وضع خبراء في الشأن الافريقي عددا من الأهداف والفوائد التي يجب أن تسعى مصر لتحقيقها خلال رئاستها للاتحاد الافريقي، أبرزها تعبئة الموارد المالية اللازمة لتمويل خطط التنمية في أفريقيا، فضلًا عن تدعيم سياسة الحكم الرشيد ومواجهة الفساد والتكاتف من أجل محاربة الإرهاب، موضحين أنه لابد من تدعيم سلطات البرلمان الافريقي والمحكمة الأفريقية مع استكمال انشاء القوى الافريقية الجاهزة للانتشار السريع والتى تغنى عن تدخل القوى الأوروبية فى شئون القارة السمراء. قال الدكتور أيمن شبانة نائب مدير مركز دراسات حوض النيل في جامعة القاهرة، إن القارة الأفريقية تحتاج إلى خبرات مصر فى مجالات الزراعة وتوفير الأمن الغذائي للشعوب الافريقية فضلا عن دعم التبادل التجارى بين دول أفريقيا بشكل كبير وحل الأزمات الافريقية والقضاء على النزاعات الداخلية خاصة بين دول حوض نهر النيل، مضيفا أن مصر سوف تركز بشكل كبير على إعادة تنمية الدول الافريقية التى كان بها نزاعات. وأفاد شبانة، أن احتواء مصر للصراع فى جنوب السودان بين دولتى الشمال والجنوب يعزز من دورها فى رأب الصدع بين دول أفريقيا هذا بالاضافة الى مشاركتها فى مؤتمر الكوميسا وتنظيمها لمؤتمر شباب العالم، لافتاً الى ان أهم ما يجب التركيز عليه ووضعه فى أولويات مصر خلال رئاسة الاتحاد الأفريقي استكمال الهيكل المؤسسي للاتحاد الافريقي وزيادة وتنويع مصادر الاتحاد الافريقي بحيث انها لا تكفى واحد على الف من ميزانية الاتحاد الاوروبي. وتابع :" لابد من استكمال صندوق النقد والبنك المركزى وبنك الاستثمار وتدعيم سلطات البرلمان الافريقي والمحكمة الأفريقية مع استكمال انشاء القوى الافريقية الجاهزة للانتشار السريع والتى تغنى عن تدخل القوى الاوروبية فى شئون القارة السمراء». أكد طارق رضوان، رئيس لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، أن مصر تستعد لتسخير إمكاناتها وخبراتها لدفع عجلة العمل الأفريقى المشترك لأفاق أرحب، كما أنه حريصة على تحقيق مردود ملموس من واقع الاحتياجات الفعلية للدول والشعوب الأفريقية. وأضاف «رضوان»، أن هناك عددا من الاهداف تسعى مصر لتحقيقها أبرزها التنمية الاقتصادية والاجتماعية وذلك من خلال العمل على توفير فرص العمل الكريم وتعظيم العائد من الشباب الأفريقي، وتطوير منظومة التصنيع الأفريقية وسلاسل القيمة المضافة الإقليمية، والمنظومة الزراعية الأفريقية والتوسع فى مشروعات الثروة السمكية بما يساهم فى تحقيق الأمن الغذائى. وأوضح «رضوان»، أن التكامل الاقتصادى والاندماج الاقليمى من أهم أهداف مصر، والذي ستتم عن طريق الاسراع بدخول اتفاقية التجارة الحرة القارية AFCFTA حيز النفاذ خلال فترة الرئاسة المصرية للاتحاد، والعمل على دعم تنفيذ مشروعات البنية التحتية فى أفريقيا للمساهمة فى تحقيق التكامل الاقتصادى والاندماج وتعزيز التجارة البينية. وعن إعادة احياء التواصل بين الشعوب الافريقية، أضاف رضوان، أن مصر حريصة على مد جسور التواصل الثقافى والحضارى بين الشعوب الافريقية ودعم الفعاليات الثقافية الافريقية والتوسع فيها، والتبادل الثقافى بين الدول الافريقية وتطوير منظومة الرياضة الأفريقية. وأكد «رئيس لجنة الشئون الافريقية» أنه يجب تعزيز التعاون بين الاتحاد الأفريقي وشركاء التنمية والسلام الدوليين والاقليمين والمحليين، فضلًا عن مواصلة عملية الإصلاح المؤسسى والمالى للاتحاد وتعزيز قدرات التجمعات الاقتصادية الإقليمية باعتبارها البنات الأساسية للجماعة الاقتصادية الأفريقية، وتطوير نظام متكامل لتقييم الأداء والمحاسبة وتعزيز