أيام قليلة تفصلنا عن اول انتخابات رئاسية مباشرة فى مصر.. وهذا الحلم الذى يكاد يتحقق دفع ثمنه أنبل وأجمل شباب مصر.. وكان الثمن ارواح ودماء مئات الشهداء الذين خرجوا فى ثورة 25 يناير يطلبون العيش والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية لكل المصريين.. وسقطوا شهيد تلو الآخر وتركوا آباء وامهات وزوجات واطفال يتمتعون بالتغيير الذى سعوا اليه ولم تمنحهم آلة القمع والقهر الجهنمية الفرصة ليجنوا ثمار ثورتهم.. ذهبنا الى بعض اسر شهداء الثورة وسألناهم : ما هى مواصفات رئيس الجمهورية الذين ستنتخبون، وماذا تطلبون منه، واتفق الجميع على ان ذكرى الشهداء تتطلب – رغم الكثير من الحزن الممزوج بالامل – ان يتم تحقيق الأهداف التى ضحا من اجلها انبل واجمل من انجبت مصر بأرواحهم.. لذا طالب اسر الشهداء برؤية مصر جديدة تسودها العدالة والحرية وكانت الاجابات كالتالى: عمرو موسى حاسس بوجعنا والدة الشهيد « احمد صابر مصطفى «- 16 عاما – والذى استشهد فى 28 يناير 2011 بطلق نارى فى الصدر أكدت انها ستنتخب عمرو موسى لأنه الأنسب فى هذه المرحلة داخليا وخارجيا.وقالت: « مش عايزين حد يترشح ميبقاش مننا» و«موسى» عارف مطالبنا وحاسس بوجعنا». ووجهت والدة الشهيد حديثه لموسى قائلة: «نتمنى ان يكون قلبك معانا وتمنع نزيف الدم اللى وجع قلوبنا، وتحترم كرامة وإرادة شبابنا وتجيب حق ولادنا». وقالت اخت الشهيد «مصطفى يوسف طه» – 39 عاما انها تريد رئيس جمهورية لا ينتمى للنظام السابق بل ينتمى للثورة. واضافت قائلة «نريد رئيساً يشعر بالناس اللى اتظلمت ويأخذ حق ولادنا الى ماتوا ويضمن لنا عدم تكرار إهانة المصرى مرة اخرى وتطبيق القانون والعدل».واستطردت باكية «عايزة حق اخويا الى مات وامى اللى اتوفت بحصرته فى يوم الأربعين بتاعه، «ودعت الرئيس الجديد الى دخول القصر الجمهورى وفى صحبته اسر شهداء يناير. واضافت: ما سيشعرنا بالراحة هو رؤية انتهاء محاكمة الرئيس المخلوع حسنى مبارك والقصاص العادل». مطلوب رئيس عنده خبرة لحل الأزمات أما أخت الشهيد «محمد عبد المحيى» احد شهداء 28 يناير 2011 فقالت: «كل مرشح بيقول هيجيب حق الشهيد.. واحنا فى الانتظار». واستكملت قائلة «كنا هنرشح «محمد مرسى « لكن الاخوان خذلونا فى مجلس الشعب ، وخايفين من ترشيح « ابو الفتوح» بعد ما دعمه السلفيون ، أما شفيق فهو من عهد مبارك ، وصباحى ناصرى ويمكن يكون ديكتاتور»، وتمنت اخت الشهيد «محمد» ان يتذكر الرئيس القادم حق الشهداء ويعيد فتح القضايا ضد المتهمين بقتل الثوار التى انتهت بأحكام براءة. اما والدة الشهيد «مصطفى الصاوى» الذى استشهد فى 28 يناير 2011 يوم جمعة الغضب الأولى فقالت: « نارى لن تهدأ الا بالقصاص لحق ابنى ،» وطالبت الرئيس الذى تمنت أن يكون من رحاب الثورة ان ينهض بالدولة ويكون لديه الخبرة لحل المشكلات والأزمات والفساد الذى خلقه النظام السابق. وأكدت والدة « الشهيد طارق مجدى مصطفى «أنه مر عام كامل على فقدان اعز ابنائها وطالبت الرئيس القادم بتحقيق آمال الشباب الذى ضحى بحياته ، مشيرة ان مصر تحتاج للخبرة والكفاءة لإنقاذ ما تبقى من بعد فساد استمر 30 عاما. وانتقد والد الشهيد «مصطفى شاكر عبد الفتاح» الذى استشهد فى ميدان التحرير يوم 28 يناير 2011 المرشحين الرئاسيين المنتمين الى التيار الدينى لأنهم اعلنوا اثناء انتخابات مجلس الشعب التزامهم بشعارات الثورة وبعد انتخابهم لم يحققوا أى من هذه الأهداف . وقال انه يتمنى ان يتولى رئاسة مصر رئيس يوفر للشباب وحدات سكنية ووظائف وحياة كريمة ووضع حد ادنى للأجور فى مدة لا تزيد علي سنتين ، مؤكدا أن أهالى الشهداء لن يعطوا فرصة للرئيس القادم بالمماطلة فى القصاص لأبنائهم بمجرد توليه الحكم .