أكد موقع "دبكا" الاستخباري الإسرائيلي أن الاستثمارات الأذربيجانية في حقول النفط والغاز الإسرائيلية ستكون مصدر التوتر القادم بين واشنطن وطهران وباكو وموسكو. وأشار الموقع إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية "هيلاري كلينتون" ستصل اليوم إلى العاصمة الآذربيجانية "باكو" بينما في صدارة جدول أعمالها أربع مشاكل رئيسية أولها التدهور المستمر منذ مطلع العام 2012 في العلاقات بين حاكم باكو "إلهام علييف" والزعيم الإيراني "علي خامئى" والرئيس الروسي "فيلاديمير بوتين"، وثانيها تحول آذربيجان إلى إحدى الدول الاستراتيجية الهامة لإدارة الرئس الامريكى "أوباما" حيث أن الحظر الذي فرضته باكستان على انتقال القوات الأمريكية وقوات الناتو عبر أراضيها جعل مطارات آذربيجان حلقة هامة في منظومة الإمدادات اللوجيستية الأمريكية لقواتها في أفغانستان، وثالثها الحرب بين أرمينيا التي تدعمها موسكو، وطهران ضد آذربيجان على إقليم ناجورني-كاراباخ" وهي الحرب التي بذلت "هيلاري كلينتون" جهوداً كبيرة خلال السنوات الأخيرة لإنهائها لكن جهودها ذهبت أدراج الرياح. وأضاف الموقع أن المشكلة الرابعة التي ستطرحها "كلينتون" تتعلق بالعلاقات الآذربيجانية- الإسرائيلية، مشيراً إلى أن واشنطن لم تربط قط علاقاتها مع "إلهام علييف" بالعلاقات مع إسرائيل إلا أن الصورة قد تتغير الآن، حيث سيسقبل كلينتون في باكو ريتشارد مورينجستار ، وهو الرجل الذي عينه الرئيس أوباما في مايو الماضي سفيراً للولايات المتحدة في باكو ولم يعتمد حتى الآن من الكونجرس ومجلس الشيوخ، مؤكداً أن السفير "ريتشارد" هو الرجل المسئول عن بلورة سياسات النفط والغاز الأمريكية في الشرق الأوسط، وبالتالي ستكون للزيارة تبعات على السياسة الأمريكية حيال الاستثمارات الأذربيجانية في حقوق النفط والغاز الإسرائيلية. ورجح الموقع الإسرائيلي أن يكون السفير "مورينجستار" هو الرجل الذي يقف وراء صفقة السلاح العملاقة التي قدرت ب 1.6 مليار دولار والتي وقعتها إسرائيل مؤخراً مع آذربيجان لتدعيم القوة العسكرية لآذربيجان بين الدول القوقازية حتى يتمكن حاكم باكو "علييف" من تطبيق سياساته في مجال الطاقة دون الرضوخ لضغوط روسية أو إيرانية. وتابع الموقع أن أشخاص قليلين جداً تنبهوا إلى أنه في خريف 2011 وقعت الشركة الآذربيجانية للتنقيب عن النفط في بحر قزوين (SOCAR subsidiary, the Caspian Drilling Company) على اتفاق مع الشركة التي تستحوذ على عمليات التنفيب على النفط الإسرائيلي "ميد أشدود" (Med Ashdod) حيث أكدت التوقعات أن هذا الحقل يحتوي على قرابة 280 مليون برميل نفط، وبحسب العقد ستشتري الشركة الأذربيجانية 5% من أسهم الشركة الإسرائيلية لتحقق بذلك أول استثمار خارجي لآذربيجان في مجال النفط. وأردف الموقع بأن زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي "أفيجدور ليبرمان" لباكو التي أجراها في أواخر أبريل الماضي كانت في غاية الأهمية حيث حددت استمرار العلاقات العسكرية والنفط والغاز بين الدولتين، مؤكداًَ أن آذربيجان تزود إسرائيل الآن بحوالي ثلث احتياجاتها من النفط وأنها في عام 2011 باعت لإسرائيل 2.5 مليون برميل نفط بقيمة 2 مليار دولار، فضلاً عن أن حجم التجارة الآذربيجانية مع إسرائيل بلغ قرابة 4 مليارات دولار سنوياً. وتابع دبكا أن العلاقات العسكرية والاستخبارية بين تل أبيب وباكو كانت دائماً محاطة بغموض شديد وسرية، حيث لم يتخيل أي مصدر في موسكو وطهران أن العلاقات بين الدولتين وصلت إلى مثل هذا الحجم، مشيراً إلى أن التقديرات السائدة الآن هي أن بدء استثمارات الشركات الآذربيجانية في سوق الطاقة الإسرائيلي انضم إلى صفقة السلاح العملاقة التي وقعتها الدولتين مما يدل على أن هذه بداية لذوبان جبل الجليد الذي سيكشف النقاب عن صفقات أكبر في السنوات القادمة بحيث ستوسع آذربيجان قاعدة مشتراوتها العسكرية من إسرائيل مقابل الحصول على نسب أكبر من حقول النفط والغاز الإسرائيلية في البحر المتوسط. ونقل الموقع الإسرائيلي عن خبراء عسكريين غربيين قولهم إن التحرك الإسرائيلي الآذربيجاني للربط بين صناعة النفط والغاز والصناعات العسكرية الأمنية الإسرائيلية يمثل طفرة استراتيجية لإسرائيل في منطقة بحر قزوين رغماً عن أنف إيران.