الشفافية، والسلم والأمن. وبين «رضوان»، أن مصر ستسعى لتعزيز الأليات الأفريقية لإعادة الأعمار والتنمية لمرحلة ما بعد النزاعات، وتاسيس وإطلاق مركز الاتحاد الأفريقى لاعادة الأعمار والتنمية ما بعد النزاعات AUC_PCRD فى مصر خلال عام 2019، ودعم جهود الاتحاد الافريقى فى استكمال منظومة السلم والأمن الأفريقية، واصلاح مجلس السلم والأمن الأفريقى، وتعزيز التعاون القارى لدحر الإرهاب وتجفيف منابع التطرف الفكرى. وشدد «رضوان»، على أهمية دفع الجهود المبذولة لمنع النزاعات والوقاية منها والوساطة فى النزاعات، وإطلاق منتدى رفيع المستوى «منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة». وأكد السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الاسبق، أن الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقى تعتزم التركيز على عدد من الأولويات الرئيسية، وهى الأولويات التى تنطلق من أجندة عمل الاتحاد الحالية، وأولويات العمل المتفق عليها بالفعل فى إطار الاتحاد الإفريقي ومن أهمها الأجندة 2063. وأضاف «هريدي»، أن أهم أولويات مصر تتركز على تعبئة الموارد المالية اللازمة لتمويل خطط التنمية في افريقيا، فضلًا عن تدعيم سياسة الحكم الرشيد ومواجهة الفساد ونشر الديمقراطية وحقوق الانسان، مؤكدًا أن الدول الافريقية يجب أن تتكاتف من أجل محاربة الارهاب. وعن تطوير البنية التحتية، أوضح «هريدي»، أن مصر ستسعى للعمل على دعم تنفيذ مشروعات البنية التحتية فى أفريقيا للمساهمة فى تحقيق التكامل الاقتصادى والاندماج وتعزيز التجارة البينية التي تعتبر أقل بنتسبة كبيرة في حال مقارنتها بالتجارة مع الدول الاوروبية. وعن تعزيز العلاقات العربية الافريقية، أوضح «هريدي»، أن مصر أول دولة عربية تستضيف القمة العربية الافريقية الاولى، فمصر في مركز الان يسمح لها بتفعيل هذه الشراكة التي تعزود بالنفع على الجانبين، موضحًا أن الحضارات الافريقية حضارات راسخة وتستطيع مواجهة الاثار السلبية للعولمة الثقافية على الشباب الافريقي، فضلًا عن تمكين الشباب والمرأة. وأكد السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، ورئيس اتحاد المستثمرين العرب، أن القارة الأفريقية من أقل القارات التى تتلقي استثمارات ولابد من اعادة وضع شروط التجارة للاستثمار داخلها، مشيرا ان التعاون الثلاثي الذى تقترحه مصر يعزز الاستثمار والذى يقوم على تنفيذ الخبرات المصرية بتمويل أوروبى على أراضى أفريقيا. وشدد «بيومى»، على أهمية النظر فى العلاقات البينية الافريقية خاصة ان مصر نجحت فى ان تضاعف صادراتها لافريقيا حيث أن ميزان التجارة أصبح يسجل فائضا لصالح مصر وتغطى الصادرات المصرية الى افريقيا 150%من الوردات، لافتا الى ضرورة تعزيز دور الوكالة المصرية للتنمية بأفريقيا ومضاعفة رأس مالها 10 أضعاف،كما يجب محاربة الجريمة المنظمة ومنها الهجرة الغير المشروعة وتجارة المخدرات وغسيل الاموال، تحسين أوضاع البنية الاساسيه الافريقية. ونوه السفير جمال بيومى، الى وجود خطوط بحرية منتظمة للموانى الافريقية مع امتداد خطوط لشركات الطيران لكل العواصم الافريقيه،مشيرا الى المقترح المصرى الخاص بربط طريق اسكندرية وجنوب افريقيا،بالاضافة الى تطوير القطاع المصرفي حيث انه لايوجد مصارف من الدرجة الاولى وتخصيص صندوق لتشجيع وحماية الاستثمارات فى افريقيا لمواجهة مخاطر الاستثمار توسيع بنك تنمية الصادرات المصري ومضاعفة راس ماله. وتابع،أنه لابد من تفعيل الاجتماعات الرئاسية والوزارية وعقد اللجان المشتركة لدراسة السبل العلمية لمواجهة التحديات واغتنام الفرص.