تشهد القاهرة، اليوم، لقاء القمة المرتقبة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون؛ حيث يبحث الرئيسان سبل دعم التعاون بين البلدين فى المجالات الاقتصادية والتجارية والتنموية والسياسية والأمنية والعسكرية، وذلك فى إطار حرص مصر على الدفع قدماً بالتعاون مع فرنسا على كل الأصعدة، واستغلال الزخم الكبير الذى تشهده العلاقات بين البلدين خلال السنوات الأخيرة. كما يبحث السيسى وماكرون تطورات الأوضاع على الساحة الداخلية المصرية، وبخاصة الخطوات الكبرى التى اتخذتها مصر على طريق الإصلاح الاقتصادى، والتى حظيت بإشادة العديد من المنظمات المالية والاقتصادية الدولية، فضلاً عن المشروعات القومية الكبرى، والفرص الاستثمارية المطروحة فى مصر حالياً. كما تشهد المباحثات سبل تعزيز التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب الذى أصبح لا يهدد المنطقة العربية، فقط، ولكن خطره امتد ليشمل جميع دول العالم؛ حيث يتطرق الجانبان إلى الجهود التى تبذلها مصر لمكافحة الإرهاب، سواء على الصعيد الأمنى أو من خلال الأبعاد التنموية والثقافية والفكرية، وخاصةً عن طريق تصويب الخطاب الدينى، وتفنيد الأسانيد المغلوطة التى تستغلها التنظيمات الإرهابية لنشر فكرها المنحرف، وكل ذلك فى ضوء دعوة مصر لمواجهة ظاهرة الإرهاب بشكل شامل وليس أمنياً فقط، مع ضرورة عدم التفرقة بين التنظيمات الإرهابية، واتباع منهج موحد إزاءها، بالإضافة إلى تعزيز الجهود الدولية من أجل وقف تمويل التنظيمات الإرهابية. كما يبحث الرئيسان الدور الذى يجب أن يقوم به المجتمع الدولى لمواجهة التحديات التى تواجه المنطقة العربية، وبخاصة الأوضاع المتدهورة فى سوريا، وليبيا، واليمن، والعراق، وذلك فى ظل دعوة مصر لأهمية التوصل إلى حلول سياسية لهذه الأزمات دون التدخل فى الشئون الداخلية لهذه الدول، والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها، مع ضرورة التحرك العاجل والفعال للتوصل إلى حلول جذرية تقضى على بؤر التطرف والإرهاب وتحمى الشعوب وتضمن الأمن والاستقرار وتحفظ كيانات الدول ومؤسساتها. كما تستحوذ القضية الفلسطينية على نصيب كبير من المباحثات، باعتبارها تتصدر أولويات السياسة الخارجية المصرية؛ حيث يناقش السيسى وماكرون ضرورة كسر الجمود فى الموقف الراهن، والعمل على استئناف المفاوضات، وفقاً للمرجعيات الدولية، وصولاً إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، استناداً إلى حل الدولتين، وحق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم المستقلة على أساس حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، وذلك من خلال تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف المعنية، ودعم أى مبادرات أو لقاءات تهدف إلى مناقشة الأفكار العملية التى تساعد على إحياء عملية السلام من أجل التوصل إلى حل عادل وشامل يسهم فى إعادة الاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط. كما يبحث السيسى وماكرون، أيضاً، سبل وقف الهجرة غير الشرعية وتدفق اللاجئين، وذلك من خلال معالجة الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى أدت إلى تزايدها، خلال الفترة الماضية، بما فى ذلك العمل على تضافر الجهود الدولية للتوصل إلى تسويات للأزمات القائمة بدول المنطقة.