تسعى مصر في السنوات الأخيرة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الضرورية، والتي تستوردها من الخارج، رغبة في الحفاظ على الدخل القومي، والوصول بالاقتصاد إلي بر الآمان، وذلك ضمن سياسة الإصلاح الاقتصادي التي تتبعها الحكومة المصرية بتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي. ومن هذا المنطلق بدأت وزارة البترول في إنشاء العديد من الحقول سعيًا في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي لتوقف استيراده، و من أهم تلك الحقول، حقل ظهر الذي أعلنت الوزارة في بيان لها مساء الجمعة أن إنتاجه الذي وصل لحوالي ملياري قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، وأن استثماراته بلغت 7.7 مليار دولار، وأشارت التقارير إلى أن الإنتاج المحلي من الغاز الطبيعي تجاوز نسبة الاستهلاك. وأكد عدد من خبراء الطاقة والاقتصاد، أن مصر حققت الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي المسال، الأمر الذي يجعلها في غنى عن استيراده، وتسعي جاهدة في تصديره، منوهين على أن الحكومة المصرية في الوقت الحالي تجني ثمار الإصلاح الاقتصادي، حيث إن هذه الخطوة تُعد بمثابة دفعة قوية لمصر وللاقتصاد المصري. وكان صرح المهندس طارق المُلا، وزير البترول والثروة المعدنية، اليوم أن مصر أوقفت استيراد الغاز الطبيعي المسال من الخارج، وذلك بعد أن استلمت آخر شحنة منه الأسبوع الماضي. أشاد المهندس صلاح حافظ، نائب رئيس الهيئة العامة للبترول السابق، بقرار مصر بوقف استيراد الغاز الطبيعي المسال من الخارج، بعدما تسلمت آخر شحناتها المستوردة منه الأسبوع الماضي، والذي أعلن عنه المهندس طارق المُلا، وزير البترول والثروة المعدنية. وأوضح حافظ، في تصريح خاص ل "بوابة الوفد"، أن مصر كانت تستورد الغاز الطبيعي المسال بسبب أن نسبة الاستهلاك أكبر من نسبة الإنتاج، مشيرًا إلى أنه في الفترة الأخيرة تجاوزت نسبة الإنتاج حاجز استهلاك الدولة منه، نظرًا إلى الحقول العديدة التي تم إنشائها. وأكد نائب رئيس الهيئة العامة للبترول السابق، أن مصر على أعتاب تصدير الغاز الطبيعي، لافتًا إلى أنه بحلول عام 2019 سيكون لدينا اكتفاء ذاتي منه، كما أن التقارير تشير إلى أن مصر ستتحول خلال عام 2020 إلى مركز إقليمي لتجارة الطاقة عالميا. بدوره قال الدكتور صلاح الدين فهمي، أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر، إن وقف استيراد الغاز المسال من الخارج خطوة جيدة لصالح الاقتصاد المصري، حيث إنه سيعمل على تحسين وضع العملة المصرية بين باقي العملات. وأضاف "فهمي"، في تصريح خاصة ل"بوابة الوفد"، أننا بدأنا لآن نجني ثمار الإصلاح الاقتصادي، كما أن هذه الخطوة تعد بمثابة دفعة قوية لمصر وللاقتصاد المصري، وسيستمر في التقدم حتى يصبح من القوى العظمى في العالم. وأوضح أستاذ الاقتصاد، أن من مصلحة أي دولة في العالم هو تقليل الصادرات والواردات، لأنه كلما قلت الواردات كلما تحسن وضع العملة وتحسن اقتصادها، موضحًا أنه سيكون هناك تقدم كبير في الاقتصاد المصري في الفترة المقبلة. وقال الدكتور على عبد النبي، نائب رئيس هيئة المحطات النووية، إن وقف استيراد الغاز الطبيعي المسال من الخارج، بداية خطوات مصر لأن تصبح من المراكز الإقليمية، بل والعالمية في تصنيع وتصدير الغاز المسال لجميع دول العالم. وأشار "عبد النبي"، في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، أنه بنهاية العام سيكون هناك فائض نصف مليار قدم مكعب في اليوم، موضحًا أنه بمنتصف 2019 سيكون هناك فائض مليار قدم مكعب، مما يعزز مكانة مصر في الغاز الطبيعي المسال. وأضاف نائب رئيس هيئة المحطات النووية، أن استهلاك مصر كان 6.3 مليار قدم مكعب في اليوم، وكان الإنتاج 6 مليار قدم مكعب يوميًا، أي أن هناك عجز بمقدار0.3 مليار قم مكعب في اليوم، أما الآن فهناك فائض كبير في الغاز المسال، مبينًا أن ظهر حاليًا ينتج 3 مليار قدم مكعب في اليوم. وتابع: "كان يتم استيراد الغاز المسال لتحويله إلى يستخدم في المصانع وشركات الكهرباء، مشيرًا إلى أن احتياطي حقل ظهر 30 تريليون قدم مكعب، وسيكون الاحتياطي لحقل نور 90 تريليون قدم مكعب، أي أضعافه، الأمر الذي سيعمل على دفع مصر دفعة قوية إلى الأمام". وذكر، أن مصر لديها شبكة غاز توصل لجميع أنحاء الجمهورية، وتمتلك بنية تحتية كبيرة جدًا، لذلك نحن مؤهلين لأن نكون مركز عالمي لطاقة الغاز.