تشهد مدينة جدة حدثًا ثقافيًا وتشكيليًا كبيرًا حيث تقام ورشة فنية لنخبة من الفنانين المصريين والسعوديين تبدأ يوم 2 فبراير وتفتتح يوم 6 فبراير، وتدور كلها حول مدينة جدة العريقة تحت رعاية الزاهدية. وتقام الورشة بمناسبة الافتتاح الرسمى للمقر الجديد لأتيليه جدة للفنون الجميلة، وينظم الأتيليه بجانب الورشة معرضًا تشكيليًا يضم نخبة من التشكيليين المصريين والسعوديين. الورشة ينظمها أتيليه جدة للفنون الجميلة برعاية الزاهدية للثقافة والابداع على هامش أسبوع الفن فى جدة وبرعاية كريمة من المجلس الفنى فى جدة برئاسة سمو الأميرة جواهر بن ماجد. يشارك فى الورشة من مصر الفنانون: د. عز الدين نجيب ود. صلاح المليجى ود. ايمن السمرى وطارق الكومى وصلاح حماد ود.محمد الناصر ود. سامى البلشى ود.محمد نجيب معين وعلى سعيد ود. اشرف زكى ود.محمد صبرى. ويشارك من السعودية الفنانون: عبدالله حماس وعبدالله ادريس ومحمد الرباط وخالد الأمير ورياض حمدون وفهد خليف وعلا حجازى واحسان برهان ومحمد الشهرى وعبدالرحمن المغربى ويوسف إبراهيم ونهار مرزوق وسعيد العلاوى. يقول الشيخ طلال زاهد صاحب الفكرة إن جدة تستحق الكثير حيث دفنت فيها حواء، وجدة هى مدينة التجارة التى دشنها عثمان بن عفان لخدمة الحج وجدة هى البحر وخيراته وهى التى تجسد وحدة الامة باختلاط اعرافها الإسلامية وجدة بحيها التاريخى وجدة الحديثة التى تكرس نفسها لخدمة الحجيج برًا وبحرًا وجوًا. ومن جهته قال هشام قنديل مدير أتيليه جدة ومنظم الورشة: إن هذا مدخل أو مبحث سريع فى عشق جدة.. جدة التى يعشقها العامة بالفطرة، ويحبها الفن بالخبرة.. جدة عراك الروح وشعلتها المتقدة! الفن فيها لا تعنيه محاكاة الطبيعة، ولا تصوير المشاهد، ولا نحت الحقيقة، بقدر ما يعنيه التطلع إلى أنوارها! إنها الحياة بما تعنيه الكلمة.. حيث يتحول الفن من زمن إلى معنى.. ومن معنى إلى حس.. ومن خبر إلى منظر.. حتى باتت بالفعل تتكلم عن نفسها.. تارة بالصورة، وأخرى بالحارة، وثالثة بالقارب، ورابعة بالطائرة! إنها جدة حيث يتكلم الفن عن نفسه! هل أفلحت هنا فى أن أجيب عن سؤال كبير يلاحقنى دائما: لماذا أفنيت بل قضيت زهرة الشباب الغض فى تلك المدينة الساحرة؟! أضيف فأقول: عشت فيها ومعها حيث الإحساس بالبناء، والإحساس بالتاريخ، وحيث التعبير عن مكنونات النفس بأقل قدر من اللمسات الجمالية. هل كان السر فى البحر؟! حيث تتفتح عرائس الفن، وتسود الروح مسحة من غموض الرمز وسحر الجمال وبكارة الحياة. إننا فى الحقيقة مدينون لجدة بالكثير والكثير.. مدينون لها بنضارة التعبير ودقة التوازن.. بوحدة التكوين وترابطه.. بين المواءمة بين محبة الطبيعة ومحبة الإنسان! إننا مدينون لها بحب اللوحة، وبجمال العلاقة بين الأشكال والفراغ.. إننا مدينون لها بالمعنى العميق والجميل للون وللنور.. هذه قصتى مع جدة، مع فنونها وفنانيها، مع محبى وداعمى فنها وفنانيها.. وحبهم لمن يحبها. أما عن المبدعين المدعوين من مصر، فقد كان الاختيار الجميل والحكيم للمستضيف الذى يمتلك عقلا إبداعيا يهوى الاكتشاف والابتكار، وينزع دوما نحو الجمال.. إنه اختيار بل احتواء البصيرة، وتوجيه الحدس نحو الاستبصار، والمشاعر نحو الإلهام، وصولا لاقتناص اللحظات والومضات! ويضيف قنديل: لقد مثلت النخبة المختارة كل معانى الجمال فى مصر، حيث النيل نفسه ميدان من ميادين الجمال.. وحيث الجمال حقيقة ثابتة فى كيان الإنسان.. ألوانهم كالصوت، وكالصمت.. وسائل حادة للتعبير العميق الذى يلتحم مع حركة الحياة.لقد جاءوا من أنحاء مصر، حيث الأهرامات العملاقة، ومن النيل حيث خيوط الحرير، ومن الصعيد حيث صلابة الصخور.. ومن الدلتا حيث حركة الكون، وحيث الاتساق فى كل الكائنات وحيث صدق الحس ورهافة المشاعر.. فأهلا بهم فى أتيليه جدة، وأهلا بالجميع فى رحاب العروس، وعاشقها النبيل!