رحلة العمر بين الفنان صلاح جاهين والفنان سيد مكاوي والشاعر عبدالرحمن الأبنودي، تُفتح لها مجالات وتُسطر في روايات عن الصداقة والنجاح والحب بين "عشرة العمر". بدأت رحلة الحياة بين أشهر فنانين في عالم الكتابة والتلحين من "قعدة هزار" على أحد المقاهي بحي المنيرة في منطقة السيدة زينب، إذ ذهب جاهين ليبحث عن المطرب والملحن الذي تنطلق أغنيته في الراديو يوميًا: "آخر حلاوة مافيش كدا". وأخيرًا وجد جاهين، سيد مكاوي وبدأ في لفت انتباه بأغنية "أنا في انتظارك مليت"، ومن هنا استمر "تؤام الروح" في الكتابة والتلحين، إذ ترجم مكاوي كلمات جاهين إلى اللحان. رد الثنائي على كل حدث أو هزيمة أو احتفال بكلمات وألحان تقشعر لها الأبدان وتلمس الوجدان، فضلا عن استمرارها إلى يومنا لتستخدم في نفس المواقف. واجه الثنائي العدوان الثلاثي على مصر في سنة 1956 بأغنية "هنحارب"، وفي حرب 1967 قدم مكاوى عقب قصف مدرسة بحر البقر أغنية "الدرس انتهى لموا الكراريس" بالتعاون مع رفيق النجاح وغناء الفنانة شادية، وحين تم قصف مصنع أبوزعبل قدما أغنية جماعية باسم "احنا العمال اللي اتقتلوا"، فضلا عن ملحمة "الليلة الكبيرة". ومع ذلك النجاح المبهر والساحق للثنائي، قدم صلاح جاهين إلى صداقتهما أغنية "الصهبجية"، فكان مكاوي يحمل عوده وجاهين يلقي بكلماته لتتحول "قعدتهم" إلى "قعدة هزار". -دخول الخال حياة جاهين ومكاوي: جمع الخال أضلاع المثلث معًا لتشابههم بالإحساس والفن والإبداع وحب الوطن، إذ بدأت علاقة الخال عبدالرحمن الأبنودي بجاهين الذي أعجب بأول قصائده وقرر نشرها في مجلة "صباح الخير". وقال الأبنودي عنها: "تلك البادرة وطدت علاقتي بصلاح جاهين وكانت سببًا في دخولي عالم الطرب من أوسع أبوابه"، ومع تطور علاقة الصداقة أصبح الثلاثي يتشاركون في "قعدات الهزار والعمل"، وشارك الأبنودي مكاوي في الكثير من الأعمال منها "الليل أنا الإنسان، وعلمتني". سر تاريخ 21 إبريل في حياة ثالوث الإبداع: إما عن شراكة الثلاثي في عمل واحد، فقد جمعهم الموت الذي اختار يوم 21 إبريل ليكون نهاية رحلة كل منهما في الحياة، ويتركوا دنيانا تاركين لنا ذكريات وحكايات وقصص لا تنتهي أبدًا.
