أاكدت المهندسة عدالة الأتيرة رئيس سلطة جودة البيئة، إن مجلس وزراء البيئة العرب يضطلع بالعديد من المهام والمسئوليات من أجل النهوض بالوضع البيئي العربي، وذلك في ظل ما يجري من تقدم نحو تحقيق التنمية المستدامة وتسريع الخطى نحو تفعيل الاتفاقيات البيئية والالتزام بها خاصة الاتفاقية الإطارية للتغير المناخي . وأضافت "الاتيرة"، خلال كلمتها الافتتاحية أمام وزراء البيئة العرب، أن إنعقاد هذه الدورة من المجلس تحت عنوان "تحييد تدهور الأراضي" هو موضوع في غاية الأهمية خاصة وأن تدهور الاراضي أصبح ملحوظ في منطقتنا العربية، وذلك لعدة أسباب التي تقود لذلك من بينها ظاهرة التغير المناخي التي تؤثر على منطقتنا بشكل واضح مع ما يصاحب ذلك من شح للموارد المائية وانجراف للتربة واتساع رقعة التصحر وتدهور التنوع الحيوي، كما نقلت الاتيرة تحيات الرئيس محمود عباس للوزراء العرب ورئيس الوزراء رامي الحمد الله متمنيين لمجلسكم التوفيق. فيما وأوضحت رئيس سلطة جودة البيئة، أن الوضع البيئي في فلسطين يحتل اهتمام كبير في ظل الممارسات الاسرائيلية بحق الارض الفلسطينية كالتجريف وقلع الأشجار وقطعها وحرق المحاصيل وتهريب النفايات الخطرة ودفنها في الأراضي الفلسطينية والتخلص من مخلفات المستوطنات السائلة والصلبة في الأراضي الزراعية الفلسطينية المحيطة وفي مزارع الفلسطينيين وعلى أطراف مدنهم وقراهم، مشيرة الى التوسع غير المسبوق والمتسارع في رقعة الاستيطان في كافة الأراضي الفلسطينية وإطلاق حكومة الإحتلال العنان لقطعان المستوطنين لمصادرة ووضع اليد على أراضي الفلسطينيين. وقالت، ان الاحتلال يسيطر على ما يزيد عن 80% من مياه الفلسطينيين وحرمانهم من إستخدامها الى جانب السيطرة الكاملة إداريا وأمنيا على ما يزيد عن 64 % من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وهي ما بات يعرف بالمنطقة ج ناهيك عن الحروب المتكررة والاعتداءات اليومية على قطاع غزة وما يصاحب ذلك من تدمير للأرض الزراعية واضرار بالمحاصيل والغطاء النباتي ككل وهذا كله يعصف بجودة التربة في فلسطين، ويؤدي دون شك الى تدهورها وتدني جودتها ويقلل من قدرتها على الإنتاج. وأضافت، إن من ضمن أولويات أجندة السياسات الوطنية التي اعتمدتها الحكومة الفلسطينية لأعوام 2017-2022 وتمت ترجمتها ضمن إستراتيجيات قطاعية وقد كان عنوان أجندة السياسات الوطنية "المواطن أولا"، مشيرة انه تم العمل أيضا على تنفيذ العديد من المشاريع التي تستهدف تحسين جودة التربة والحفاظ عليها، واستصالح المزيد من المساحات من الاراضي وسن القوانين والتشريعات وإنشاء الصناديق التي تعزز من مكانة وصمود المزارع الفلسطيني في الحفاظ على أرضه، بالاضافة الى إصدار دليل الممارسات الزراعية الجيدة للحفاظ على محتوى الرطوبة. كما حذرت، من خطورة ما يقوم به الاحتلال الاسرائيلي على الوضع البيئي الفلسطيني، "والذي لا يتوانى في التدمير والسيطرة والتوسع الاستيطاني الذي يستهدف الإنسان الفلسطيني"، مشيرة إلى أن الموارد الطبيعية وحمايتها وإدارتها السليمة والمستدامة هي واحد من أهم ركائز نجاح خطة التنمية المستدامة، وهي المهمة الصعبة التي يسعى العالم كله الى تحقيقها واثباتها من أجل أن يلبي حاجة الاجيال الحالية ويحفظ حق الأجيال القادمة في تلك الموارد، كي نضمن تحقيق مفهوم التنمية المستدامة بشكلها الصحيح.