل منها أعظم الهدايا ويعوضها عنك خير العوض. اليوم فقط يا ولدى الحبيب بعد أن أسقط الملايين من زملائك الاطهار شباب الثورة دولة الظلم والاذلال مرة ثانية وأخيرة.. ورد كيد الفلول إلى نحورهم. اليوم فقط أشعر أن دمك ودماء شهدائنا الاطهار قد أدى رسالته ولم يضع هباء وأن الشعب العظيم الذى انبتك وأنبت الملايين من الشباب الطاهر أمثالك قد صحا من سباته وكسر حاجز الخوف إلى الأبد. واسترد شعبك العظيم يا ولدى الحبيب وعيه وإرادته. وكما أسقط فلول النظام العفن فى معركة انتخابات البرلمان فى يناير الماضى. أسقط بقيتهم التي كادت تحارب معركتها الأخيرة أمس. صحا شعبك يا ولدى الحبيب ولم يعد ممكنا حتى لقطاعات من ثورته أن تفرض وصاية عليه أو تحتكر تفكيره وتسوقه فى سمع وطاعة إلى حيث تشاء. أصبح شعبك سيد موقفه ومالك زمام أمره ولم يعد ممكنا أن يرهبه أو يخدعه أحد بعد اليوم. كل هذا كان نتاج التضحية الكبرى التي قدمتها أنت ورفاقك الأطهار إلى كنانة الله فى أرضه، أيها المسجى فى عظمتك وجليل عملك تحية.. وطبت حيا وميتh يا أشرف من سار يومًا علي ثرى مصر الحبيبة. ------ نائب رئيس حزب الوفد