تنظم كنيسة الشهيدة مارينا و البابا كيرلس السادس بالعصافرة التابعة إلى الأقباط الأرثوذكس, نهضة روحية احتفالًا بعيد شفيعها البابا كيرلس السادس و ذلك بدءً من الاثنين الموافق 4 مارس المقبل حتى السبت الموافق 9 من ذات الشهر, تقيم خلالها عدد من القداسات الالهية صباحًا و بالعشيات المسائية. تأتي هذه النهضة الروحية و الصلوات بمناسبة عيد نياحة القديس البابا كيرلس السادس بابا الاسكندرية و بطريرك الكرازة المرقسية ال116 , و الذي مُنح لقب (القديس) من قبِل المجمع المقدس للكنائس الأرثوذكسية, وهو أحد أكثر الشخصيات القبطية تأثيرًا في حياة الكنيسة منذ تولية رعاية أبنائها فقد احتل مكانة عظيمة في نفوسهم و مازالت تؤثر الغظات التعليمة التى القاها خلال فترات تولية رعاية البطريركية و ما قبلها بالاضافة إلى انه احد ابرز الرموز الأرثوكسية إسهامًا في بناء الكنائس و تطوير طرق إعداد الخدم الكنسية و الحياة الرهبانية. وُلد القديس الراحل باسم " عازر يوسف عطا" 2 أغسطس عام 1902م ببلدة طوخ النصاري بدمنهور, و قد ولد محبًا للكنيسة القبطية منذ طفولتة إذ كان أبوية متعبدين مؤمنين و اشتهروا بالصلاح و حب الخير حرصهم الدائم على حفظ التراث القبطي الأرثوكسي, وقد ساعدت هذه البيئة المحبة للعقيدة و الايمان في زرع محبة الكهنوت و الانعزال من اجل الصلاة و تلاوة الإنجيل , وقد مارس بعض الأعمال الحياتية في بادئ الأمر والتحق بإحدى شركات الملاحة ثم استقال عام 1927م, و توجهه حينها إلى الحياة الديرية فكان يقضي أوقاتة بحجر الرهبان و ظل يمارس الطقوس الأرثوذكسية للعبادات و الصلوات لمدة خمس سنوات , قرر "عازر" الانخراط في سلك الرهبنة و التحق بدير البراموس في حبرية البابا كيرلس الخامس بطريرك الكرازة المرقسية ال 112 , و ظل عدة أشهر ناسكًا متعبدًا. ثم زكاه الرهبان ليكون راهباً و سيّم باسم الراهب مينا البراموسي في 24 فبراير عام 1928م, ثم رسّم قسًا بذات الاسم 18 يوليو عام 1931م,و حرص القديس كيرلس في تطوير التعاليم المسيحية فتوجه الى كلية الرهبان اللاهوتية بحلوان، وحين عرف بنبأ ترشيح البابا يؤانس له ليكون أسقفاً توجه إلى دير القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين بسوهاج . وحين عاد إلى البطريرك " يؤانس" كشف له رغبتة بممارسة الإيمان الرهباني والتوحد فأمر البابا يؤانس بتحقيق رغبتة تحت إرشاد شيخ الرهبان التقي القمص عبد المسيح المسعودي فتوحد في مغارة و عاش في طاحونة قديمة ومهجورة بمصر القديمة عام 1936م , و بدأ يصنع المعجزات لأهل المنطقة و قد ذكرت الكتب التراثية أنه ظل ينشر الايمان و التعاليم حتى أحبة كل من لجأ إليه من أبناء المنطقة و كان يقيم القداسات اليومية , حتى مطلع عام 1941م سندت إليه رئاسة دير "الأنبا صموئيل المعترف" بجبل القلمون بمغاغة، فعمره وجدد كنيسته وشيد قلالي (مساكن) الرهبان، وتتلمذ علي يديه نخبة من الرهبان . ثم انتقل إلى مصر القديمة عام 1947م و شيد كنيسة القديس مارمينا وكان يقوم بالبناء بنفسه مع العمال ,ثم قام بتطوير المباني داخل الكنيسة و ألحق بها منزلًا لإيواء الطلبة المغتربين عام 1949م, و احتلت هذه الكنيسة حينها شهرة إيمانية واسعة والصلاة الدائمة و الشفاعة اى الدعاء من أجل المرضي و الفقراء فقد كان مقصدًا لكل من يعاني من مشكلات من أجل نيل شفاعة و دعاء و صلاة هذا القديس العظيم. و ترشح للباباوية في نوفمبر عام 1957م و تم اختيارة بابا الكنيسة الارثوذكسية في أبريل عام 1959م, تميز عهد قداسته بانتعاش الإيمان ونمو القيم الروحية ,كما شارك في العديد من المحافل من أجل تحسين الأوضاع الكنسية و ترأس مؤتمر الكنائس الأرثوكسية المشرقية في أديس بابا عاصمة أثيوبيا وهو أول مجمع مسكوني لاقامة حوار بين الكنائس الأرثوذكسية غير الخلقدونية في العصور الحديثة، وناقش المؤتمر أموراً هامة تتعلق بالخدمة والكرازة في العالم المعاصر وعلاقة الكنائس المجتمعة بالكنائس الأخرى, كما قام بترميم الكاتدرائية المرقسية بالأزبكية بالقاهرة وكما ترأس عمل الميرون المقدس (اى التطيب بالزيت المقدس) عام 1967م و كان حدثًا تاريخيًا في الكنيسة الأرثوذكسية ,وفى 25 يونيو عام 1968م استقبل البابا كيرلس جسد "القديس مارمرقس" مؤسس الكرازة المرقسية في مصر الذي عاد بعد غياب عشر قرون و شيد له مذبحًا مقدسًا بالكاتدرائية المرقسية التى افتتاحها البابا كيرلس السادس بحضور و مشاركة الرئيس جمال عبد الناصر و الامبراطور هيلاسلاسي الأول حاكم أثيوبيا آنذاك و كانت أحد أهم الأحداث التاريخية التى شهدها العالم المسيحي في مصر و خارجها. وتنيح مثلث الرحمات قداسة البابا كيرلس السادس في 9 مارس عام 1971م و نقل جثمانة في احتفال مهيب لدير مارمينا العجايبي وفقًا لما أوصى بة , و في عام 2013م أعلن المجمع المقدس عن منح البابا كيرلس لقب القديس تكريمًا لدوره و إسهاماتة و بركاتة التي مازالت الكنيسة الأرثوذكسية تنعم بها.