من كان يحلم – مجرد حلم-بان يكتب المصريون يوما مثل هذا السيناريوالمتفرد المهيب ؟ من كان يحلم برؤية ثائر من ميدان التحرير في هذاالمشهد الحلم ويا تي الي الميدان العظيم ليستمد منه شرعيته كرئيس لوزراء مصر وليقسم من دون كلمات ان يحفظ العهد وان يصون الثورة جاء الي هذا الميدان العظيم ميدان الجهاد والشرف بكل ما فيه من دماء وأرواح شهداء وبطولات شباب صمدوا بصدورهم العارية في وجه أعتي واشرس النظم القمعية واكثرها توحشا وفتكآ بل وخسة ونذالة في التعامل مع بني وطنهم نظام قوامه سادة متوجون ونحن الخدم والعبيد. من كان يصدق أن يأتي"الشرف" الي الميدان العظيم الذي خلدته أرواح شهداء مصر العظام وخلده صمود الشباب المصري ليستمد منه ومن هؤلاء شرعيته هذا الصمود للشباب المصري الذي فاجأ الجميع بل ربما فاجأه هو نفسه أشعر أن شباب مصر الذي ثار يوم 25 يناير – ولايزال صامدا حتي الأن- كان يكتشف نفسه كل يوم بل كل لحظة كان يزيل غبار القمع وصدأ أيام الترويع والتعذيب والاهانة والقسوة التي فرضها عليه نظام قمعي ارهابي هو الأسوأ من نوعه في العالم العربي شباب كان يبحث في نفسه عن معدنه الحقيقي عن معني أنه مصري عن معني خلود وطنه وعظمته وعراقة حضارته كان يبحث في نفسه عن قدرته في الانتصار علي الجبن والخوف والقمع والقسوة التي كان يمارسها النظام السابق ضده والتي تراكم غبارها طبقات وطبقات علي شخصيته ( حتي 25 يناير) فظهر هشآ خائفا ذليلآ مرتعشآ فارآ لسنوات من ضربات الهراوات والعصي الكهربائية وسياط أمن الدولة وخوازيق ضباط الشرطة والتعذيب والكي في سجون مبارك ودولته البوليسية كان المصري في ميدان التحرير هو الانسان الجسور الذي يريد ان يعبر الهزيمة بحق وينتصر علي هذا الذل والقهر والعذاب الذي ران علي شخصيته ومسخها واستبسل الملايين رغم كل ذلك ورغم كل المحاولات التي حاول ذيول مبارك القيام بها للتخلص من الثوار ومنها الخطة الجهنمية بتلغيم محطة مترو ميدان التحرير لتكون مقبرة للثائرين وهي القصه الماساوية التي يجب ان تروي ذات يوم ويوما بعد يوم زال الخوف ونزع الصدأ ووصل المصري الي جوهر نفسه وحقيقة معدنه فانطلق المارد بداخله ولم يتوقف الا بعد ان زلزل عرش الفرعون ودكه دكآ وامام اصراره ووعيه بأن الالهة يجب ان تسقط وان الرموز يجب ان تتحطم ذهب بلا رجعة أحمد نظيف ومن جاء به كما ذهب سيئ الحظ أحمد شفيق لكنه أي الشباب الثائر لم يكن يدري في نفس الوقت ان الاقدار سوف تكون الي جوارهكانها تحييه كانها تفتخر به كانها تنحاز اخيرا اليه وتنصفه علي ظالميه ومن قهروه وجلدوه و"خوزقوه"و لتأني له بثائر منه من قلب ميدان الشرف بثائر من ميدان التحرير علي رأس حكومة "شرف" ليمحو بها عصام شرف كل عار وفساد حكومات مبارك (غيرالمباركة) تحية للثوار ومن قبلهم تعظيم سلام للشهداء ومن بعدهم كلمة شكر وتقدير للمجلس الأعلي للقوات المسلحة ولرئيسه المشير حسين طنطاوي الذي تسامي بمصريته علي ولائه لقائده المعزول الذي عينه ففي النهايه الانتماء والولاء لمصر شكرا لهم جميعا فقد قدمو لنا اغلي مفاجأة تحققت في عهدهم وهي هذا المشهد المهيب لرئيس وزراء مصر جسور يخرج لأول مرة من الشارع من ميدان التحرير الخالد تحية لهم لانهم عهدوا للشرف باجتثاث الفساد كل الفساد غير المبارك تحية اجلال واكبار لكل من ساهم في صنع هذا المشهد المهيب البديع