تستعد فرنسا لموجة جديدة من الاحتجاجات التي هزت حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث أعلنت السلطات عن تواجد 89 ألف فرد من الشرطة في جميع أنحاء البلاد لمواجهة التظاهرات، فيما أغلقت العديد من المناطق الشعبية والسياحية. وبعدما أعلنت الحكومة الفرنسية عن فرض ضرائب جديدة على الوقود، والأحداث العنيفة التي شهدتها العاصمة باريس السبت الماضي، أصبحت حركة "السترات الصفراء" تمثل أخطر أزمة سياسية تواجهها البلاد، حيث أقدم المتظاهرون على حرق السيارات وتخريب المعالم التاريخية، فضلاً عن الاشتباك مع قوات الشرطة في مواجهات عنيفة لم تشهدها فرنسا منذ اضطرابات عام 1968. وبالرغم من قرار الحكومة الفرنسية بتعليق فرض الضريبة على الوقود بشكل مؤقت، في محاولة لامتصاص الغضب الشعبي، إلا أن حركة "السترات الصفراء" دعت لمواصلة التظاهر يوم غد السبت. وانتشر مؤخراً مقطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي لعدد من طلاب مدرستين ثانويتين ألقت الشرطة الفرنسية القبض عليهم وأجبرتهم على الركوع ك "أسرى حرب"، في مشهد أثار غضاباً وانتقاداً كبيرين. وقال وزير الداخلية كريستوف كاستانير، خلال مؤتمر صحفي اليوم، إنه "على مدى الأيام القليلة الماضية انضم للطلاب نحو مائة شاب مقنع يحملون هراوات وقنابل حارقة أصروا على الاشتباك مع الشرطة". وأضاف أن "المحتجين أضرموا النار في حواجز على الطرق ورشقوا سائقي السيارات بالمقذوفات ونهبوا منازل في المنطقة المحيطة بالمدرستين". وذكرت وسائل إعلامية فرنسية أن الحكومة ستدفع ب 89 ألف فرد أمن في فرنسا، منهم 8 آلاف في باريس لمواجهة التظاهرات، وهو رقم أكبر من الرقم الذي واجه احتجاجات السبت الماضي. ومن المقرر أن يلقي الرئيس ايمانويل ماكرون، التي واصلت شعبيته في الانخفاض هذا الأسبوع إلى 23 بالمائة، خطاباً للشعب الفرنسي مطلع الأسبوع المقبل، لكن لم يتم الكشف عن ميعاده، بحسب ما صرح مسئول في قصير الإليزيه لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية. ورفعت 39 مستشفى في أنحاء فرنسا درجة الاستعداد القصوى لاستقبال الحالات الطارئة، كما أقدم أصحاب المتاجر على إغلاق محالهم، التي عادة ما تشهد زحاماً للتسوق خلال عطلة نهاية الأسبوع، بالمتاريس، في محاولة لحماية ممتلكاتهم من أعمال العنف والنهب المتوقعة. كما أعلنت جمعية الآثار الوطنية الفرنسية، في بيان لها اليوم الجمعة، أن عدد من المواقع السياحية، من بينها "قوس النصر" ومتحف أورساي"، سيتم إغلاقها يوم غد السبت خلال التظاهرات المتوقع أن تشهد أعمال تخريب.