فى لحظة سيطرت فيها شهوته على عقله وحولته إلى حيوان مفترس يود الفتك بكل من يقترب منه، حتى طالت ناره فتاة صغيرة، كان ذنبها أنها وثقت به وأرادت مساعدته وبدلا من توجيه التحية لها، طعنها بنار الغدر وحاول اغتصابها، لكن صرخاتها أوقفته دون الوصول لمراده، فوجد نفسه فى ورطة عليه التخلص منها خوفًا من الفتك به بعد انكشاف أمره فقتلها بدم بارد.. أزهق روحها دون ذنب. كعادتها تتوجه «سيدة»، صاحبة ال15 عامًا إلى المدرسة صباح كل يوم، وتكون بانتظارها إحدى صديقاتها التى تكمل معها الرحلة ذهابًا وإيابًا، لكن ذلك اليوم طرأ تغير على رحلة الفتاة التى اعتادت عليها. فى السابعة والنصف تلقت الفتاة اتصالاً كالمعتاد من صديقتها تطلب منها سرعة النزول قبل التأخر على المدرسة خوفًا من العقاب فى حالة تأخرهما عن طابور الصباح «يلا ياسيدة هنتأخر»، لتجيب على صديقتها بأنها انتهت من ملابسها وفى طريقها إليها «دقيقة وهكون قدامك». فى خط سيرها الطبيعى كانت تسير الفتاة واستقلت الأسانسير للنزول والتوجه إلى المدرسة لكنها تقابلت مع حارس العقار التى تسكن به، وكما اعتادت أن توجه له التحية كلما مرت عليه «صباح الخير يا عم السيد» ليرد عليها «صباح النور يا بنتى»، لكنها قبل أن تغادره طلب منها أن تساعده فى حمل الأشياء الثقيلة من داخل غرفته «تعالى ساعدينى وارفعى عليا الشيلة دى». «يلا علشان اتأخرت على المدرسة» قالتها الفتاة لحارس العقار ودخلت على غرفته لكنها قبل أن تهم برفع الحمل على كتفه مسك يدها وراح يقبلها مما أثار غضبها وخوفها من تصرفه وبدأت تصرخ على أمل أن يسمعها أحد يقوم بنجدتها وأثناء مقاومتها للذئب العجوز ارتطمت رأسها فى الحائط وسقطت مغشيًا عليها، تجمدت الدماء فى جسد الرجل العجوز وخاف من الفضيحة فقرر التخلص منها وخنقها بإيشارب المدرسة. بغضب وغيظ نظرت صديقة الفتاة فى ساعتها فوجدت أن الوقت يداهمها وصديقتها لم تحضر بعد، فقامت بالاتصال على هاتفها عدة اتصالات تخبرها بأنها لن تنتظرها وستغادر إلى المدرسة، لكنها فوجئت بعدم رد صديقتها، واعتقدت أنها تعرضت لمقلب سخيف منها وأنها لن تذهب اليوم إلى المدرسة وأرادت أن تأخرها لتنال العقاب، فغادرت هى إلى المدرسة دون تردد، متوعدة صديقتها برد المقلب لها. وأنها لن تذهب معها إلى المدرسة مرة أخرى. كان الوقت يمر عليه بسرعة البرق لا يعلم كيف يتخلص من جريمته، وماذا يفعل عندما تتأخر الفتاة عن العودة لأسرتها؟، أهداه شيطانه بأن يضعها داخل كيس مشمع ويصعد بها إلى شقة لخطيب شقيقة الضحية ويضع بها الجثة وتلتصق التهمة بأفراد أسرتها وينجو هو من العقاب لكنه فشل فى فتح باب الشقة ونزل مرة أخرى بالجثة فى الأسانسير ووضعها فى التوك توك وألقاها بطريق الزراعات فى كرداسة وعاد ثانية وكأن شيئًا لم يحدث. فى الساعة الثانية عشرة ظهرًا بدأت والدة الفتاة تطلبها على هاتفها بعد أن تأخرت عن ميعادها المعتاد لكنها فوجئت بعدم ردها مما جعل الخوف والقلق يتسللان إلى داخلها، فلم تجد أمامها سوى زوجها الذى ذهب إلى العمل تطلب منه الحضور والبحث عن ابنته خاصة أن صديقتها أخبرتها بأن «سيدة» لم تذهب فى ذلك اليوم إلى المدرسة «الحقنى البت مارحتش المدرسة»، ترك الأب عمله وهرول إلى المنزل وراح يبحث عن ابنته التى هى فى عمر الزهور على أمل أن يجدها فى أى مستشفى أو أى مكان ولكن فشل فى العثور عليها. عن كثب كان يراقب البواب تحركات أسرة الضحية ليعلم منهم آخر التطورات وظل يبحث معهم عنها، لإبعاد الشبهة عنه، وبعد تحرير بلاغ فى قسم الشرطة، لم تمر سوى عدة ساعات وفوحئ الأب بضباط المباحث يطلبون منه الحضور «تعالى شوف البنت دى»، فى لمح البصر كان الأب فى المكان الذى اتفق معه ضباط المباحث على الحضور أين. «ايوه يا فندم هى بنتى» قالها الأب والحزن يعتصر قلبه فابنته المدللة، بنت المدارس جثة هامدة ترقد على كيس من المشمع مفارقة الحياة ولا يعلم ما الذنب التى ارتكبته ليكون ذلك عقابها «متقلقش حق بنتك هييجيى، توجه ضباط مباحث قسم كرداسة لمتابعة كاميرات مواجهة لمنزل الضحية فوجدوا حارس العقار يحمل جوالاً فوق كتفة ووضعه داخل توك توك. «فين البواب» طلب ضباط المباحث إعادة مناقشة البواب لكنهم اكتشفوا أنه هرب إلى بلدته بالمنيا، فتوجهت مأمورية إلى مسكنه وتمكنت من ضبطه، وبمواجهته «ايوه قتلتها.. كانت عجبانى وأنا عندى كبت ولما حاولت تصرخ خلصت عليها» لخصت تلك الكلمات الجريمة.