[الباعة الجائلون يحتلون الشوارع بالإسماعيلية] تحقيق – ولاء وحيد: منذ 1 ساعة 36 دقيقة تعالى قرب وبص كل حاجة بجنيه ونص ..تفاح ورد ب15 وبس تعالى بس بص وطل ..صيحات الباعة الجائلون التي اختلطت بأبواق السيارات المارة ومع إنذارات مزلقان السكة الحديد اخترقت – الثلاثيني - أكبر وأهم شوارع مدينة الإسماعيلية لتعلن عن ميلاد بيئة عشوائية تتكاثر مع غياب الأمن وانتشار البلطجة وفرض السيطرة على طرقات وشوارع منطقة وسط البلد بالإسماعيلية. احتل الباعة الجائلون قلب أكبر شوارع وميادين مدينة الإسماعيلية وفرضوا سيطرتهم وسطوتهم على الشوارع وعلى المارة فبين اعمال البلطجة التي تصدر من البعض منهم وبين احتلال حرم الطريق وبين التلوث السمعي والبصري والبيئي الذي ينتج عن هذا الاحتلال يعاني أهالي الاسماعيلية بصفة يومية من هذا الوضع في الوقت الذي تجاهلت فيه شرطة المرافق الامر وارتضت أجهزة الحي والوحدات المحلية بالتعدي دون حتى التعرض لهؤلاء الباعة الذين تزايدت أعدادهم في الفترة الاخيرة. فهؤلاء الباعة الذين قدموا من مناطق عشوائية وريفية يجدون في هذه المنطقة التي تتمركز بها المواصلات والسوق والمنطقة التجارية مكان مناسب لايجاد فرصة عمل توفر دخل يساعدهم على مواجهة ظروف المعيشة الصعبة وهم يواجهون. في منتصف شارع الثلاثيني وتحديدا في منطقة مزلقان السكة الحديد وميدان الفردوس انتشرت الروائح الكريهة الناتجة عن روث الحيوانات التي يستخدمها الباعة في سيارتهم الكارو التي احتلت جانبي شارع الثلاثيني ومن مخلفات الفاكهة والخضروات والاسماك التي غزت الشارع وامتدت فروشات الباعة لاكثر من خمسة امتار داخل حرم الطريق الذي لم يعد يسع سوى لسيارة واحدة فقط مما تسبب في اختناق حركة المرور وشللها في اوقات الذروة. وباتت اصوات الباعة والموسيقى الصاخبة التي يتخذها الباعة فرصة للاعلان عن بضائعهم والترويج لها . وادى رخص اسعار البضائع لتكدس المواطنين على الشراء مما اربك حركة المرور "فاكهة وخضروات وملابس واحذية وخردوات واسماك" وهي نوعية البضائع المعروضة في حرم الطريق وتشهد المنطقة يوميا الكثير من المشاجرات بين الباعة وبعضهم وبين الباعة واصحاب السيارات بسبب التعدي على الطريق. ويقول عصام محمد ابراهيم – مدرس - ان الباعة الجائلين اصبحوا ملوك المنطقة فلا يمكن لاحد ان يتحدث معهم او يعترض على افعالهم وما ساعدهم على ذلك انتشارهم في المنطقة بصورة كبيرة في الاشهر الماضية واضاف ان المنطقة تشهد دائما مشاجرات واشتباكات فيما بينهم على اولوية الفرش فضلا عن مشاجراتهم المتكررة مع المارة والمواطنين وقال ان احد البائعين قتل منذ عدة اسابيع واصيب 9 اخرون في اشتباكات استمرت بين البائعين وبعضهم على مدار ثلاثة ايام متواصلة بالاسلحة النارية والمولتوف مما اصاب الاهالي والسكان بالفزع والرعب . وتابع ان مثل هذه الاشتباكات باتت تتكرر في الفترة الاخيرة بسبب غياب الامن واستفحال هؤلاء الباعة في المنطقة وسيطرتهم عليها . وتقول درية عبد الحافظ – محاسبة – انها من سكان المنطقة وان الباعة عادة ما يقومون بفرش معروضاتهم على الرصيف و في وسط الطريق مما عرضها واطفالها عدة مرات لكثير من حوادث المرور لعدم وجود مساحة تمكنها من السير والمرور على قدميها . وتقول رانيا ابوسنة –محامية – "شارع الثلاثيني اصبح لا يطاق فالمرور داخله يستغرق وقت يتعدى ال30 دقيقية في اوقات الذروة في مسافة لا تتعدى طولها نحو 800 متر بسبب انتشار الباعة الجائلين وتعديهم على عرض الطريق دون اي مراعاة لحقوق المرور وتضيف انها تحاول ان تتجنب المرور بسياراتها في الشارع في فترات الذروة بسبب التكدس والتزاحم ولكن شارع الثلاثيني هو اكبر الشوارع المؤدية الى كثير من الاحياء والمناطق التجارية ووسط البلد مما يضطرها للمرور داخله وتعطلها لساعات. وتضيف ان الباعة احتلوا شوارع وسط البلد وتمركزت بضائعهم في منتصف الطرق وعلى الشوارع في الوقت الذي يتجاهل فيه المسئولون بشرطة المرافق ازالة هذه التعديات . وفي المقابل تساءل محمود .ع .22 سنة بائع بشارع الثلاثيني عن مستقبله والمئات من الباعة الذين اضطرتهم ظروف الحياة لاقتراض مبلغ من المال لشراء بضائع وبيعها مقابل عشرات من الجنيهات يكسبونها يوميا . وقال " نحن بالفعل احتلينا الشارع والشوارع المجاورة ولكن هذا يرجع لفرض الباعة ذوي السطوة والنفوذ اتاوة على الباعة الصغار منا مقابل السماح لهم بفرش معروضاتهم بشارعي سعد زغلول ومصر مما اضطرنا للبحث عن اماكن اخرى قريبة ونظرا لتزايد اعدادنا وكثرة المنتجات التي يعرضها الباعة اضطررنا للزحف من الارصفة الى الطريق . ويقول " نحن اكثر من نتعرض للمخاطر ومش هتكلم تاني ..هو مش كفاية اننا مش لاقيين شغل كمان أصحاب العربيات بيتأمروا علينا . طب نروح فين ..نسرق ولا نبلطج ...احنا بنشتغل بعرق جبينا ". وتقول مديرية امن الاسماعيلية ان شرطة المرافق تقوم بحملات دورية على جميع المناطق وهناك المئات من المحاضر التي تم تحريرها ضد الباعة وتم ازالة المئات من اشغالات الطريق بمنطقة ميدان الفردوس وسوق الجمعة وشارع الثلاثيني . المئات من الباعة يجدون في الطرقات والشوارع مصدرا للقمة العيش والالاف من المواطنين يجدون في الاعتداء على الطرقات تعديا صارخا على امنهم ..ولا تزال اجهزة الدولة مغيبة ترفض التدخل وحل الازمة التي تتفاقم وتهدد امن الجميع .