شارع سوق السلاح أو سويقة العزى هو واحد من أقدم الشوارع التاريخية فى القاهرة حيث يرجع تاريخه 700 عام وقت دولة المماليك ، ويضم عدد كبير من الأماكن والمساجد الأثرية التى تمثل تاريخ مصر على مر العصور. ويقع " سوق السلاح " فى منطقة الدرب الأحمر بجنوب القاهرة ويُعتبر الشارع الإمتداد الجنوبي لشارع المُعز حيث يحيطه جنوباً مسجد الرفاعى ومدرسة السلطان حسن، وشرقاً باب الوزير ، وفى الشمال جامع الأزهر والحُسين ويتقاطع الشارع فى نهايته من الجهه الشمالية مع باب الوزير وحمام بُشتاك. وسُمى سوق السلاح نظراً لكثرة ورش السلاح به من رماح وسيوف قديماً وصولاً لمحلات تصليح الأسلحة من مسدسات وبنادق ، حيث كان الشارع يُقدم خدماته التسليحية لقلعة صلاح الدين الأيوبي أثناء حكم المماليك لمصر . وكان أسم الشارع قديماً " سويقة العزى" نُسبة إلى الأمير عز الدين بُهادر أحد أمراء المماليك البحرية الذى كان يسكن فيه ومع الوقت أطلق الناس عليه سوق السلاح لكثرة ورش السلاح فيه ويضم الشارع عدد كبير من الأثار المصرية الموجوده بالقاهرة التى ترغب الدولة بالحفاظ عليها. ويبدأ الشارع بسبيل وكتاب رقية دودو حيث تعود تسميته إلى السيدة رقية بنت السيدة نبوية شاهين ، وقد أشار أحد سكان المنطقة ان السبيل تعرض لإهمال كبير وتعرض للسرقة ايضاً فوضعت وزارة الآثار حولة أسلاك شائكة وسد نوافذه بالطوب الأسمنت. ومن هنا يبدأ الأهمال! رصدت" بوابة الوفد" خلال جولتها بالشارع إهمال كبير يُطال حوالي 60 أثرا إسلامياً. فمن هذه الأثار سبيل أغا كوكريان الذى كان يعمل كمدرسة لتحفيظ القرآن والأحاديث النبوية. وأكد "حسن" أحد أهالى المنطقة انه تم تنظيف السبيل من الداخل منذ أيام والقمامة التى كانت موجوده به عبأت ثلاث شاحنات كبيرة ولكن مازالت تبدو عليه أوجه تقصير كوجود مقهى تحت السبيل ووجود محل بلاستيكيات. ويوجد أيضاً بالشارع مسجد قجماس الأسحاقى الشهير " بأبو حُريبة" الذى أنشأه الأمير سيف الدين قجماس الإسحاقى أحد أمراء المماليك وقد بناه قبل أن يسافر إلى الشام ووصى بتسميته على اسم الشيخ أحمد الشنتاوى الشهير بأبو حُريبة. وأضاف أحمد محمد أحد أصحاب الورش الموجوده بجانب المسجد انه تم ترميمه منذ عدت سنوات وأن وزارة الأثار وضعته بخطتها فى ترميم المناطق الأثرية لكن لم يتم تحديد موعد ترميمه حتى الأن ، فقد يعانى المسجد من تشققات فى الواجهه ، وكسر بعض الحديد الموجود بواجهته أيضاً ، كما يعانى من الرطوبه. وذكر " خالد" صاحب محل بجانب المسجد ، أن هذا المسجد هو الموجود على عملة الخمسين جنيه، وهو يحتاج لترميم وإضاءة من الداخل . ويوجد بمنتصف سوق السلاح حمام بُشتك أو بُشتاك وهو أحد أهم وأندر الحمامات الشعبية التراثية القديمة والذى أنشأه الأمير " سيف الدين بُشتاك الناصر المملوكى عام 742 هجرية وظل الناس يستخدمونه لسنوات طويلة قبل غلقه وإهماله فأصبح الأن لا يتبقى منه سوى واجهته المتحاوطه بالقمامه والقطط والكلاب الضالة ومكاناً للبلطجية ، وأصابه التشقق وكسر فى أجزاء البوابة وسطحه الذى أصبح مكاناً لإلقاء الخشب والقمامه من سكان المنطقة المحاوطين للحمام . ونرى أيضاً مسجد الجاى اليوسفي أو كما يطلق الناس عليه مسجد السايس وأنشأه الأمير سيف الدين الجاى اليوسفي كبير الأمراء فى زمن الملك الأشرف شعبان عام 474 هجرية ثم شق عصا الطاعة عليه إلى أن عزم جنود السلطان والقى بنفسه فى النيل فغرق عام 775 لذا دفن به السايس الذى كان يرعى فرس السلطان حسن ومن هنا جاءت شهرته بمسجد السايس. وبالرغم من أن المسجد مازال محتفظ بروعته إلى أنه يعانى من تشقق الجدران و تعلوه أسلاك كهرباء وبالفعل يحتاج لترميم . ثم نرى فى طريقنا مسجد الماردانى الذى قام ببناءه الأمير علاء الدين الطنبغا بن عبد الله الماردانى أحد مماليك السلطان الناصر مجيد بن قلاوون . وذكر "ناصر" أحد سكان المنطقة أن المسجد ضُرب قديماً فى عصر المماليك على انه القلعه بسبب مساحته الواسعه. والجدير بالذكر أن هذا المسجد أول أثر يدخل تحت الترميم بشارع الدرب الأحمر فى السنوات الأخيرة. وأشار " محمد" أحد المرممين المسجد انه تم البدء فى ترميم المسجد من بداية هذا العام وسيظل العمل بترميم المسجد عامين تقريباً. وأضاف " خالد" من عمال الترميم أن المسجد كان يحتاج لعملية ترميم سريعه لذا بدأت وزارة الأثار به. ونجد أيضاً من المعالم الأثرية سبل وأبنيه تكاد تكون على وشك الأنهيار ، فجدرانها أصابها التشقق وبالفعل أنهدمت معظم حوائطها وحاوطتها القمامه من جميع النواحى فهى من قديم الأزل ولم يتم ترميمها ولم يعلم أحد من سكان المنطقة أسمها فهى تكاد تكون أنهارت وكل ما أستطاعت وزارة الأثار فعله سند هذه الأبنية بأعمده خشبيه حفاظاً على الأهالى.! ووجود ورش حداده أسفل هذه الأبنية التى توشك على الأنهيار. فالدولة بدأت بترميم أول مسجد وهو مسجد الماردانى ولكنها تسير ببطء شديد فإذا استمرت بهذا البطء لن تلحق باقى الأثار . وإذا كانت الدولة تريد فعلاً الحفاظ على أثارها فعليها السرعه فى جميع أعمال ترميم الدرب الأحمر بأكمله وسوق السلاح خاصتاً فهو موسوعة تاريخية.