وجه الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، في الساعة الثالثة فجر اليوم الخميس، رسالة "فيسبوكية" إلى مهاجمي منظومة التعليم. وتنوع أسلوب خطاب وزير التعليم في رسالته التي وجهها للشعب خلال صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بين الاستنكار والتعجب والغضب والدفاع والنصح والوعظ. بدأ شوقي رسالته باستنكار تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا عن الكثافة الطلابية في الفصول والتعليق عليها بالهجوم على وزارة التربية والتعليم. ووصف شوقي الكثافة الطلابية التي يندد بها أولياء الأمور بأنها مشكلة أزلية ورثها بعد سنوات طويلة من إهمال التعليم، مستنكرا شن حملة ممنهجة بعد أيام من بدء تطبيق النظام الجديد والتركيز على الكثافة وكأنها الآفة الوحيدة في التعليم. وأشار شوقي إلى أنه أول من اعترف بأن نظام التعليم يحتاج ثورة وأن به مشكلات متراكمة منذ عقود، وأنه عرض خطة متكاملة لإصلاحه وشرحها بالزمن المطلوب والتكلفة الهائلة. وأضاف شوقي أنه يعلم جيدا مشاكل الكثافة والصيانة واختيار القيادات وأوضاع المعلمين والدروس الخصوصية والكتب الخارجية والمدارس التجريبية والخاصة ويعمل على إصلاح كل هذا. وتعجب شوقي من تصديق الكثير من أولياء الأمور والمثقفين للصور القديمة التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها من داخل الفصول المصرية في حين أنها قديمة ومن دول أخرى. ودعا شوقي إلى التفكير في توقيت هذا الهجوم المنظم، قائلا: "وكأن مشكلة كثافة الفصول ظهرت اليوم فجأةً بسبب نظام التعليم الجديد! أليس غريباً أن لا نتحدث عن فلسفة النظام الجديد وأهدافه ومستوى الكتب الجديدة ودليل المعلم في كل المواد وإعادة فرش أثاث المدارس وافتتاح المدارس اليابانية وافتتاح مدارس التكنولوجيا التطبيقية وتوصيل مدارسنا الحكومية بالألياف الضوئية وأن ننبري للصراخ ليل نهار نعدد مشاكل النظام القديم؟". ودافع شوقي عن نظام التعليم الجديد، داعيا أولياء الأمور إلى الفرح بتطبيقه وعدم النظر إلى السلبيات فحسب. وذكر شوقي أن يوم 22 سبتمبر 2018 سيظل يوماً تاريخياً للتعليم المصري الذي يشهد تغييراً حقيقياً وأنه سوف يتابع الجهد والعمل من أجل مصلحة الطلاب. وأوضح شوقي أن مصر تشهد أكبر محاولة جادة لتغيير نظامها التعليمي إلى مصاف الدول الكبرى وبدعم كبير من القيادة السياسية وإيمان عميق بضرورة إنقاذ الأطفال من خطايا النظام التعليمي القديم. وأشار إلى أن الدراسة بدأت منذ خمسة أيام فقط وأطلقت وزارة التربية والتعليم ما قد وعدت به من "نظام جديد متكامل" يبدأ من رياض الأطفال والصف الأول الإبتدائي. وتابع شوقي أن الوزارة حققت مشروعاً عملاقاً في زمنٍ قياسي واستكملت إطار المناهج الجديدة وأعدت الكتب الدراسية الجديدة وتمت طباعتها وتوزيعها في أرجاء الجمهورية مع تدريب أكثر من مئة ألف معلم استعداداً للنظام الجديد. ووصف شوقي الهجوم على منظومة التعليم والتغاضي عن النظام الجديد بالحملة الممنهجة، قائلا: "من حقنا نفرح لما نشوف تغيير إيجابي وسط كل المشاكل، التشكيك المتواصل وتثبيط الهمم والصراخ ليل نهار لن يساهم في تقدم الأمة". ونوه شوقي بأن هناك حالة التربص لكل محاولات الإصلاح ظنا أنها بطولة، مشيرا إلى أن ذلك يفسد فرص الإصلاح بعد أن مضينا قدماً وظهرت بشائر مستقبل أفضل. ودعا شوقي إلى التعاون لتحقيق الهدف وإصلاح المسار بدلاً من معارك وسباب مواقع التواصل والتجاوز في حق الآخرين بلا دليل وبلا سبب وبلا إدراك لأنه ذنبٌ عظيم عند الله.