أول سكران فى الدنيا من غير خمر.. هو أنا وما يقدر علىّ ذو القدرة من هول ما جرى ولا حد يلومنى، ولو قلت بسكرتى.. من إسكندر لمبارك.. والدنيا احتارت، ولاء هو أم بلا؟ هو المحتل تحديناه أن نرفع الرأس شمخا، ولا نسلم والحاكم الذى من يصرنا، تحدانا لو قد نتكلم ومن جرؤ، عوقب بالموت أو الحبس.. وما بيدنا غير أن نثور على النفس.. ثورة حر يموت.. ولا يستسلم يا صاح: قد بلغ النفاق فى البلاد مداه وقنع الكبار من عطا المليك رضاه وبرقت نجوم الدجى ظهرا.. ولا يرى الملك الطالح نفسه غير إله! وجاءت ثورة 25 يناير بزعقة هاتف من السما وصرخت بصوت جهير: قومى.. قومى يا مصر ولبى الندا وسالت دماء ودماء على طول المدى.. قالوا: شرفوا الورد اللى فتح فى جناين مصر ورغم تربة فساد عمرها ستون سنة.. ومكانها كان سجن وقبر! وكانت نصرة قوية بكل الدنيا مصدرها مصر باركها العالم كله وقال: هنيئا لك يا أم الدنيا مصر وها القيد ينكسر.. وينكسر من نصر إلى نصر ونقسم بأنه النور، هذه المرة، يعم كل أرجاء مصر. من السفلى فيها والعليا، وبكل توخ وقصر! توفيق أبوعلم