حذر الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال جلسة ما بعد الحروب والنزاعات، أمس الأحد ضمن منتدى شباب العالم المقام بمدينة شرم الشيخ، من مغبة التحرك غير المدرس نحو التغيير، والذي يؤدي في نهاية المطاف إلي الفوضى وتهديد استقرار البلاد. وكان الرئيس السيسي، قد قال:" التحرك غير المدروس مش هقول أبدا إنه مؤامرة، فى تغيير واقعنا من خلال هذا التحرك، واحنا بنعمل التحرك بنفتح أبواب الجحيم على بلادنا، لأننا كنا بلد من البلاد المرشحة أنها تبقى كده". وشدد السيسي على خطورة الصراعات القائمة في المنطقة، حيث قد تؤدي رغبة البعض في إحداث التغيير إلى الوقوع في فخ الفوضى، وانهيار مؤسسات الدولة، وفتح الباب أمام التدخلات الخارجية. وفي هذا السياق رأى عدد من الخبراء، أن النقد والإختلاف حق مشروع لجميع قوى الوطن، ولكن يجب أن يكون هذا الإختلاف على أرضية الحفاظ على الوطن،لافتين أن ثورات الربيع العربي تسببت في الخراب للدول العربية، مؤكدين أن مواجهة "الإنتحار القومي" يكمن في زيادة وعي الشباب ومحاربة الجهل. وقالت دكتورة سكينة فؤاد، المحللة السياسية والكاتبة الصحفية، إن حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن "الانتحار القومي" ، كان ينطلق من خلاصة ما جرى للأمة من إنتهاكات خارجية ومخططات هدفها التدمير كما حدث لدول وشعوب صديقة كالشعب السوري والشعب اليمني. وأضافت فؤاد، أن الإختلاف والنقد وتقويم الأنظمة هي حقوق مشروعة بين جميع القوى في الوطن، مشددة على أهمية أن يكون هذا الإختلاف على أرضية الحفاظ على الوطن، حيث يجب قراءة المشهد الوطني ومايحيط به من أخطار ومهددات، حتى لا تتقافز قوى خارجية دولية وإقليمية وتنفذ مخططات تدمير الاوطان. وتابعت المحللة السياسية والكاتبة الصحفية، تحذير الرئيس السيسي من "الانتحار القومي" هي دعوه للقوى الوطنية إختلفت أو إتفقت أن تكون قارئة جيدة للمشهد الوطني، مدركة لما يحيط بالاوطان من مخاطر، لمنع تفكيك مؤسسات الدولة والسماح لقوى سواء كانت فاشية دينية أو قوى دولية أو أصاحب مصالح بالقفز لهدم الأوطان ليتمكنوا من الإستيلاء على ما فيها من ثروات. وفي سياق متصل قال اللواء أركان حرب، محمد عبدالله الشهاوي، الخبير الاستراتيجي، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي عن "الانتحار القومي"، تلفت النظر إلى الثورات مثل ثورة 2011، عندما قفزت جماعة الإخوان الإرهابية على هذه الثورة. وأضاف الشهاوي، أن ثورات الربيع العربي، أدت للكثير من الخراب للدول العربية، وهذا ما يسمى ب"الانتحار" حيث يتم تدمير المنازل والبنية الأساسية للدول، ما يؤدي إلى تدخل دول خارجية لفرض الأمن والانضباط، وبالتالي تُحتل الدولة من خلال قوى أجنبية. وتابع الخبير الإستراتيجي، أن السبب وراء "الانتحار القومي" هو قيام بعض الأفراد بإثارة الفوضى، ثم قيام قوى أخرى بالتنسيق مع قوى أجنبية بالاستيلاء على السلطة، لافتاً إلى أن الدولة تتفتت وتتدمر مؤسساتها، وتابع "قبل القيام بتلك الثورات يجب أن نعرف من هم قادة هذه الثورة، وما الغرض من القيام بإثارة الفوضى وسط المواطنين". ومن جانبه أكد النائب نبيل الجمل عضو مجلس النواب عن دائرة المنصورة، وعضو اللجنة الدستورية والتشريعية بالمجلس، إن "الإنتحار القومي" ينتج بالأساس من إنعدام الوعي والفهم لبعض الأشخاص بالمخاطر التي تواجهها البلاد في الفترة الحالية. وأضاف الجمل، أن السبيل في مواجهه "الإنتحار القومي" يكون من خلال زيادة وعي الشباب ومحاربة الجهل عن طريق إقامة مؤتمرات وندوات للتعريف بالمخاطر و المؤامرات التي تحاك ضد الدول العربية، منوهاً على أهمية تكاتف مؤسسات الدولة لتوعية الشباب المغرر به حتى يتمكنوا من التفرقة بين الغث والثمين. وتابع عضو مجلس النواب، من المهم أن نعيد الإنتماء داخل أبناء الوطن بعد أن تم تجريفه في الفترة الماضية، والعمل على تحسين الحالة المعيشية للمواطن يقضى على كل محاولات جذب الشباب ناحية الانتحار القومى، مشدداً على أن تغيير أنظمة فى ظل ظروفنا يعنى ضياع الدولة، وهدم مؤسساتها والسماح لقوى أجنبية وخارجية للتدخل في شئون الدولة.